ناقش العاهل الأردني عبدالله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في اتصال هاتفي جرى أمس، التطورات المتلاحقة بالقضية الفلسطينية، وجهود تحريك عملية السلام. وفي وقت لام مسؤول فلسطيني «غياب موقف عربي موحّد» في مواجهة الإجراءات الأميركية والإسرائيلية الأخيرة، نددت الجامعة العربية بـ «تصفية ممنهجة للقضية الفلسطينية». وأفاد بيان أمس، أن الملك عبدالله وعباس «تبادلا الآراء حول آخر التطورات على الصعد كافة، خصوصاً المرتبطة بالقضية الفلسطينية وجهود تحريك عملية السلام، وتم الاتفاق على عقد لقاء ثنائي قريباً، لاستمرار التشاور والتنسيق لمواجهة المستجدات». إلى ذلك، انتقد مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدولية نبيل شعث «غياب موقف عربي قادر على حماية المشروع الفلسطيني»، مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية تواجه أميركا وإسرائيل مواجهة كاملة. وقال خلال لقاء خاص في مقر السفارة الفلسطينية في القاهرة: «العالم سيتغير وأميركا ليست مالكة للعالم ولن نُترك وحيدين في مواجهة هذه المعركة السياسية». وأضاف، في اللقاء الذي حضرته شخصيات من الجالية الفلسطينية في مصر، أن الرئيس عباس «في موقع المواجهة الكامل مع الولايات المتحدة وإسرائيل في ظل تعنت الحكومة العبرية، والقرار الأميركي الأخير بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها إليها، متجاهلة أن القدس الشرقية، هي أرض فلسطينية محتلة منذ العام 1967، وهي عاصمتنا التي نريدها أن تكون مدينةً مفتوحة أمام أتباع الديانات السماوية الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية»، وأعتبر أن التسليم، بما وصفه بـ «صفعة القرن» هو «خيانة للقضية الفلسطينية ولن نقبل هيمنة أميركا بعد الآن، أننا شعب له سيادة حيث زاد عدد سكانه من مليون ونصف العام 1948 إلى 13 مليوناً هذا العام. وشدد على رفض «إقامة دولة فلسطينية على غير التراب الوطني». قائلاً: «لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة، ولا دولة بدون القدس عاصمة لهذه الدولة الفلسطينية، وأنه لا عاصمة في القدس وإنما القدس هي العاصمة». وفي كلمة أمام اجتماع مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات، ألقاها نيابة عنه سفير فلسطين بالقاهرة دياب اللوح، أكد عباس أن الرواية الفلسطينية «استطاعت أن تنتصر وتقنع المجتمع الدولي بصدقيتها وسقطت الرواية الإسرائيلية التي ضللت العالم لفترات طويلة»، فيما نبه الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي أمس في الاجتماع نفسه، إلى إن القضية «تمر بواحدة من المنعطفات الصعبة والتاريخية. وعلينا أن نكون على قدر هذه المسؤولية التي تفرضها علينا اللحظة، وأن تأتي استجابتنا في مستوى التحدي الذي يواجهنا». وأكد أن الجامعة تضم صوتها إلى صوت الرئيس عباس، في مطالبة المجتمع الدولي بالتفكير في آلية دولية متعددة الأطراف لرعاية عملية السلام، تضم كل القوى الدولية والإقليمية الفاعلة والمؤثرة، تنبثق عن مؤتمر دولي يُعقد منتصف العام الجاري، ويلتزم الأسس المرجعية لعملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، ويضع إطاراً زمنياً محدداً لمفاوضات الحل النهائي. ولفت إلى أن الموقف «واضحاً تماماً، ثمة محاولة مكشوفة لتصفية القضية الفلسطينية وتفريغها من محتواها الوطني والإنساني. نحن لا نتحدث عن حدث معزول أو تطور عارض، وإنما عن سياسة ممنهجة اتبعها للأسف الطرف الذي يُفترض فيه الاضطلاع بدور الوساطة النزيهة».
مشاركة :