ما إن يدخل الزائر جناح قرية عسير أو يمر من جانبها إلا وثمة شعور ينتابه بالاختلاف ويختلج في النفس، ضافيًا عليه صفاء الطبيعة، عندما تفوح القرية بعبق عطورها التي تتطاير من النباتات العطرية المختلفة والمنتشرة بين جنبات القرية لتغطي بذلك روائحها الزكية أجواء القرية العسيرية. وفي الوقت الذي انجذب فيه مرتادو قرية عسير التراثية بالمهرجان الوطني للثقافة و التراث ” الجنادرية 32 ” إلى النباتات العطرية التي ارتبط اسمها بمناسبات عسير كونها أحد ملامح تراث وعادات الأهالي منذ عقود مضت حيث يتسابق الزوار على شراء تلك النباتات الطبيعية والعصائب العطرية واقتنائها من قبل النساء والرجال وحتى الأطفال . حيث قال صاحب المعرض المشارك بجناح عسير “نادر الأسمري” أن بيع النباتات العطرية بأنواعها مثل الكادي والفل والشيح والشذاب والبرك والورد الأصفر والأحمر تجد اقبالًا كبيرًا عليها من الزوار وبشكل يومي ومستمر وقد تنفذ الكميات التي نجلبها للقرية مما يضطر بي الأمر إلى زيادة الكمية يومًا بعد يوم لمواكبة أعداد الزوار والطلب المتزايد . وقال “نادر” أن الأسعار رمزية جدًا حيث تبدأ بحدها الأدنى من 3 ريالات وتصل إلى 20 ريالاً كحد أقصى ، منوهاً إلى أن هذه النباتات العطرية اشتهر بها أهالي عسير منذ زمن لما تتميز به من روائح طيارة حيث كانت تلك النباتات حاضرة في كل محفل والتي لا زالت منطقة عسير تحتفظ بهذه العادة التي تميزوا بها عن غيرهم في صورة تعبر عن انسان المنطقة واعتماده في أغلب حاجياته على الطبيعة المتاحة لديه آنذاك . منبهاً إلى أن رائحة تلك النباتات الزكية زادت قرية عسير عبقاً من نسيمها الآخاذ ، واستقطبت الزوار من حدب وصوب بروائح الفل والكادي والبعيثران ، حيث ما إن يدخل الزائر القرية العسيرية إلا ويحرص على اقتنائها خاصة عقود وعصابات تلك النباتات الزكية التي تجد اقبالًا كبير .
مشاركة :