كيف تحولت الخفافيش إلى حيوانات مصاصة للدماء؟

  • 2/27/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

يوفر تحليل الحمض النووي للخفافيش مصاصة الدماء، معلوماتٍ حول قدرة هذه الحيوانات على البقاء على قيد الحياة بالاعتماد على الدماء فقط. يمكن لهذا الحيوان شرب ما يصل إلى نصف وزنه من الدماء، على عكس الخفافيش الأخرى التي تتغذى على الفاكهة، ورحيق النباتات أو الحشرات، إلا أن الدماء تحتوي على عدد قليل من المغذيات، كما يمكن أن تحمل الفيروسات القاتلة، بحسب النسخة الإسبانية من . تحمل الخفافيش مصاصة الدماء اختلافات رئيسية في الجينات الخاصة بالمناعة والتمثيل الغذائي، بالمقارنة مع الأنواع الأخرى من هذه الثدييات. وجد الباحثون أن الميكروبات في أمعاء هذه الخفافيش مختلفة أيضاً، ووجدوا كذلك أدلة على وجود أكثر من 280 نوعاً من البكتيريا في برازها، التي من شأنها أن تصيب الثدييات الأخرى بالأمراض. تقول د. ماري زيبيدا ميندوزا، الكاتبة في الدراسة، من جامعة كوبنهاغن، الدنمارك: "تشير المعلومات إلى وجود علاقة تطورية وثيقة بين ميكروبيوم الأمعاء وجينوم خفاش مصاص الدماء الذي يسمح له بالتكيف مع التغذية على الدم فقط". وأضافت الخبيرة، أن الخفاش مصاص الدماء الشائع لديه العديد من الجينات التي تم انتخابها للتعامل مع التغذي على الدم. نظام غذائي غني بالبروتينات يحتوي الدم على العديد من البروتينات (93%) وقليل من الكربوهيدرات (1%) والفيتامينات، ويمكن أيضاً أن يحمل العديد من الأمراض. لتكون قادرة على البقاء على قيد الحياة مع مثل هذا النظام الغذائي، طوّرت الخفافيش مصاصة الدماء العديد من الخصائص، بدءاً من الأسنان الحادة لاختراق الأوعية الدموية، إلى التغيرات في الكُلى للتعامل مع تلك النسبة العالية من البروتين. وعلى الرغم من دراسة هذا التطور جيداً، فإن هناك عدداً قليلاً نسبياً من الدراسات على جينوم هذا النوع من الخفافيش، وفقاً لما جاء في تقرير . قام العلماء بتحليل كل من الجينوم والميكروبيوم لهذا الحيوان، لمعرفة الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش داخل أمعائه، ووجدوا أن حجم الجينوم يشبه حجمه لدى الخفافيش الأخرى، لكن مع المزيد من "الجينات القافزة" (جينات يمكنها التحرك إلى مواقع مختلفة داخل الجينوم الخلوي لخلية بعينها)، التي لعبت دوراً رئيسياً في تطور النظام الغذائي لهذه الحيوانات. وقال الباحثون إن الميكروبيوم لدى هذا الخفاش يختلف تماماً عن تلك التي لدى الأنواع التي تتغذى على الرحيق أو الفاكهة أو اللحوم. تقول نظرية هؤلاء العلماء، إن الكائنات الحية الدقيقة في أمعاء النوع مصاص الدماء يمكن أيضاً أن تشارك في الهضم والمناعة والصحة العامة، وقد تطورت تلك الكائنات جنباً إلى جنب مع الجينوم. يقول الباحثون في عملهم، الذي نشر في مجلة Nature Ecology and Evolution "غالباً ما يتطلَّب التكيّف مع النظام الغذائي المتطرّف تعديلات على مستوى كل من الجينوم والميكروبيوم". "مخلوقات مختلة" الخفاش مصاص الدماء الشائع (ديزمودوس روتوندوس) هو واحد من الثدييات الثلاثة التي تتغذى حصراً على الدماء. تبحث هذه الحيوانات عن غذائها خلال الليل، متمثلاً في دماء الماشية وغيرها من الحيوانات، بما في ذلك، في بعض الأحيان، الإنسان. يستخدم الخفاش مصاص الدماء أسنانه لإحداث قطع بالقرب من الشريان، ثم يلعق الدماء المندفعة من الجرح. هذه القدرة المثيرة للإعجاب تجعل الخفافيش مصاصة الدماء مخلوقات لا تصدق حقاً، ومع ذلك، قالت الدكتورة مندوزا مازحة، إنها تفضل أن نسميها "مخلوقات مختلة".

مشاركة :