شهدت الدورة الـ55 من المعرض الدولي للزراعة في باريس، مشاركة معتبرة للدول المغاربية التي غاب بعضها في السنوات الماضية بسبب أوضاعها السياسية والأمنية. وفيما دقت الجزائر، الحاضرة بعد 25 عاما من الغياب، ناقوس الخطر للخروج من نفق التصدير الأحادي للنفط والغاز، راهنت تونس على منتجاتها الفلاحية الخالية من المعالجة الكيميائية لإغراء السوق الفرنسية، فيما اقترحت المغرب تكثيف الجهود المغاربية لبناء صرح فلاحي محلي أقوى قادر على المنافسة الدولية. مشاركة مغاربية معتبرة، ميزت الدورة الخامسة والخمسين من المعرض الدولي للزراعة المنظم بقصر المعارض في العاصمة الفرنسية باريس في الفترة ما بين 24 فبراير/شباط و4 مارس/آذار. وإن كان المغرب يشارك في هذا المعرض الهام بفرنسا للمرة السادسة "مسوقا" إيجابيات مخططه "المغرب الأخضر"، فالجزائر وتونس تعودان بعد طول غياب. 25 عاما بالنسبة للجزائر التي انقطعت مشاركتها منذ سنوات العشرية السوداء، التي كانت لها انعكاسات كبيرة على قطاعات عدة، بينها الفلاحة. فيما تغيبت تونس، عن بعض الدورات بسبب الأزمة الاقتصادية التي عرفتها في مرحلة ما بعد الثورة. ورفعت الدول المغاربية خلال هذا الموعد السنوي الهام حتى بالنسبة للطبقة السياسية الفرنسية، رهانين: أولهما التصدير من الضفة الأخرى للمتوسط، الذي صار توجها تفرضه الأوضاع الدولية الراهنة خصوصا من الناحية الاقتصادية. والثاني: تكثيف الجهود من أجل مشاركة مغاربية موحدة في مثل هذه المعارض الدولية في إطار جناح واحد مخصص لاتحاد المغرب العربي، يسمح بتحقيق أهداف أكبر وبناء صرح فلاحي محلي أقوى قادر على المنافسة كما قالت بن دريس مديرة تنمية التسويق للمنتجات المجالية بوزارة الفلاحة المغربية. الجزائر تبحث عن موطئ قدم وعن المشاركة الجزائرية قال المتحدث باسم الجناح الجزائريلحلو سيدعلي وهو رجل أعمال ومستثمر في القطاع الفلاحي، في تصريح لفرانس24 إن "المنافسة والتسويق أوروبيا يشكلان حافزا للشباب الجزائري للعودة إلى الأرض والفلاحة". ومنوها في نفس الوقت بالحاجة إلى قرارات سياسية جدية من قبل السلطات الجزائرية لإنعاش قطاع التصدير والتبادل الحر من أجل العودة إلى السوق الدولية. وقال محدثنا إن "هدفنا التعريف بالمنتجات الجزائرية الأصيلة، كالتمور، التين، الزيوت، والكسكس" الذي يعد الطبق المفضل عند الفرنسيين. معددا 14 نوعا من الكسكس من مختلف الحبوب، ومشيرا أيضا إلى وجود منتج جديد للكسكس الخالي من مادة الغلوتين، وهو يتكون من الأرز والذرة، ويعتبر مفيدا للغاية من الناحية الصحية. متحدث باسم الجناح الجزائري لحلو سيدعلي حقوق الصورة: أمين زرواطي الظروف الاقتصادية أثرت على مشاركة تونس قال محمد حاج قاسم المدير المركزي بوكالة النهوض بالاستثمار الفلاحية في تونس، إن مشاركة بلاده في هذا الحدث الدولي، هامة للتعريف بالمنتج الفلاحي التونسي. وصرح قاسم "شاركنا بمنتوجات متنوعة مثل زيت الزيتون الذي ينال دائما وأينما حل جوائز دولية لنوعيته الجيدة، حيث إن الفلاح لا يستعمل المواد الكيميائية والمواد العضوية المحفزة لإنتاجه، كما أن زراعته تتم وفق الطرق التقليدية والطبيعية". محمد حاج قاسم مدير مركزي بوكالة النهوض بالاستثمار الفلاحية في تونسحقوق الصورة : أمين زرواطي وعن دور السلطات في دعم التوجه نحو التصدير الزراعي، قال قاسم إن السلطات تهتم وتشجع مسار الاستثمار الفلاحي وأضاف في هذا الشأن "وزير الفلاحة التونسي سمير الطيب زار جناح تونس وطلب منا تحسين المشاركة التونسية" وأضاف "في ظل الظروف التي تمر بها البلاد، لم تتوفر الميزانية اللازمة ما يسمح لنا بمشاركة أقوى وأكبر، ما اضطرنا إلى تغييب العديد من المنتجات المميزة". المملكة تريد "المغرب الأخضر" قالت خديجة بن دريس مديرة تنمية التسويق للمنتجات المجالية بوزارة الفلاحة المغربية، في تصريح لفرانس24، إن مشاركة المملكة في المعرض الدولي للزراعة بباريس، تدخل في إطار مخطط "المغرب الأخضر" الذي يعطي أولوية هامة للفلاحة التضامنية، في ظل إستراتيجية وزارة الفلاحة لتنمية تسويق المنتوجات المجالية. وأشارت بن دريس إلى مشاركة أكثر من 30 مغربيا في المعرض يمثلون كافة مناطق المملكة، وأضافت "العديد من المنتجات التي شاركنا بها مرمزة وحاصلة على التصنيف الوطني أو الدولي، وهي تتميز بخصائص جودة ترجع لعوامل جغرافية وأخرى للمهارات البشرية". كما قالت محدثتنا إن "الأرغان زيت له سمعة عالمية وعليه إقبال كبير من جميع الدول وقد حاولنا حمايته من خلال منحه علامة البيان الجغرافي المحمي في 2009". وقالت بن دريس حول المنتجات المغربية الحاضرة بالمعرض "لدينا زيت الصبار المطلوب للمختصين في مجال التجميل وأيضا لصناعة الأدوية، ولدينا الأعشاب العطرية والطبية مثل الزعتر، والشيح". مشيرة أيضا إلى منتوج الكسكس الخماسي (بفتح الكاف) لتمييزه عن الكسكس المعروف، وهو مشهور في المناطق الصحراوية، وينتج من القمح اللين، القمح الصلب، الشعير، الذرة، والذرة المحمصة، قد حصل على تصنيف البيان الجغرافي المحمي، ويوجد إقبال كبير عليه من زوار المعرض لكونه من المنتجات الغذائية الصحية". خديجة بن دريس مديرة تنمية التسويق للمنتجات المجالية بوزارة الفلاحة المغربيةحقوق الصورة: أمين زرواطي وتحضر التمور طبعا في الجناح المغربي، حيث أشارت بن دريس إلى نوع من التمور يطلق عليه المجهول، وهو مصنف أيضا. وعرض الجناح المغربي أيضا مادة الحناء وهي مادة مطلوبة بحسب محدثتنا بشكل كبير من الجمهور الفرنسي. وفي شأن متصل، قالت نزهة أكثير وهي سيدة أعمال مغربية شاركت في المعرض الدولي للزراعة في باريس، ورئيسة التعاونية النسوية للفلاحة في إقليم تيفاوت، إن التعاونية تقوم أصلا بالتصدير للمنتجات المحلية، وهذه المشاركة ليست الوحيدة دوليا لكنها الأولى في باريس، مشيرة إلى منتج زيت الأرغان المغربي المخصص للاستخدام الغذائي والتجميلي أيضا، ومنتجات أخرى غذائية كدقيق الشعير المعطر بالأعشاب، وهي في عمومها طبيعية وصحية. كما نوهت بتسهيلات قدمتها وزارة الفلاحة المغربية التي تكلفت من جهتها بإعداد قائمة أعدت مسبقا تسهل عملية الاتصال بين التعاونية ومتعاملين أجانب لإبرام العقود والصفقات. أمين زرواطي نشرت في : 28/02/2018
مشاركة :