يوما بعد يوم تصبح الصورة أكثر وضوحا، وتنقشع الغيمة السوداء لتكشف للجميع الحقيقة الواضحة.. حزب الله الإرهابي ساقط، ولن يستمر بتنفيذ المشاريع الإرهابية بعد استنزافه عسكريا وماليا وحتى اجتماعيا، فأصبح الحديث الدائر بين جمهوره هو عن مصلحتهم من الاستمرار بالعداء لدول الخليج العربي التي أعادت بناء قراهم وبلداتهم وجسورهم ومساجدهم بعد كل حرب إسرائيلية على لبنان، وما الفائدة من معاداة السعودية التي تمنح عشرات آلاف فرص العمل لهم، والتحالف مع إيران وخدمتها بينما لم تقدم الأخيرة مئة فرصة عمل لهم في أي من المجالات أو حتى تقدم منحا دراسية أو تسهم في تقديم البترول بأسعار مخفضة للبنانيين، أو تزودهم بالمال لإعادة الكهرباء للبنانيين؟ البيئة الحاضنة سابقا لحزب الله بدأ صوت أبنائها يرتفع، ولو بعيدا عن الإعلام، رفضا لاستمرار جر أبنائها إلى الحروب العبثية التي بدأت كمقاومة لإسرائيل لتتحول إلى مقاومة العرب وقتل السوريين واليمنيين والعراقيين، وتهديد السعوديين والكويتيين والبحرينيين، مما حولهم إلى وقود لمحرقة إيرانية كبيرة في المنطقة تسعى إلى فرض نفوذها دون التضحية بشعبها، بل مستعيضة عن ذلك باستخدام شيعة العرب، لبنانيين وعراقيين، في حربها الخبيثة. لقد أصبح العداء لحزب الله يتزايد في بيئته الحاضنة جنوب لبنان، ووصل إلى الضاحية التي لم يعد سكانها يشعرون بالأمان بعد أن أصبحوا منبوذين بعيدا عن محيطهم العربي والإسلامي، وحتى اللبناني الداخلي، مما زاد من عزلتهم والضغط اقتصاديا عليهم وعلى مؤسساتهم التي يتم تداول أسمائها بين اللبنانيين لمقاطعتها بسبب قربها من حزب الله، وأصبح الخوف يلاحق حتى رجال الأعمال من هذه البيئة الذين بدؤوا يخشون من فرض عقوبات دولية عليهم، أو تجميد أرصدتهم وملاحقة شركاتهم بتهم التعامل مع حزب الله ودعمه أو العمل لصالحه وتبييض الأموال لصالح التنظيم الإرهابي، فبدأ بعضهم ينسحب بأمواله ويتواصل مع المنظمات الدولية وأجهزة الاستخبارات لتقديم فروض الطاعة والتأكيد على النأي بالنفس، وعدم الارتباط مع الحزب ماليا أو سياسيا بأي شكل من الأشكال. إن حزب الله الإرهابي بدأ يشعر بهذه التغيرات السريعة التي تحصل داخل بيئته، وبدأ يضع الخطط للمواجهة، وهو يحاول جاهدا إيقاظ الإسرائيلي من غيبوبته ليشن حربا تعيد تعويم الحزب ودوره بالدرجة الأولى داخل بيئته الحاضنة، ولكن جميع الظروف القائمة في المنطقة اليوم، إضافة إلى الحرب في سورية، لم تسمح لهم بالوصول إلى هدفهم وتجاهلهم الإسرائيلي المنشغل بقضاياه الداخلية، وتوريط رئيس وزرائه بقضايا فساد، إضافة إلى التشنج الحاصل داخل الإدارة الأميركية والاعترافات التي أدلى بها مقربون من ترمب، والتي تؤكد تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية، مما يجعل العالم في حالة جنون بدأ في الغرب وصل الشرق مرورا بأوروبا التي تعاني أزمات متسارعة. إن مشروع حزب الله ومهما طال فمصيره الفشل، لأن الشعب اللبناني لن يقبل بالاستمرار بهذه السياسات المدمرة التي قضت على كل فرصة بالانتعاش اقتصاديا بعد مقاطعة دول الخليج له ومنع مواطنيهم والمستثمرين من السفر إليه، مما أدى إلى أزمات اقتصادية متلاحقة، فوصل الدين العام في لبنان إلى أكثر من 80 مليار دولار أميركي، وأصبح فيه الحال في خبر كان، وأصبح الشعب اللبناني يترحم على تلك الأيام التي كانت فيها زيارات الخليجيين تضخ مئات ملايين الدولارات في الخزينة اللبنانية، وتنعش المؤسسات السياحية والاقتصادية والبناء، فتحول بفضلهم لبنان إلى الوجهة السياحية الأولى في الشرق الأوسط، واستطاعت الحكومات المتتالية في لبنان العمل سريعا لإعادة الإعمار وتأمين فرص العمل ودعوة المغتربين إلى العودة إلى لبنان، فكانوا العمود الفقري للتنمية والتجديد في البلد الذي خرج منهكا من الحرب الأهلية منذ أكثر من 15 سنة. اليوم لا تجد بيتا لبنانيا واحدا لم يستفد من الدعم الخليجي والسعودي تحديدا بشكل مباشر أو غير مباشر، فكل بيت لبناني سافر أحد أبنائه للعمل في دول الخليج العربي، وكل بيت لبناني استفاد من الدعم المالي السعودي لمصرف لبنان المركزي والاقتصاد اللبناني، وكل بيت وقرية وبلدة لبنانية استفادت من برامج إعادة الإعمار وتحسين البنى التحتية والطرقات والمرافق العامة، ولا يمكن أن ننسى أن كل اللبنانيين استفادوا من إعادة إعمار وسط بيروت التجاري الذي كان تحت الأنقاض بعد الحرب الأهلية والاجتياح الإسرائيلي للبنان. باختصار شديد، شكرا للمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي التي دعمت لبنان، وعهدنا إليكم ألا ننكر معروفكم ودعمكم لهذا البلد، ونؤكد لكم أن حزب الشيطان الإرهابي حسن نصرالله إلى زوال، ومعكم سنعيد أفضل العلاقات لبلدنا بدولكم العزيزة، وسننتظر عودة شعبكم الكريم الذي اشتاقت له بيروت والجبل وكافة مدن وبلدات لبنان، ضيفا عزيزا في بلده الثاني. لا تتخلوا عن لبنان تحت أي ظرف، بل اعملوا معنا على استئصال هذا السرطان الخبيث المسمى حزب الله، لنعيد معكم بناء الأمل والمستقبل والعلاقات الأخوية لشعوبنا وشعوب المنطقة العربية دون استثناء.
مشاركة :