وداعاً.. هذيان عربنا - تركي عبدالله السديري

  • 9/16/2013
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

واضح جداً أن طبيعة ما يحدث داخل سوريا بين الحكومة السورية والمعارضة المحلية وتدني أساليب الأحداث باستخدام أسلحة محرمة لم يستطع أي نظام استخدامها في إعلانية مواجهة خصم، إنما يعني أن حقائق قسوة وضع الشعب السوري ونموذجيات قسوة هروب العائلات بالأطفال إلى دول مجاورة هو تأكيد على بشاعة ما يتم من مواجهات.. الأمر الذي جعل مَنْ ليسوا طرفاً في النزاع يقومون بمهمة الهروب، مع أن أول قسوة عند الخروج من الوطن أن الإنسان يواجه صعوبة العجز المالي؛ وبالذات تدبير سكن يعوّض ما كانوا يعيشون به.. ومع ذلك اُستقبل الخلاف في سوريا كما لو كان بين حكومة ومعارضة، وهو أسوأ من ذلك بكثير.. متابعة الأخبار السياسية الراهنة، وبالذات ما يتعلق بأمريكا وروسيا كطرفي خلاف، وكأن وجودهما في ذلك يعطي احتمال أنهما يبحثان عن فرض سلام يحمي إنسانياً بالدرجة الأولى حياة الأبرياء دون انقياد مع دولة الأسد أو معارضيه.. لكن ما يحدث بعيد عن ذلك تماماً.. حيث إنه لم يعرف إلا مواصلة مبارزة لفظية تتعلق بمنافسات الوصول إلى الشرق الأوسط.. هذا الشرق الذي تحوّل منذ ستين عاماً تقريباً إلى ملعب دموي، وبعد أن انتهى دور العسكر الذين عملوا على تهبيط أهميات التطور المبكر في العالم العربي، أتى بعدهم مَنْ انطلقوا دموياً في خلافات غير منطقية.. ولا ننسى أن أمريكا هي أول من مهّد لوجود هذه المرحلة عبر ما فعله بوش الابن.. والحقيقة أن الخلل القاسي لم تؤسسه دولة أجنبية، وإنما مهّد له مستوى الضياع العربي وتعذّر وجود منافسات قانونية، ولم يقتصر الانهيار إلى أين ذهب بوش الابن، حيث هناك عدة مواقع ضاعت دولياً بسبب ما هو عليه المجتمع من غياب وعْي.. الآن الكل يتابع أخبار الاجتماعات الدولية، وبالذات ما بين أمريكا وروسيا، أملاً في أن تستطيع أمريكا ردْع توجّه روسيا للاستقرار أكثر وأكثر في الشرق الأوسط، فإذا بهم يجدون أن هناك سياسات غير معلنة بين الدولتين، وليس لسوريا وحدها أهمية خاصة.. ومن طرائف معلق إسرائيلي قوله قبل خمسة أيام تقريباً: إن اقتراح الرئيس الروسي بوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت الرقابة الدولية كان بمثابة وضع سلّم لأوباما لينزل من قمة الشجرة التي ارتفع فيها نحو ما لا يمكن تنفيذه.. وربما هو كان يعلم ذلك.. حيث تحدّث عن خطط حمراء تحبذ الضرب العسكري.. وهنا تورُّط أوباما واضح في تعارضه مع الرأي العام الأمريكي للتحرك العسكري ضد سوريا، وهو ما لم يكن مقبولاً.. مخيفة أوضاع هذا العالم العربي؛ خصوصاً وأنه رغم مرور آلاف النماذج وتعدّد مآسي الوصول إلى مستويات هبوط إلا أنه لم يحدث أن أوجد بجزالة وعي وكفاءة تفاهم تلاقي قرارات ذاتية خاصة عربياً لمعالجة أي انحراف وجرائم داخل الحدود.. .. أليس من الأفضل أن يكون هذا المقال هو آخر مشاركة في هذيان العالم العربي؟!

مشاركة :