جامعاتنا مستعدة لاستيعاب الطلبة المتضررين من الحصار

  • 2/28/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد سعادة السفير الدكتور تيسير الشنابلة، ممثل جمهورية شمال قبرص التركية لدى الدولة، استعداد الجامعات في بلاده لاستيعاب الطلبة القطريين الذين طردوا من جامعات دول الحصار، لافتاً إلى أنه سيتم التباحث مع المسؤولين بوزارة التعليم العالي حول إمكانية المساهمة في تخفيف معاناة هؤلاء الطلاب المتضررين من تبعات الحصار المفروض على قطر. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي بمقر ممثلية شمال قبرص التركية، بحضور ممثلين عن 9 جامعات تركية في أول زيارة لهم إلى الدوحة، لبحث فرص التعاون والشراكة مع قطر في مجال التعليم والتعليم العالي والبحث العلمي.في رده على سؤال لـ «العرب» حول مدى استعداد الجامعات المعتمدة دولياً، في قبرص الشمال، لاستيعاب الطلاب القطريين الذين طردوا من جامعات دول الحصار، دون تقديم شهادات مدرسية، قال سعادة السفير: «في الحقيقة هذه من الأمور التي عجلت زيارة وفد من أفضل الجامعات في قبرص الشمال إلى قطر، لأول مرة»، وأضاف: «باعتبارنا تضررنا أيضاً من الحصار المفروض علينا منذ 50 عاماً، ندرك معاناة الأشقاء في قطر جراء الحصار المفروض عليها، ولا سيما الطلبة الذين منعوا من استكمال مسارهم التعليمي، ونحن نسعى للمساهمة في تخفيف هذه المعاناة عن الطلاب الجامعيين المتضررين من الحصار، ونعتقد أن جامعاتنا الحاصلة على اعتماد دولي وتنافس 800 من أفضل الجامعات في العالم تعد وجهة صحيحة لهؤلاء الطلاب القطريين»، ولفت سعادته إلى أن الجامعات في قبرص الشمال نجحت في استقطاب أزيد من 100 طالب قطري يدرسون بها، من أصل 35 ألف طالب من جنسيات مختلفة، وتخرج من الجامعات القبرصية آلاف الطلاب الذي يتولون مناصب رسمية في بلدانهم مثل فلسطين والسودان ودول أخرى، وبينهم من يشغل وظائف في مجال البحث العلمي. وعن الإشكالات التي يواجهها الطلاب المتضررون جراء حرمانهم من شهادات تثبت مسارهم الدراسي بدول الحصار، ومدى استعداد جامعات قبرص الشمال لتذليل عقباتهم، قال سعادة السفير: «نسعى إلى بحث هذا المجال وخلق الظروف الأنسب وتوفير خدمات تناسب هؤلاء الطلاب، وسوف نبحث مع الجهات الرسمية القطرية كافة الأمور، ومستعدون لتقديم كافة التسهيلات لمعالجة هذه المسألة». إلى ذلك، قدم سعادة السفير نبذة عن الجامعات في بلاده، قائلاً: أصبحت قبرص الشمال التركية اليوم من أهم مراكز التعليم العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وشرق أوروبا أيضاً، وقد بدأنا بخمس جامعات فقط عام 2003، وأسسنا اتحاد جامعات شمال قبرص، وانطلقنا خارج جزيرة قبرص للتعريف بجامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية، واعتمدنا المعايير الدولية، وأصبح لدينا اليوم 16 جامعة حاصلة على الاعتماد الدولي، تدرس نحو 120 برنامجاً تعليمياً في معظم التخصصات العالمية، ويدرس بجامعاتنا أكثر من 100 ألف طالب، منهم 35 ألف طالب من 120 جنسية مختلفة، علماً أن الكثافة السكانية لا تتجاوز 300 ألف نسمة، وتدرّس بجامعتنا كوادر تعليمية من أكثر من 70 جنسية مختلفة، رغم الحصار المفروض علينا، ونفخر اليوم أن بعض جامعاتنا مصنفة من بين أوائل 800 جامعة عبر العالم. ونوه إلى أن بلاده ورغم الحصار المفروض عليها، إلا أنها ركزت على تطوير منظومة التعليم والتعليم العالي في زمن قياسي، بالتركيز على تقديم تعليم مطابق للمواصفات العالمية، وجامعات معظمها حاصل على الاعتماد الدولي، وتقدم شهادات مكافئة لتلك التي تقدمها الجامعات الأميركية والبريطانية والكندية وغيرها، وأشار السفير إلى أن بلاده استطاعت «تحقيق نقلة نوعية بتشكيل اتحاد للجامعات القبرصية، وكنت من مؤسسي الاتحاد، وقد بدأنا مسيرة التطوير في 5 جامعات عام 2003». وعن أجندة لقاء مسؤولي الجامعات القبرصية في قطر، قال سعادته: «الوفد سيعقد لقاءات مع مسؤولين بوزارة التعليم والتعليم العالي بدولة قطر غداً الخميس لبحث فرص التعاون، وبحث سبل التعاون وتبادل الخبرات والكادر التعليمي والطلاب، إضافة إلى معرض مفتوح سيكون بفندق ميليا للتعريف بجامعاتنا والفرص التعليمية التي تقدمها، كما أنه لدينا زيارات لبعض المدارس للتعريف بالجامعات القبرصية». وتابع قائلاً: «سيبحث الوفد أيضاً مجالات التعاون العلمي وتبادل الخبرات العالمية، وتوقيع اتفاقيات مستقبلية مع الجامعات القطرية، وابتعاث الطلبة القطريين، حيث إن هناك فرصة جيدة لابتعاث الطلبة القطريين للدراسة في جامعاتنا». وعن إمكانية فتح فروع للجامعات القبرصية الحاصلة على الاعتماد الدولي في قطر، قال السفير: «سنطرح هذه الفكرة على المستثمرين في قطاع التعليم العالي في بلادنا، وإمكانيات الاستثمار في هذا المجال بدولة قطر». بدوره، قال بروفسور دكتور جيم تناوبا، نائب رئيس جامعة شرق البحر المتوسط، المتحدث باسم الوفد، إن قبرص الشمال مجتمع صغير لا يتعدى 300 ألف نسمة، لكنه نجح في استقطاب أزيد من 100 ألف طالب بالجامعات الموجودة في البلاد، ما يعني أن ربع سكانها طلاب جامعيون، مشيراً إلى أن التعليم العالي والبحث العلمي يعكس صورة مشرقة من تاريخ قبرص الشمال. عن الامتيازات التي توفرها الجامعات القبرصية للطلاب، قال البروفسور جيم: لدينا امتيازات وتسهيلات عديدة للحياة الجامعية، إلى جانب تكاليف المعيشة المعقولة والمقبولة، وهذا عامل مهم لاستقطاب الطلاب، ومستعدون لتقديم عروض خاصة للطلبة الذين ينوون الانتقال للدراسة في جامعاتنا، من قبيل التسهيلات في الرسوم الدراسية وعروض حول الدراسة والمعيشة والسكن وغير ذلك». ولفت إلى أن الطلبة الملتحقين سيكون لهم نظام جامعي خاص في الإقامات الجامعية وداخل الجامعات، مشيراً إلى أنه بسبب عدد الطلبة الأجانب المرتفع، فإن الطلبة لن يحصلوا على تعليم راق فحسب، بل سيجدون فرصة للحصول على خبرة لفهم ثقافات مختلفة، والتعايش مع مواطنين من مختلف الثقافات، وهي تجربة مميزة ومفيدة للطلاب. وأشار إلى ارتفاع عدد الطلبة المتخرجين في السنوات الأخيرة، وبينهم طلاب تخرجوا وأصبحوا يديرون شركات كبيرة، ومنهم وزراء من فلسطين وألبانيا والسودان، وبعض الدول الإفريقية، وأن العدد الأكبر من طلبة الجامعات يعملون في مشاريع بحثية بتلك الجامعات، وهم من دول عديدة. وحول الامتيازات التي تقنع الطلاب باختيار جامعات قبرص الشمال بدلاً من جامعات أميركية وبريطانية، نوه السفير إلى أن عامل الأمن مهم جداً في تحديد اختيارات الطلاب، وقبرص الشمال هي ثالث أفضل بلد في العالم من حيث الأمان»، كما أشار إلى أهمية الجودة في التعليم، حيث توجد مؤشرات دولية تثبت أن جامعاتنا تدرس على مستوى عالٍ جداً، باعتمادات دولية لأكثر من 120 برنامجاً علمياً يدرس باللغة الإنجليزية». وأضاف: كما أن الطلاب القطريين سيحصلون على الأمان في جامعاتنا، وهذا ما ينشده الطلبة والعائلات التي تبتعث أبناءها إلى الخارج، إلى جانب أن قبرص الشمال تتميز بتنوع الثقافات وسهولة العيش بها، وتوفر سهولة الاندماج للطلبة في المجتمع، فلن يشعر القطريون بأنهم غرباء، خاصة أن المسافة بالطيران لا تزيد عن ثلاث ساعات، و20 رحلة يومياً من قبرص إلى اسطنبول. وختم بالقول: إضافة إلى ذلك كله، فتكاليف الدراسة في جامعاتنا بشكل عام منافسة لكافة تكاليف الدراسة في أي منطقة أخرى بالعالم، ما بين 7 - 9 آلاف دولار، وعروض خاصة للطلبة القادمين من الخارج للسكن والغذاء والدراسة، ما يجعل مصروف الطالب سنوياً لا يتعدى 8 آلاف دولار، شاملة الإقامة والمصاريف والدراسة. وعن علاقات دولة قطر مع قبرص الشمال التركية، قال السفير: قطر من أفضل الدول التي تتعاطى معنا بموضوعية، ولدينا علاقات جيدة مع أصدقائنا القطريين ونحاول تطوير علاقاتنا في قطاع التعليم العالي، وأضاف: قطر دولة معطاءة بانفتاحها على العالم، وهي خاصية ليست موجودة في كافة الدول، وهناك تشابه كبير في الخلفية الثقافية بين مجتمعينا، ما يقرب وجهات النظر ويفتح مجالات عديدة للتعاون. وعن الحصار المفروض على قطر، قال: نعرف أن هذا الحصار الجائر على دولة قطر غير إنساني، لأننا نعاني من الحصار والعزلة منذ أكثر من 50 عاماً، وندرك جيداً الآثار الإنسانية الناجمة عن الحصار من قبيل تشتيت العائلات، وحرمان الطلاب من التعلم وآثار سلبية كثيرة. سر تفوق جامعات شمال قبرص عن سؤال حول سر تفوق الجامعات في قبرص الشمالية وحصول معظمها على الاعتماد الدولي، قال سعادة السفير الدكتور تيسير الشنابلة، ممثل جمهورية شمال قبرص التركية لدى الدولة: «أحد الأسباب التي جعلت التعليم العالي سياسة متبعة، يعود إلى الأزمة التي نعيشها، ما جعلنا نركز على ضرورة حصول جامعاتنا على الاعتمادات الدولية مثل البورد الأميركي في التكنولوجيا، والفيدرالية الدولية للدراسات المالية والإدارية وعديد من المؤسسات الدولية، وهذا يمنح ميزة لطلابنا ما يجعلهم مقبولين ومؤهلين للعمل في دول العالم، وفي شركات عالمية ودولية، ومقبولين ليس فقط من السلطات المحلية، بل حتى من المؤسسات الدولية». وأضاف: «قبرص الشمال توفر مناخاً إيجابياً محفزاً، وتسهيلات عديدة، خاصة أن غالبية جامعاتنا متطورة وتم تشييدها في السنوات القليلة الماضية، وهي مزودة بأعلى الخدمات التكنولوجية المتطورة، والطلاب لن يكونوا فقط مسؤولين على تلقي العلوم والدراسة، بل ستتوفر لهم الإمكانات وكافة المرافق، وكذلك الدعم من طرف الجامعة ليشعروا بالراحة التامة أيضاً خارج أسوار الجامعة، لأننا نؤمن أن الطلاب الخريجين يحتاجون مناخاً لمتابعة دراساتهم في جامعات دولية وهذا ما توفره جامعاتنا».;

مشاركة :