بعد إقدام الحكومة على رفع أسعار الخبز ،إنبثقت العديد من المبادرات الأردنية لتوفير الخبز مجانا للفقراء والمعدمين ،خاصة في الأرياف والأغوار التي تعاني من الفقر ،ففي إربد إنطلقت مبادرة بعنوان "سلة خبز" ،وهي مبادرة شبابية اطلقها مجلس شباب عشيرة الغرايبة في بلدة حوارة بإربد، هدفها إعانة الأسر الفقيرة عبر تخصيص سلة في أحد مخابز البلدة توفر زهاء 30 كيلوجرام خبز يوميا للمحتاجين والفقراء. وقال الشاب ذاكر غرايبة أحد مطلقي المبادرة، إن المبادرة تأتي للتخفيف من معاناة العديد من الاسر في البلدة، في عدم قدرتها على شراء مادة الخبز وخصوصا الأسر التي يزيد عدد أفرادها عن 6 أشخاص ويحتاجون إلى 3 كيلوجرامات يوميا. وأضاف، انه تم التنسيق مع صاحب احد المخابز في البلدة من اجل تخصيص سلة خاصة لوضع مادة الخبز فيها ومكتوب عليها هذه السلة مخصصة للفقراء والاسر العفيفة. وفي العاصمة عمان أخذ ثلاثة شبان على عاتقهم مد يد العون إلى المحتاجين والمعوزين ولو بربطة خبز، بمبادرة خيرية متواضعة في كل يوم جمعة حيث يختارون مسجدا في مناطق عمان لتوزيع الخبز بعد صلاة الظهر. الشبان الثلاثة وهم أمجد الزبن ومالك الغزاوي وعلاء القواسمة، ينتظرون المصلين عند خروجهم من المسجد بعد صلاة الظهر مع تكرار وقوفهم امام المسجد الحسيني الكبير في وسط البلد، لأنه الأكثر ازدحاما بالمصلين خاصة من فئة الطبقة العاملة البسطة حسب ما يعتقدون. استاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة الدكتور حسين محادين، قال إن مثل هذه المبادرات تحمل حدودها بدلالاتها الدينية، بحيث تعمق مفاهيم التكافل الاجتماعي ودلالاتها المعنوية للارتقاء بالحس الانساني في المجتمع الاردني. ويؤكد ان هذه المبادرة تعمق الحس الجمعي لدى شرائح المجتمع، وتحض الشباب على اطلاق مبادرات بعناوين مختلفة مرتبطة بتمكين الأسر كي يشعر الأخرون انهم جزء مهم من المجتمع . ويرى الدكتور محادين ان هذه المبادرات الفردية يمكن أن تؤطر بشكل جديد بحيث لا تقف عند ابواب المساجد وانما تمتد للتعاون مع الجمعيات والمؤسسات الخيرية والتنموية لتقديم العون والمساعدة للناس المحتاجين. وفي الأغوار الشمالية يقوم أفراد مبادرة "كسرة خبز" بتوزيع الخبز على عشرات العائلات العفيفة التي لا تستطيع توفير ثمن الخبز لأبنائها. ويشار أن العديد من المخابز الكبرى في العاصمة عمان توفر الخبز المجاني للفقراء .
مشاركة :