وصلت درجات الحرارة في عدة دول أوروبية إلى ما دون درجة التجمد بكثير، ففي ألمانيا سجلت 27.5 درجة مئوية تحت الصفر، فيما وصلت في بولندا 26.2 درجة تحت الصفر. وساد طقس شديد البرودة أنحاء واسعة في أوروبا، ليسبب فوضى في حركة السفر، فيما دفعت عاصفة ثلجية نادرة في روما السلطات إلى استدعاء الجيش للمساعدة في كسح الثلوج من الشوارع. وجلبت موجة برد من سيبيريا، أطلقت عليها هيئة الأرصاد البريطانية اسم «الوحش القادم من الشرق»، ثلوجاً ورياحاً قوية وأشد درجات الحرارة برودة منذ سنين، إلى كثير من مناطق القارة الأوروبية. وكان ميدان بيازا فينيسيا، وهو الميدان الرئيسي في روما الذي لا يتوقف فيه نفير السيارات عادة وتختنق فيه حركة المرور، خالياً وهادئاً بشكل مخيف ومكسواً باللون الأبيض مع طلوع النهار. وهذه أعنف عاصفة ثلجية تشهدها روما منذ ست سنوات والأكبر في نهاية فبراير منذ عقود. وطلبت المدينة، غير المعدة للتعامل مع عواصف ثلجية نظراً لندرتها، من مناطق أخرى إرسال كاسحات ثلوج لتنظيف الشوارع. وصدرت أوامر للمدارس بإغلاق أبوابها في العاصمة الإيطالية، حيث لم يتمكن الكثيرون من الوصول لأعمالهم. وطلبت الشرطة من السكان البقاء في المنازل. وعمل مدرج واحد فقط في مطار فيومتشينو في روما أثناء الليل عندما تساقطت ثلوج بارتفاع عشرة سنتيمترات في أقل من أربع ساعات. وأغلق مطار تشيامبينو، ثاني مطار بالعاصمة. وأشاع الطقس الفوضى في شبكة السكك الحديدية في إيطاليا. وتأخرت معظم القطارات السريعة المتجهة شمالاً من روما ونابولي ثلاث ساعات على الأقل وفي بروكسل، قالت السلطات إنه جرى احتجاز المشردين الذين ينامون في أنحاء من المدينة خلال الليل لحمايتهم من درجات حرارة دون الصفر. وتركت الثلوج الغزيرة الآلاف في غرب بلغاريا دون كهرباء، مما أدى إلى تعطل حركة النقل وإغلاق المدارس ودفع السلطات في الدولة الواقعة في منطقة البلقان إلى تحذير الناس من السفر. وألغيت رحلات بعض القطارات في بريطانيا أو تأخرت بسبب الأحوال الجوية، حيث قالت السلطات إن البلاد تواجه أكثر الفترات برودة منذ عدة سنوات فيما توقعت الأرصاد انخفاض درجات الحرارة إلى 8 درجات مئوية تحت الصفر.
مشاركة :