يسعى الفرنسي أرسين فينجر مدرب أرسنال إلى إنقاذ سمعته عندما يواجه مانشستر سيتي الجبار اليوم الخميس في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، محاولاً محو خيبة سقوطه الثلاثي في نهائي كأس الرابطة الأحد.لم يستطع «مدفعجية» لندن الوقوف في وجه مد سيتي على ملعب ويمبلي، فاهتزت شباكهم ثلاث مرات، ليحرز الإسباني جوسيب جوارديولا لقبه الأول مع «سيتيزنز».يسير الفريقان على خطين متناقضين: فعلى سكة الدوري، يتصدر سيتي بفارق 13 نقطة عن جاره وغريمه مانشستر يونايتد، وسيكون في مقدوره رفع الفارق إلى 16 نقطة بحال فوزه على أرسنال والاقتراب أكثر من لقب شبه مضمون، أما أرسنال فيحتل المركز السادس بفارق 8 نقاط عن تشيلسي الخامس، وخسر 3 مرات في آخر 5 مباريات في «البرميرليج».وفي أوروبا، يكتفي أرسنال بخوض البطولة الرديفة «يوروبا ليج» حيث وقع ضد ميلان الإيطالي في ثمن النهائي، فيما سحق سيتي مضيفه بازل السويسري 4- صفر، وقطع معظم الطريق نحو ربع نهائي دوري الأبطال.وما هو مثير للحنق ربما لفينجر، أن جوارديولا يجسد بشكل كبير صورة حديثة عن فينجر نفسه بعد قدومه إلى أرسنال عام 1996.وقدم أرسنال في بداياته مع المدرب الفرنسي القادم من الدوري الياباني بعد فترة ناجحة مع موناكو، لعباً جاذباً وعدوانياً مع ثقافة الفوز، وعلى رغم الإبقاء على بعض من هذه الثقافة في النصف الثاني لولاية فينجر، إلا أن الألقاب غابت وعجز نادي شمال لندن عن المنافسة بشكل مستمر مع كبار البرميرليج.وكان فينجر موضع انتقاد من إيان رايت، ثاني أفضل هداف في تاريخ أرسنال والذي سبق له اللعب في إشراف المدرب الفرنسي، وقال رايت لإذاعة «بي بي سي»، «لا بد من وضع حد لهذا النمو الضعيف».يشارك جوارديولا المثل العليا لفينجر حول كيفية إدارة اللعبة، ولطالما عبر عن إعجابه باستمرارية المدرب الألزاسي مع أرسنال، وقال الإسباني قبل نهائي كأس الرابطة «كنت أود اللعب تحت إشرافه»، وأشاد بنوعية أدائه «إذا قال الناس إننا نلعب قليلاً مثل أرسنال قبل 20 سنة، فهذا أمر جيد لنا».الفارق أن جوارديولا يحقق الانتصار تلو الآخر، فقد توج ب21 لقباً مع برشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني في غضون سبع سنوات فقط، وهو لم يحرز أي لقب في موسمه الأول مع سيتي، وبدلاً من التخلي عن مبادئه، رسخ خطته القائمة على التمرير والضغط على الخصم التي اشتهر بها في برشلونة، لصناعة عرض جميل يمهد لألقاب قادمة.في المقابل، لم ينجح فينجر الذي تميز في مسابقات الكؤوس المحلية، من وقف انهيار فريقه الذي نجح بحصد الدوري في 1998 و2002 و2004.كما أن جوارديولا تميز بحسن اختياره لتوقيت رحيله عن برشلونة أو بايرن ميونيخ، خلافاً لفينجر الذي انهالت عليه الانتقادات من جمهور أرسنال في الموسمين الأخيرين، مطالبة إياه بالرحيل.قدم جوارديولا فريقاً أسطورياً مع برشلونة ميسي، فانكفأ بعد أربع سنوات رائعة في مسقط رأسه كاتالونيا، ثم تخلى عن مهمته في بايرن بعد ثلاثة ألقاب متتالية في البوندسليجا من دون أي تتويج قاري في دوري الأبطال.وعن إمكانية بقائه عقدين من الزمن مع سيتي على غرار فينجر في أرسنال، أجاب لاعب الوسط السابق «لا مجال.. لن يحصل ذلك لأني لن أدرب لعشرين سنة إضافية».وصحيح أن سيتي يغرد خارج السرب في إنجلترا هذا الموسم، إلا أن جوارديولا أهدر فرصة معادلة إنجاز فينجر عندما قاد أرسنال إلى إحراز لقب 2004 من دون أي خسارة، إذ سقط الفريق الأزرق مرة يتيمة في 28 مباراة أمام ليفربول 3-4.ولعل هذه هي الميزة الوحيدة التي يتفوق فيها فينجر على القوة الضاربة الجديدة في الكرة الإنجليزية.
مشاركة :