يُعتبر النعناع من أشهر المزروعات التي تنتجها مزارع المدينة المنورة، وهو رمز من رموزها؛ لما يتميز به من طعم ورائحة عطرية فواحة، ويُزرع كأي نبات طبيعي، ويُستخدم مع الشاي الطبيعي. ويقول هاني صالح البكري، المشارك في جناح المدينة المنورة لبيع النعناع، لـ"سبق": "يعتبر النعناع من النباتات العطرية والعشبية الطبية، وهو يستخدم بإضافته إلى الطعام؛ لما له من رائحة عطرية في علاج بعض الأمراض، منها: تهيج الأمعاء الغليظة والدقيقة، والصداع، والزكام، وجفاف الحلق، والنزلات المعوية والصدرية.. وغيرها". وأضاف بأن النعناع يدخل أيضًا في مجال التصنيع من خلال بعض مشتقاته المستخلصة، مثل صناعة العطور والزيوت ومعجون الأسنان والشامبو والصابون.. لافتًا إلى أنه يُزرع في بساتين مخصصة له؛ إذ يعتمد على مياه الأمطار، إضافة إلى الري. وقال: "إن مشاركتنا هذه الحادية عشرة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة 32 في جناح المدينة بعرض النعناع وبيعه؛ لما له من طلب وإقبال كبيرَيْن من قِبل مرتادي المهرجان؛ لذا كل عام نعمل على مضاعفة الكمية التي نحضرها معنا بشكل يومي إلى المهرجان لتغطية الطلب الفائق من مرتادي المهرجان لنعناع المدينة". وأكد أن "النعناع الذي نشارك به يكون طازجًا؛ إذ نُحضره بشكل يومي من المدينة بواسطة الشحن الجوي عن طريق الطائرة، ويُغلَّف في أكياس الخيش والثلاجات. وإننا تقريبًا نعمل على بيع ما يزيد على 150 ربطة نعناع". وأفاد بأن لنعناع المدينة أنواعًا كثيرة، ويتميز كل نوع بشكل ولون ورائحة عطرية معينة، كما يختلف الطلب على كل نوع حسب رغبة الأسرة؛ فهناك من يطلب الحساوي أو المغربي أو الدوش ونمام ونوامي وعطرة والور والفل.. إذ إن هناك فَرْقًا في الطعم والرائحة؛ فعلى سبيل المثال الحساوي أوراقه طويلة، أما الدوش فورقه صغير جدًّا، والنمام ذو نكهة عطرية؛ لذا يوضع مع الشاي، فيما يمتاز الحبيق بورقه الصغير. وحول عمله في ذلك المجال ذكر: "أعمل في بيع النعناع وزراعته منذ القدم؛ إذ توارثنا هذه المهنة من الوالد، وكان لدينا مزرعة لإنتاج النعناع في المدينة". مبينًا أن المدينة المنورة تتمتع بوفرة هذا النوع من المزارع التي تحظى بإنتاج غزير، وطلب وفير من مختلف مناطق السعودية.
مشاركة :