نفت الكاتبة سهام القحطاني أن يكون «تطفل المحتسبين» على الفعاليات الثقافية في السعودية «إشكالاً ثقافياً»، «أو أنه من الممكن أن يهدد السمعة الثقافية في البلد، أو أنه يصل «لمستوى السلطة والسطوة خارج عباءة الحكومة»، كما أنها فردية ومشتتة، وهو ما يتيح لسلطة أي فعالية من ضبطها، وحالة واحدة أو أكثر لا يعني «عصابة المحتسبين» تمثل خطراً على سمعة الثقافة السعودية. فأي ضيف ثقافي من خارج البلد يجب أن يكون ملماً بالخصوصية الثقافية والدينية للبلد، وألا يحاول تجاوزها بصورة تجلب له كلمات المحتسبين، وإن تعرض لهذا الكلمات فيجب ألا يعطي الأمر أكثر من كونه «متطفلاً يعتقد أن الجنة فوق لسانه»، فإن مراعاة عادات المجتمع من أي ضيف أمر يدخل ضمن احترام ذلك الضيف لأدبيات المجتمع السعودي». وتتفق القحطاني مع من يرى بضرورة تقنين عمل المحتسبين المتطوعين من خلال سنّ القوانين وقبل ذلك إعادة تأهيل الوعي الاحتسابي سواء على المستوى الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو على مستوى المتطوع المحتسب. وقالت: «الأهم في رأيي أقصد إعادة تأهيل الوعي الاحتسابي، لأن تأثيره أقوى على المدى البعيد وشامل للأجيال المتلاحقة، لكن الإشكالية هنا من سيكون المسؤول عن تنفيذ إعادة تأهيل ذلك الوعي، وما مضمون ذلك الوعي؟ ومن سيكون المسؤول عن تأليف مقرره؟»، مضيفة أنه يجب توسعة الوعي بأدبيات احترام الوعي الاحتسابي للحرية الشخصية للأفراد واحترام الاختلاف مع الآخر، والتعايش السلمي بين ما هو ديني وما هو ثقافي وقيمة المرأة، إضافة إلى وجود عقوبة رادعة لكل من يروّع شخصاً في فعالية ثقافية تتضمن التشهير والغرامة، والإعلان الصريح عن تلك العقوبة، وكل ذلك يجب أن يطبع في أوراق تُوزع طوال الفعالية الثقافية. إن هذا المسار مع التقادم سنجني ثماره.
مشاركة :