في كلمة مشتركة أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أكدت السعودية والإمارات والبحرين ومصر أن الأزمة السیاسیة مع قطر "یجب أن تُحل في إطار جهود الوساطة الكویتیة القائمة"؛ لأنها لا تزال "القناة الأمثل لمعالجة أسباب هذه الأزمة ونتائجها"، مجددة "كامل دعم وتقدیر" قياداتها لجهود سمو أمير البلاد الشیخ صباح الأحمد في هذا الصدد. ورداً على كلمة وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أمام المجلس قبل يومين، قال المندوب الدائم للإمارات لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولیة في جنیف، عبید الزعابي، إن الوفود الدائمة للدول الأربع "تود أن تستخدم حق الرد على ما جاء في بیان وزیر الخارجیة القطري، الذي سعى للمرة الثانیة لإشغال مجلسكم الموقر بقضیة أزمة دبلوماسیة هم من بادر بإشعال فتيلها، وما یقومون به من مساعٍ لتسویق هذه الأزمة الثانویة في المحافل الدولیة والإقلیمیة على أنها أزمة دولیة كبرى تستحق لفت انتباه المجتمع الدولي، لا ینبغي الالتفات إليه". وأضاف الزعابي: "إننا نرى أن هذه الأزمة السياسية الصغيرة بين دولنا وقطر يجب أن تحل في إطار جهود الوساطة الكويتية القائمة التي يقودها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد"، مؤكداً أن "جهود سموه ومساعيه تلقى كامل الدعم والتقدير من قيادة دولنا، ومازلنا نرى أنها القناة الأمثل لمعالجة أسباب هذه الأزمة ونتائجها". وأشار إلى أن "التقرير الذي أعدته مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بناء على دعوة تلقتها من الجانب القطري تم الرد عليه من دولنا ببيان تفصيلي وسلم للمفوضية... كما عبرنا عن وجهات نظر دولنا على ما ورد في هذا التقرير ببيان صحافي مشترك باسم الوفود الدائمة للدول الأربع المقاطعة لقطر". ودعا القطريين إلى "أن يختاروا بين أن يكونوا دولة تؤمن بمبدأ حسن الجوار وتسعى للانخراط في علاقة إيجابية مع محيطها مثلها مثل بقية دول العالم المتحضرة، أو يستمروا في انتهاك القانون الدولي والاتفاقيات والصكوك الدولية والإقليمية ذات الصلة بمحاربة الإرهاب وتمويله وداعميه، إذ لا يمكن أن تقوم قطر بالشيء ونقيضه في آن واحد". وبينما أكد دور الدوحة "في دعم الأيديولوجيات المتطرفة والأفكار الإرهابية، ونشر خطاب الكراهية والتحريض على العنف، من خلال وسائل الإعلام"، قال إن "ما تريده دولنا من قطر هو تغيير سلوكها القائم على دعم المنظمات الإرهابية، والتوقف فوراً عن تمويلها، كما نطالبها من هذا المحفل الدولي بألا تجعل الدوحة مكاناً يحتضن شخصيات تبرر الأعمال الإرهابية". وذكر أن "قطر، التي ما فتئت تحدثنا عن احترام كرامة الإنسان وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، هي ذاتها التي تحتضن قيادات التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، الذين لم ير العالم منهم سوى فكر ظلامي لم يقدم للبشرية إلا تنظيمات إرهابية مثل القاعدة، التي تفرعت عنها جماعات إرهابية أخرى لا تقل عنها إجراماً وظلامية، مثل تنظيم داعش وجبهة النصرة". وأضاف: "لذلك ستستمر دولنا بممارسة حقها السيادي في مقاطعة حكومة قطر، والذي يكفله لنا القانون الدولي، دفاعاً عما نتعرض له من أذى وإضرار متعمد بأمن دولنا، والتدخل في شؤوننا الداخلية، وعدم احترامها حسن الجوار، الذي يعتبر مبدأ أصيلاً في العلاقات الدولية". وكان وزير خارجية قطر دعا، قبل يومين في كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان، إلى "العمل على وقف انتهاكات حقوق الإنسان، جراء الحصار المفروض على الدوحة"، مطالباً بـ "محاسبة المسؤولين عنه".
مشاركة :