سلطان بن سلمان: مشروع الملك عبدالله للتراث الحضاري تجسيد لعنايته بالحضارة

  • 10/29/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار معرض "طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" في محطته الخامسة والأخيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، فجر الثلاثاء في متحف الفن الآسيوي بمدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن سلمان بن عبدالعزيز، والقنصل العام للمملكة في لوس أنجلوس السفير الدكتور فيصل السديري ومدير المتحف البروفيسور جي شو. كما حضر الحفل عدد كبير من المهتمين بالشؤون الثقافيه ورجال الأعمال والشخصيات البارزة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية إلى جانب عدد من الطلاب السعوديين المبتعثين. ونوه الأمير سلطان بن سلمان خلال كلمته في حفل الافتتاح برعاية واهتمام خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله- بالتراث الوطني والهوية الحضارية للمملكة، وقال سموه بأن الملك عبدالله هو رائد مشروع العناية بالحضارة بالمملكة والتي توجت بمشروع الملك عبدالله للتراث الحضاري هذا المشروع الغير مسبوق على مستوى العالم من خلال ما سيشمله من مشاريع وبرامج رائدة في مجال التراث والآثار، مشيداً، سموه بدعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد الرامية إلى المحافظة على التراث والعناية به. وأشار سموه إلى أن هذا المعرض لا يهدف إلى الترويج سياحيا للمملكة، إذ إن الهيئة منذ انشائها تستهدف السائح المحلي، ولكن الهدف الأساسي للمعرض هو التعريف بتاريخ المملكة والحضارات المتعاقبة على أرضها، وإبراز البعد الحضاري للمملكة ليضاف إلى الأبعاد الثلاثة الأخرى البعد الديني والسياسي والاقتصادي مؤكداً على أن الدين الاسلامي هو المكون الاساسي للمملكة. هيئة السياحة ركزت جهودها منذ البداية على السائح المحلي ونوه الى الاهتمام المتزايد بتاريخ شبه الجزيرة العربية في العصور القديمة انطلاقاً من اهمية موقعها الجغرافي كملتقى للطرق التجارية والهجرات السكانية وما نتج عن ذلك من تأثيرات ثقافية في الواحات والمدن التاريخية وهو ما تؤكده الدراسات العلمية والاكتشافات الأثرية التي يحتوي عليها معرض روائع آثار المملكة عبر العصور. وأكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى ما تشهده المملكة اليوم من تطور اقتصادي وحضاري ودور مهم في مجالات الاقتصاد والسياسة بوصفها من الدول المؤسسة لمنظمة الأمم المتحدة وبعضويتها في مجموعة العشرين الاقتصادية، إنما هو امتداد لمكانتها عبر التاريخ. وبين ان هذا المعرض وغيره من المعارض التي تأتي في إطار مشروع الملك عبدالله للتراث الحضاري تهدف الى تصحيح النظرة النمطية للمملكة على انها مجرد صحراء أو انها مجرد دولة بترولية، وقال ان تلك الجهود تثبت هويتها الحضارية وتؤكد أصالة حراك التنمية والتقدم الذي تحققه المملكة في العالم المعاصر. وأشار سموه الى ان البيئة التي نشأت فيها الدعوة الإسلامية لم تكن بيئة فراغ، بل انطلقت الدعوة الإسلامية من مراكز نفوذ اقتصادي وثقافي مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة التي كانت القوافل التجارية تخرج منها شمالاً وجنوباً في رحلات الشتاء والصيف، وكان يتم فيها الاهتمام بالمواسم الثقافية مثل سوق عكاظ الذي يعد من أبرز مواسم الثقافة والشعر العربي في الماضي كما هو في الحاضر. وأكد سموه في كلمته أهمية الفهم الصحيح لقيم الدين الإسلامي وسماحته التي تتنافى مع الأفكار المنحرفة والممارسات الخاطئة التي لا علاقة لها بالإسلام، وتحدث الأمير سلطان عن علاقات الصداقة والتعاون بين المملكة والولايات المتحدة المستمرة منذ اكثر من سبعين سنة وقال إن الاختلاف في بعض وجهات النظر لا يغير في مثل هذه العلاقات المبنية على المبادئ والقيم. كما عبر عن شكره لإدارة المتحف وأكد اهتمامه باختيار سان فرانسيسكو لعرض آثار المملكة مشيراً الى مكانتها في مجالات الثقافة والتقنية المتقدمة في الولايات المتحدة، وتم خلال الحفل تكريم عدد من الشخصيات الأمريكية التي ساهمت في اعادة قطع من الآثار السعودية الى الهيئة العامة للسياحة والآثار لعرضها في المتاحف السعودية . كما قام سموه بتكريم المؤسسات وشركات الأعمال السعودية والأمريكية التي ساهمت في رعاية معرض روائع الآثار السعودية خلال محطاته في الولايات المتحدة والتي شملت واشنطن وبيتسبيرغ وهيوستن وكانساس ومحطته الحالية في سان فرانسيسكو. من جهته رحب مدير المتحف جاي شو في كلمة ترحيبية عبر فيها عن الاعتزاز باستضافة المتحف لمعرض آثار المملكة والفرصة التي يتيحها المعرض للتعرف على التاريخ الحضاري العريق للمملكة ومكانتها بوصفها مهد الإسلام وقبلة المسلمين في ارجاء العالم. وثمن اهتمام الامير سلطان بن سلمان إقامة المعرض في متحف الفن الآسيوي بمدينة سان فرانسيسكو، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يحظى المعرض بإقبال كبير من الزوار، الذين يتلهفون لمشاهدة القطع الأثرية التي تبرز تاريخ الجزيرة العربية.

مشاركة :