عواصم (وكالات) بعثت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني برسالة إلى وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران، تحثهم فيها على اتخاذ كل «الخطوات الضرورية» لضمان وقف القتال في الغوطة الشرقية بموجب قرار مجلس الأمن 2401، وتطبيق هدنة إنسانية حقيقية لمدة 30 يوماً في عموم الأراضي السورية، لحماية المدنيين، وتسمح بوصول المساعدات الإنسانية الطارئة وحدوث عمليات الإجلاء الطبي اللازمة. من جهتها، دعت الخارجية الفرنسية روسيا وإيران إلى ممارسة «أقصى درجات الضغط» على الحكومة السورية لتنفيذ وقف النار المدعوم من الأمم المتحدة في الغوطة الشرقية، مشيرة إلى أن فصائل المعارضة وافقت بالفعل على دعمه. بالتوازي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحفي مع مستشار النمسا زيباستيان كورتس بموسكو أمس، إن هناك «منظمات إرهابية عديدة تستخدم الغوطة قاعدة لقصف المناطق الأخرى» داعياً إلى تعاون دولي من أجل تهدئة الوضع بمنطقة ريف دمشق، بعيداً عن «بحث كل طرف عن منافعه السياسية والتكتيكية». وبدوره، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بعد مباحثات مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في جنيف أمس، مسلحي الغوطة الشرقية «بمنع وصول المساعدات وإجلاء الراغبين في الرحيل رغم إقامة موسكو ممراً إنسانياً» مؤكداً أن بلاده «لن تعارض خروج (النصرة) في حال تم الاتفاق على ذلك». وطالبت موجيريني الدول الثلاث باعتبار المشرفة على محادثات السلام السورية في آستانا بتنفيذ وقف إنساني حقيقي لمدة لا تقل عن 30 يوما متتالية في كافة المناطق السورية، كون «المدنيين وخصوصاً في الغوطة عانوا في شكل كبير. إنهم بحاجة إلى وقف المعارك». وحثت موجيريني أيضاً الدول الثلاث في رسالة بتاريخ 26 فبراير المنصرم، على «اتخاذ كل الخطوات الضرورية لضمان وقف القتال وحماية الشعب السوري واتاحة وصول المساعدات الإنسانية الطارئة وحدوث عمليات الإجلاء الطبي اللازمة». وقالت المسؤولة الأوروبية «في وقت تستمر المعارك ويدعو قرار مجلس الأمن إلى وقف لإطلاق النار دون تأخير، نطلب منكم كجهات ضامنة لعملية آستانا اتخاذ كافة التدابير الضرورية للتحقق من وقف المعارك وحماية الشعب السوري وأخيراً نقل المساعدات الانسانية بشكل عاجل والقيام بعمليات الإجلاء الطبية اللازمة». وينص اتفاق آستانا الموقع في 4 مايو 2017 من قبل روسيا وإيران وتركيا على إنشاء 4 مناطق لخفض التوتر في سوريا، بينها الغوطة الشرقية. وأضافت موجيريني «سيستمر الاتحاد الأوروبي في الاضطلاع بدوره الكامل واستخدام كافة الأدوات السياسية والإنسانية المتاحة». وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي يتعهد الافادة من مؤتمر بروكسل الثاني حول سوريا في 24 و25 أبريل المقبل لتحقيق هذا الهدف. وشددت موجيريني في الرسالة بالقول «نعتقد أن التصعيد العسكري داخل سوريا، ولا سيما المأساة الراهنة في الغوطة، لابد أن يتوقف، وأنه يتعين عدم ادخار أي جهد لضمان احترام مناطق خفض التصعيد، ولا سيما في هذا الوقت». وكانت روسيا أعلنت الإثنين الماضي هدنة يومية لـ5 ساعات للسماح بنقل المساعدات أو إجلاء سكان أو جرحى من الغوطة لكن الأطراف المتناحرة سرعان ما تبادلت الاتهامات بخرقها. وأمس، دعا لافروف مقاتلي المعارضة و«الجهات الداعمة لهم» إلى التحرك لانجاح الهدنة. إلى ذلك، أعلن الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن «استفزازات الإرهابيين» في الغوطة الشرقية جنوب سوريا لا تسمح بتسوية الوضع بصورة صحيحة.
مشاركة :