متابعة:ضمياء فالح يعيش النجم الإيطالي لورنزو انسيني أجمل أيامه في نابولي، فابن مدينة نابولي وخريج أكاديمية النادي يعتبر نفسه مشجعا قبل أن يكون لاعبا فيه ويقول: «أنا كلاعب في الفريق أسوأ من الألتراس، ربما هذا يبدو سيئا للبعض لكن هذا هو شعوري. لا أستسلم أبدا في الأوقات الصعبة ودوما أقدم أفضل ما لدي». مشاهدة فريقه يتصدر بفارق 4 نقاط عن حامل اللقب يوفنتوس بعد الفوز ال 11 على التوالي أمام كالياري (المركز ال 15) 5- صفر خارج قواعده ستعزز أحلام انسيني في حصد اللقب الثالث في تاريخ النادي. وسجل انسيني الهدف الرابع لفريقه من ركلة جزاء بعدما افتتح كايخون، نجم ريال مدريد السابق، التسجيل ثم دريس ميرتنز وهامشيك وأنهى الظهير الأيسر ماريو روي الخماسية في الدقيقة الأخيرة من ركلة حرة.ولد انسيني في 4 يونيو 1991 بعد 70 يوما من آخر مباراة للأسطورة مارادونا مع النادي لذا تعرف على قصة نجاح مارادونا من خلال مشاهدة أشرطة الفيديو ومن روايات والديه ويعلق: «في نابولي نكبر مع قصة مارادونا، حيثما تذهب تجد تي شيرت أو قبعة أو وشاح يحمل صورته. في نابولي نعتبر مارادونا ملكا وهذا طبيعي لأنه قدم الكثير للمدينة». وفيما يلي نص الحوار معه: * جيلك كبر ونابولي يعاني على الصعيد الرياضي ما تعليقك؟- كنت أجمع الكرات في ملعب النادي عندما كان الفريق ينافس في الدرجة الثانية والثالثة لكنني أؤكد لك أن هذا لم يحبط الجمهور وكان يحضر مباريات الدرجة الثالثة 60 ألف متفرج، حب الجمهور للاعبين ودعمهم هو مصدر الإلهام سواء كنا في الدرجة الثانية أو الثالثة. عيب المشجعين الوحيد أنهم يعشقون النادي أكثر من منتخب ايطاليا ويتباهون إذا سجل أحد لاعبيهم في المنتخب لكنهم لا يظهرون دعمهم للاعب من سان باولو على سبيل المثال. * هل تؤثر هذه النزعة لدى النابوليين في تقرير مسيرة بعض لاعبي الفريق؟- لا أقول هذا لأنني ابن المدينة لكن كل من يزورها يقع في حبها، أتحدث دوما مع زملائي ولا أحد منهم لديه رغبة في مغادرة الفريق والمدينة لأنهم في قمة السعادة. من المؤسف أن يقدم نابولي عرضا على لاعب ما وسط منافسة من اليوفنتوس أو الميلان أو الإنتر ويختار اللاعب غيرنا، صورتنا ليست جيدة وآمل أن تتغير مع مرور الوقت. * يعتبرونك سفيراً للنابوليين، هل هذا يعجبك؟- لا يعجبني فقط بل أحبه وفخور به وأتمنى أن تكون مشاركتي مع المنتخب مفتاح رفع رأس المدينة.* كانت الأمور لتتغير لأنك خضت تجارب في تورينو وانتر ميلان بعد تردد نابولي بسبب طولك (1.63 متر حالياً).- لممارسة لعبة كرة القدم يجب أولا معرفة التعامل مع الكرة بغض النظر عن طول القامة. عندما خضعت لتلك التجارب كان المدربون يفضلون الحصول على لاعب بطول 1.90 متر حتى لو كان لا يعرف طبطبة الكرة. الجانب الإيجابي من تلك التجربتين أنها سمحت لي بتحقيق حلمي واللعب في نابولي. في ايطاليا توجد عقدة الطول وهذه العقبة لا نجدها في بطولات إسبانيا وانجلترا وفرنسا، هناك يتعاقدون مع اللاعب لأنه يلعب جيدا فقط.* انضممت لوسط الفريق بسن ال15 وهذه سن متأخرة بالنسبة للاعب المحترف، كيف كانت البداية؟- لم أكن أحب الدراسة، أمي قالت لي: «عليك إذن أن تتعب وتساعد العائلة بطريقة أخرى». كنت أستيقظ من الفجر وأقطع مسافة بعيدة لملعب التمرينات وأعود مرهقا في العصر. ضحيت كثيرا وعبرت الكثير من الصعوبات لذا رسالتي للصغار: لا تيأسوا أبدا.* إذاً كرتك لم تكن من اللعب في الشوارع؟- إطلاقا، عائلتي متوسطة الحال وتدبرت أمر تمريناتي في الأكاديمية. نشأت في حي فراتا ماجيوري وهو حي تصعب النشأة فيه للصبية لكن والدّي حرصا دوما على وضعي في المسار الصحيح.* تدربت تحت قيادة زدنيك زيمان وجعلك مدافع وسط في بيشكارا ورافائيل بينيتز جعلك مدافعا في نابولي، ماذا عن موريتسيو ساري؟- منحني الثقة فور وصوله، يلعب بأسلوب مختلف عن زيمان وبينيتز. نحن في الوسط ندافع ونهجم وهذا سر النجاح وعندما تكون لدينا الكرة نعرف عن ظهر قلب كيف يتحرك زملاؤنا سواء الموجودين دوما في التشكيلة أو لاعبي الاحتياط.* كيف وصل الفريق للعب بهذا التكتيك؟- الاستقرار، نحن نعمل معا منذ 3 سنوات وهذا يسهل التحرك. أنا أعرف تحركات كايخون وهامشيك وجورجينيو لذا أمرر بسلاسة. الميكانيكية سهلة ومرنة وكل ما يلزمنا مواصلة حصد النتائج الجيدة. لاعبو الوسط عموما يلتزمون بخطة المدرب ولا يحصلون على الكثير من الحرية خصوصا عندما يتعلق الأمر بالدفاع. ساري يقول لخط الهجوم «أعرف أنكم تملكون الموهبة وإذا وجدتم صعوبة في التسجيل بناء على الخطة اتبعوا غريزتكم ولا تهتموا بتطبيق الخطة». * ما دورك في قلب هذه الأوركسترا؟ أنت مثل العنصر الحر فيها.- قال لي المدرب التزم موقعك لكنني فعلا أحب التحرك إذا عرفت أن دفاع الخصم مغلق. ساري يحبني لذا يسامحني إذا تركت موقعي ومررت كرة حاسمة جاء منها هدف.* قيل إن هناك وعداً من أفضل لاعبي الفريق بالبقاء موسماً إضافياً على الأقل من أجل حصد اللقب هذا الموسم.- الكثير من لاعبي الفريق وصلتهم عروض من أندية أخرى وقيل إن الإدارة أقنعتنا بالبقاء بحوافز مالية وهذه كذبة روجت لها وسائل الإعلام. كلنا مصممون على النجاح كي يتحدث من في شمال البلاد بشكل طيب عن نابولي. *هل كان الخروج من دوري الأبطال على يد شاختار دونتيسك خطوة للخلف؟- بالتأكيد وخلافا لما قيل إن الفريق ضحى ببطولة أووربا كي يركز على الدوري. في العام الماضي واجهنا ريال مدريد في دور الثمانية وكل لاعب يحب اللعب في أوروبا والذهاب بعيداً فيها.* مشهد دانييل دي روسي على الدكة وهو يطالب المدرب بإلحاح لإشراكك كان رمزا لفشل فنتورا؟- في الواقع، فنتورا أراد دوماً مدافعا ولاعب وسط ومهاجما في لاعب واحد وكان يفتقر للاعب وسط مميز. طلب من دانييل النهوض للإحماء فرد عليه: «لماذا وما الذي سأفعله؟ يجب أن نفوز، أشرك انسيني». كلماته جعلتني فخورا بنفسي.* من ستشجع في المونديال؟- منتخبات زملائي، بولونيا من أجل ميليك وزيلينسكي وبلجيكا من أجل ميرتنز والسنغال من أجل كوليبالي وإسبانيا من أجل كايخون وألبيول وريينا لكنني لن أشاهد سوى المراحل الأخيرة من المونديال فزوجتي تحظر علي الكرة في العطلة. * هل لقب مع نابولي يمحو خيبة عدم اللعب في المونديال؟- أجل وهو الحل الوحيد لأنه سيكون أول لقب منذ 8 سنوات. شاهدت صور احتفالات الفريق في المدينة وأتمنى أن يشعر أولادي بالفخر بنابولي من خلال والدهم. * أخيراً، من هو أيقونتك؟- النجم ديل بييرو.