صدّت قوات النظام السوري، أمس هجوما ضخما قادته «جبهة النصرة» في مدينة إدلب، في شمال البلاد، تمكنت خلاله من الدخول إلى مبنيي قصر المحافظ وقيادة الشرطة، بمؤازرة عناصر من الشرطة التابعة للنظام واللجان الشعبية الموالية له. واستطاعت قوات المعارضة احتلال المبنيين بضع ساعات بعد اشتباكات قتل وأصيب فيها العشرات، حتى تمكنت قوات النظام من استعادتهما لاحقا. وجاء ذلك بينما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط 500 قتيل وجريح أكثر من نصفهم من الأطفال والمدنيين خلال 7 أيام من قصف الطيران الحربي والمروحي على مناطق سورية مختلفة. وقالت «جبهة النصرة» في بيان لها إنها سيطرت بـ«صفة شبه تامة» على مبنى محافظة مدينة إدلب شمالي سوريا، لافتة إلى أن عناصرها اقتحموا المبنى وقتلوا العشرات من قوات النظام، بينهم عدد من الضباط، كما أكدت أنها تمكنت من قطع خطوط الإمداد عن القوات النظامية في المدينة. بالمقابل، تحدث مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» عن خلايا نائمة لـ«جبهة النصرة» وكتائب إسلامية أخرى موجودة داخل مدينة إدلب تحركت أمس بالتزامن مع هجوم نفذه عناصر التنظيم على الحواجز المحيطة بالمدينة. وأوضح عبد الرحمن أن هجوم الخلايا النائمة استهدف مبنيي قصر المحافظ وقيادة الشرطة بالتعاون مع عناصر من الشرطة التابعة للنظام واللجان الشعبية الموالية له، إلا أن قوات النظام نجحت في استعادة السيطرة على المبنيين بعد معارك شرسة استمرت أكثر من 7 ساعات. ووصف المرصد هجوم الكتائب المقاتلة بـ«الأعنف» على مدينة إدلب المكتظة بالسكان، متحدثا عن خسائر بشرية فادحة في صفوف الطرفين بينهم ضباط في قوات النظام، وعدد من القياديين في صفوف الفصائل المهاجمة. وفي تصريحات منفصلة، قال المرصد إن المعارك أسفرت عن مقتل 15 مقاتلا معارضا و20 جنديا ومسلحا مواليا للنظام، كما قتل عدد من المدنيين لم يحدد عددهم. وأكّدت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «الحياة الطبيعية عادت إلى مدينة إدلب بعد أن أحبطت وحدات من القوات المسلحة بالتعاون مع قوات من الدفاع الشعبية محاولة تسلل مجموعات إرهابية من تنظيم جبهة النصرة الإرهابي إلى المدينة من عدة اتجاهات وقضت على أعداد كبيرة من الإرهابيين». وأشارت «سانا» إلى أن «الإرهابيين من النصرة تسللوا إلى مدينة إدلب فجرا (أمس) وتصدت لهم وحدات من قواتنا المسلحة واللجان الشعبية في عدة نقاط»، نافية «ما روجته بعض الفضائيات المعادية عن سيطرة الإرهابيين على المدينة أو أي حي فيها». وأفاد «مكتب أخبار سوريا» بـ«تسلل مقاتلين تابعين للنصرة إلى داخل مبنى المحافظة في مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة النظام السوري واشتبكوا مع قواته المتمركزة في المربع الأمني الذي يقع ضمنه المبنى وقتلوا وأسروا عددا منهم». وأوضح المكتب أن «عناصر الجبهة اقتحموا مبنى المحافظة بعد سيطرتهم على حاجز غسان عبود شمالي مدينة إدلب وتفجير أحد العناصر نفسه عند مدخل المبنى، ما أدى لمقتل العشرات من جنود النظام ليتمكن المقاتلون بعد ساعات من الاشتباك من أسر 12 جنديا نظاميا والانسحاب من المبنى». وفي سياق متصل، أشار المكتب إلى اندلاع اشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في قرية المسطومة جنوب إدلب، ما أدى إلى سقوط عددٍ من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين. وقال ناشطون إن الطيران الحربي والمروحي أغار أمس على مناطق بريف إدلب، أبرزها سرمين وسراقب وكفرنبل ومعرتحرمة. وأشار «مكتب أخبار سوريا» إلى أن «جبهة ثوار سوريا» التابعة للجيش السوري الحر داهمت منازل كثيرة في بلدة البارة الخاضعة لسيطرة المعارضة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، بحثا عن عناصر «انشقوا» عنها بأسلحتهم ودخلوا القرية. وأوضح المكتب أن «أكثر من مائة عنصرٍ من الجبهة، على رأسهم القائد العام جمال معروف، اقتحموا البلدة من 3 محاور مصحوبين بدبابتين لملاحقة أكثر من 90 عنصرا من شباب البلدة انشقوا بأسلحتهم عن جبهة ثوار سوريا وانضموا إلى جبهة النصرة وذلك إثر خلافاتٍ على التوجه والاستراتيجية التي يتبعها قائدها». وفي العاصمة دمشق، قُتل مدني وأصيب 7 آخرون جراء انفجار عبوة ناسفة وضعت على دراجة هوائية كانت مركونة عند تقاطع شارع البزورية في منطقة الحميدية، بحسب ما ذكره التلفزيون الرسمي. وفي غضون ذلك، قال المرصد السوري إنّه وثّق خلال الأيام الـ7 الماضية سقوط 500 شخص بين قتيل وجريح، «أكثر من نصفهم من الأطفال والمواطنات من قصف طائرات نظام بشار الأسد الحربية والمروحية». وأضاف المرصد أن «182 مواطنا مدنيا قتلوا، بينهم 60 طفلا دون سن الثامنة عشرة، و38 مواطنة، و84 رجلا نتيجة القصف من الطائرات الحربية والمروحية، خلال الأيام الـ7 الفائتة، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 300 آخرين من المدنيين بجراح».
مشاركة :