ليلى المرعشي: أرى حياتي بعين الابتكار

  • 3/1/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بين شغفها بالتصميم والأزياء، ونجاحها في عالم الأعمال، استطاعت الإماراتية ليلى المرعشي تقديم نموذج للمرأة القادرة على تطوير خبراتها المهنية التي جمعت من خلالها بين الوظيفة وابتكار المشروعات الجديدة كلياً في الشكل والمضمون، وذلك بعد دراستها الأكاديمية وتنقّلها بين دبي وباريس، ما زوّدها بالخبرة الكافية لابتكار أفكار مغايرة. تتوقف ليلى المرعشي، في بداية حوارها مع «الإمارات اليوم»، عند علاقتها بوالدتها الراحلة، التي نمّت لديها حب الفن والتعلق به، من خلال موهبتها في مجال الرسم على الحرير واللوحات الفنية وإقامة معارض ناجحة، إضافة إلى مشاطرتها أشقاءها شغف الفن بمختلف مشاربه، مضيفة: «مازلت أتذكر العديد من الدورات الفنية والورش التي التحقت بها لتنمية مهاراتي في هذا المجال، بالإضافة إلى متابعتي لخطوط الأزياء والسفر إلى المملكة المتحدة وأميركا في رحلات عائلية ساعدتني على زيادة معرفتي بهذا العالم الذي يغلب عليه طابع التجديد والابتكار». وتابعت: «بالإضافة إلى ذلك ساعدتني دراستي وتخصصي في مجال التسويق وتخرجي في الجامعة الأميركية بدبي، قبل السفر إلى باريس والتخصص في مجال المسؤولية الاجتماعية والطاقة المتجددة». قصة نجاح «ساحة التصميم باتت تضج بمئات القادرين على استنساخ الموديلات المبتكرة، وحتى طرق تنفيذ مختلف التفاصيل». بعد عودتها من فرنسا، انتظمت ليلى المرعشي، وعلى مدى 10 سنوات، في العمل مع إحدى كبريات الشركات الأجنبية، دون أن تنسى طموحها في افتتاح مشروعها الخاص، لتبادر بتكريس فكرة (Sugar Vintage) بوابتها إلى النجاح التي وصفتها بالقول: «بعد أقل من عام على التحاقي بالعمل الوظيفي، أنشأت وشريكتي علامة تجارية خاصة بالأزياء المستوحاة من التراث الخليجي المصمم بطريقة عصرية حديثة مكّنتنا من الترويج لقصة نجاح إماراتية بامتياز؛ إذ نجحنا في إيصال أفكارنا وتصاميمنا المبتكرة إلى أكثر من 12 وجهة، بعد أن حرصنا على المشاركة في المعارض الدولية وأسابيع الموضة في باريس والعديد من الدول، كاليابان مثلاً، وكانت تجربة ناجحة بفضل جودة ما نقدمه على صعيد الأفكار الجديدة، وإتقان التفاصيل، والتطريز الذي كان ثيمة التميز الذي كرّسناه في هذا الإطار». خطوة مغايرة في خطوة بدت مغايرة، قررت ليلى في عام 2016 التخلي عن مشروعها الأول، معتبرة هذه الخطوة ضرباً من النجاحات الأخرى التي تسجلها في مسيرتها وطموحها الذي لا ينتهي، إذ تقول: «شعرت حينها برغبتي في التجديد مخافة أن أقع في مطب التكرار في التصاميم والمقترحات المبتكرة، وذلك بعد أن بدأت الساحة تضج بمئات المصممين القادرين على استنساخ الموديلات المبتكرة، وحتى طرق تنفيذ مختلف التفاصيل، بالإضافة إلى رغبتي في التفرغ لمشروعي الجديد الذي نجح بدوره في استقطاب اهتمام الجمهور»، وأكملت: «انتقلت للعمل في إحدى المؤسسات الوطنية الرائدة في دولة الإمارات التي أشغل فيها مهام نائب رئيس لشؤون الاتصالات، وأكرّس رؤيتي في قيادة فريق عمل متخصص نحو آفاق جديدة من التميز، في الوقت الذي نجحت فيه على صعيد آخر في إطلاق مشروع فني نال اهتمام شريحة كبيرة من المهتمين بالفن أطلقت عليه اسم (قوة اللون الوردي) بالتعاون مع (آرت أبوظبي)، وحاولت من خلال فكرته دعم ومساندة المرأة الإماراتية والعربية في كفاحها ضد مرض السرطان الذي غيّب والدتي، بعد معاناة استمرت لما يقارب الخمس سنوات». نشاطات مجتمعية إلى جانب مشاغلها الوظيفية واهتمامها بتنمية مهارات فريق عملها، تتحدث ليلى المرعشي عن عضويتها في المجلس الاستشاري في كلية دبي للأزياء والتصميم، إلى جانب جملة من المشاركات المجتمعية الهادفة إلى تقديم خبراتها عبر مجموعة من النصائح والتركيز الفعال على المبادرات المجتمعية؛ مثل مشاركتها الأخيرة في مبادرة «رحمة» لدعم المصابين بالسرطان، والعمل على توسيع نطاق مشروع قوة اللون الوردي. نصائح حرصت ليلى المرعشي، في حوارها مع «الإمارات اليوم»، على توجيه عدد من النصائح للمرأة الإماراتية والخليجية، بحكم خبراتها المهنية والحياتية، مشددة على ضرورة اعتماد المرأة على ذاتها لتنمية مهاراتها وخبراتها في كل المجالات، ولفتت إلى قيمة تعلم أشياء جديدة في كل حين لتطوير القدرات الذاتية، مشددة على أهمية اهتمام المرأة العصرية بأنوثتها ومظهرها اللائق الذي يعكس شخصيتها وينسجم مع تفاصيلها، مشيدة بنجاحات المرأة الإماراتية. خيل ويوغا بشغف تتحدث ليلى المرعشي عن هواياتها التي تتعدد بين السفر بشكل دوري إلى أماكن جديدة تنمّي عبرها توقها للاكتشاف وعلاقتها الوثيقة بالطبيعة بأشكالها المتعددة، إلى جانب شغفها بهواية ركوب الخيل، الذي مارسته ليلى بشكل محترف في نادٍ متخصص للخيول، إلى جانب محاولتها - حسب ما يسمح به الوقت - ممارسة عدد من الهوايات الأخرى التي تأتي في مقدمتها رياضة «اليوغا» التي تمنحها هامشاً من الهدوء لمزيد من التركيز على أهدافها. فن لم تتخلَّ ليلى عن عالم الأزياء الذي عشقته بعد انخراطها في مجال الرسم والقطع الفنية، وذلك، عبر تجربتها في العمل مع فريق عمل (Sugar Vintage) على تصاميم مشاهير العالم برؤية تراثية تميل في أغلب تفاصيلها إلى الحداثة باستخدام تقنية التطريز اليدوي، التي نالت بدروها نجاحاً وصفته ليلى قائلة: «لقد عمدت إلى تقديم 12 لوحة فنية عرضتها في (آرت أبوظبي) في عام 2012، وسعدت ببيع معظم هذه اللوحات التي اعتمدت على التطريز بالذهب واللؤلؤ والحرير والكريستال». رغبتها في خدمة المجتمع، ونجاحها في ذلك، لم يحيدا بها عن طريق طموحاتها في خوض تجارب جديدة، كرستها ليلى المرعشي بالتوازي مع مبادراتها المتواصلة بتوسيع نطاق مشروعها الوردي الذي أطلقته منذ نوفمبر 2017، إذ تعكف حالياً وبالتعاون مع شقيقتها على إطلاق تطبيق رقمي جديد يسهم في تسهيل الكثير من تفاصيل الحياة اليومية للأشخاص، فيما فضلت إرجاء الحديث عن تفاصيله إلى وقت لاحق، في انتظار أن تنضج فكرته الأساسية التي تصب دوماً في المصلحة العامة، على أمل أن يرى النور مطلع العام المقبل. وأضافت ليلى المرعشي: «الأزياء التي أعشقها والفن والموسيقى، وحتى شغف السفر واكتشاف ثقافات مغايرة، ومختلف التفاصيل الجديدة التي تؤثث حياتي، لا أراها إلا بعين الابتكار وقاسم الإبداع المشترك، وهذه العناصر مجتمعة تمكّنني من التعبير عن حياتي بطريقة منظمة وباستراتيجيات واضحة تساعدني على التخطيط المحكم واستنباط أفق التميز».

مشاركة :