باركلاند (الولايات المتحدة) (أ ف ب) - يستعد طلاب مدرسة فلوريدا لاستئناف الدراسة الاربعاء بعد اسبوعين على مذبحة أودت بحياة 17 شخصا وشكلت صدمت البلاد ودفعت الناجين الصغار لإطلاق حملة لسنّ قوانين أكثر صرامة بشأن الأسلحة. وتستعد مدينة باركلاند في فلوريدا والتي شهدت المأساة في 14 شباط/فبراير لاستئناف الدراسة في مدرسة مارجوري ستونمان دوغلاس الثانوية، حيث وضعت باقات زهور تذكارية و17 صليب أبيض لتأبين 14 طالبا وثلاثة موظفين قضوا على يد تلميذ سابق بالمدرسة. وكتب مدير المدرسة تاي ثومبسون على تويتر "أتطلع للغد يا صقور. تذكروا أن تركيزنا على استعدادكم النفسي وراحتكم وليس المنهج الدراسي، لذا لا حاجة لحقائب الظهر"، وتابع "احضروا مستعدين لبدء عملية التعافي". وينتاب بعض التلاميذ شعور بالذعر من هذا اليوم. وقال تانزيل فيليب البالغ 16 عاما لوكالة فراتس برس "إنها مشاعر مختلفة تماما. أنا مذعور لكنني أيضا سعيد لعودتي لاحساس بحياة طبيعية"، مضيفا "لا اعرف تحديدا كيف سأشعر حتى أعود هناك دون والدي ونجلس جميعا" في الفصل. وكان فيليب ضمن عدد من التلاميذ سمح لهم نهاية الاسبوع الماضي بالدخول للمدرسة ، حيث ستبقى الصدمة التي احدثتها المذبحة "ثابتة في ذهنه رغم مرور الوقت" . وقالت جينا كورتسن البالغة 17 عاما والتي كانت موجود بالمدرسة لحظة إطلاق النار لكنها فرت دون أن تصاب "أنا متوترة إلى حد ما. لكن يجب أن نكون أقوياء في مثل هذه الظروف لأننا أسرة وكلنا نواجه ذلك سويا". وبرز الناجون من المذبحة التي صادفت يوم عيد العشاق، كمدافعين صغار متحمسين لفرض اجراءات أكثر صرامة بشأن حيازة الأسلحة. وقتل نيكولاس كروز 17 شخصا في مدرسته الثانوية السابقة في فلوريدا بواسطة بندقية هجومية نصف آلية كان حصل على رخصة لشرائها في أسوأ مجزرة مدرسية تشهدها البلاد منذ مدرسة "ساندي هوك" قبل ست سنوات التي ادت الى مقتل 26 شخصا. وأمضى عدد من الناجين يومي الاثنين والثلاثاء في مهمة شاقة ولكن حيوية في واشنطن، حيت دعوا النواب الاميركيين للحد او انهاء بيع الاسلحة نصف الآلية كتلك التي استخدمها كروز لقتل زملائه. ووصف النواب الديموقراطيون التلاميذ الناشطين بالملهمين الصغار. لكن حتى مع إظهار استطلاعات الرأي الدعم العام المتنامي لقوانين أكثر صرامة بخصوص الأسلحة، سيكون من الصعب بمكان تحقيق تغييرات درامية لقوانين الأسلحة في الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون. إلا أن هناك قليل من الحماس لدى الجمهوريين لاجراء تشريعي يسد الثغرات في نظام تحقق وطني من خلفيات مشتري الأسلحة، وهي خطوة تنال دعم الرئيس دونالد ترانب. - "وقت العمل" - وأعلن البيت الأبيض أنه "لا يزال يدعم" رفع السن الأدنى القانونية لشراء الأسلحة من 18 إلى 21 سنة، وهو الاقتراح الذي ترفضه رابطة الأسلحة الوطنية، اللوبي النافذ للأسلحة في الولايات المتحدة. ويلقي الجمهوريون باللائمة في حادث فلوريدا المأساوي على "الانهيار الكبير" في تطبيق القانون عوضا عن الوصول السهل للبنادق الهجومية. وقال رئيس مجلس النواب بول راين للصحافيين "لا ينبغي حظر الأسلحة للمواطنين الملتزمين بالقانون. بل علينا التأكد من ان المواطنين الذين لا يفترض ان يحصلوا على الاسلحة لا وصول لهم اليها". وغاب راين وقادة الحزب الجمهوري الآخرين عن الجدل الدائر منذ المذبحة التي خلّفت 17 قتيلا. والتقى راين مع التلاميذ "الاذكياء والشغوفين"، قائلا "جمعتنا مناقشات هامة عن كيفية الحفاظ على أطفالنا ومدارسنا آمنة". وقال "سنتسمر في العمل لايجاد ارضية مشتركة للحلول التي يمكن ان تساعد في منع هذا النوع من العنف الطائش الذي تعرض له هؤلاء التلاميذ". لكن راين أشار في تصريحاته إلى أن المذبحة سببها فشل السلطات المحلية في التعاطي مع التحذيرات المتعددة حيال سلوك مطلق النار وليس القوانين المتساهلة لشراء الأسلحة والتي تعرضت لانتقادات حادة من الناجين. ووجه الطالب الناجي ديلاني تار الشكر لراين والنواب الآخرين ومن بينهم النائب الجمهوري ستيف سكاليسي، الذي تعرض لاطلاق نار قاتل في حزيران/يونيو الفائت، للاجتماع بهم، لكنه ضغط عليهم للقيام باجراء عملي. وكتب تار على تويتر "نحن تحدثنا، وانتم استمعتم. لكن الآن حان وقت العمل". من جهته، يصر ترامب أن تسليح عدد من المدرسين سيتيح الرد على مطلقي النار في المدارس وسيشكل رادعا لهؤلاء. واعتبر ترامب الخميس أن هذا الاجراء قد يكون حاسما، معتبرا "ان مدرسة بلا سلاح تجذب الاشرار، وهو النهج الذي دعمته الرابطة الوطنية للأسلحة. وينتقد المدرسون المقترح باعتباره غير عملي وعبئا غير معقول عليهم. وفي فلوريدا، يدرس البرلمان المحلي رفع السن القانونية لشراء الاسلحة إلى 21 عاما وفرض ثلاثة أيام مهلة انتظار قبل تسلم الاسلحة كجزء من حزمة اجراءات تحوز على دعم الحاكم الجمهوري للولاية. وتفاعل سكان المنطقة مع الفعاليات التذكارية خارج المدرسة. وقالت ماري دونيللي التي تسكن قرب المدرسة "إنها مأساة. إنه أمر يفوق التصور". وتابعت المرأة البالغة 51 عاما "تسمع عن ذلك (حوادث إطلاق النار) طوال الوقت وفجأة في عقر دارك". ليلى ماكور, ميشيل ماثيس في واشنطن © 2018 AFP
مشاركة :