نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريراً عن حالة استاد خليفة الذي يعد تحفة الملاعب المضيفة لمونديال قطر 2022، وحيث لقي عامل إنجليزي يدعى زاك كوكس (40 عاماً) مصرعه بعد سقوطه من ارتفاع 131 قدماً، ب«الخطر جدا». وقالت الطبيبة الشرعية فيرونيكا هاميلتون ديلي للمحققين في وفاة كوكس في بريتون: «الكثير من الإداريين عرفوا وحتماً هم يعرفون أن العمال يعتمدون في أشغالهم على تجهيزات تشكل خطورة على حياتهم، الممشى العلوي فوضوي وغير مأمون والسقوط منه يشكل خطورة كبيرة على العمال». وتابعت الطبيبة حديثها وقالت: «إعصار كامل من الأحداث أفضى لوفاة كوكس من ضمنها قرار المقاولين بتسريع بناء سقف الملعب، هذا القرار يتطلب استخدام مزيد من الرافعات، وكان أحد العمال في الموقع قال إن الرافعة كانت مهترئة ومكانها القمامة، إذا كنا نبحث عن سبب الوفاة الأول نجد أن الطلب من العمال استخدام تجهيزات غير ملائمة للغرض المقصود منه هو السبب، هكذا، ببساطة مرعبة».وتضمنت الوثائق المقدمة في التحقيق تقريراً أعده المقاولون، والذي يعترفون فيه بأن الرافعة لم تحصل على شهادة الأمان، لأنها لم تخضع للفحص بشكل دوري، ولم تتبع إجراءات السلامة.وعلق جون جونسن الذي شهد حادثة سقوط كوكس: «لم يعجبني الصدأ الذي علا أجزاء من الرافعة، البراغي كانت مفقودة وبعض أجزاء الرافعة كانت تعمل بالكاد، كانت قمامة، كان يجب أن ترمى في القمامة». تقرير الحادث الذي انتهى العمل فيه بعد 11 يوماً من وفاة كوكس لم يقدم لأقاربه من قبل شركة بفايفر الألمانية لأنه كان داخلياً وفق الشركة، وبعد مقتل كوكس ألقت السلطات القطرية بساعات القبض على صديقه وزميله في العمل غراهام فانس واتهمته بالإهمال وطالبت بسجنه بأقصى عقوبة وهي السجن 3 سنوات، عاد فانس لبلده جنوب إفريقيا بعد 10 أشهر ما بين انتظار محاكمته وتقديم استئناف وصفها ب «الجحيم»، وأضاف: «كنت منهاراً، تخيل أن يقبض عليك بعد مشاهدة صديقك يسقط من ارتفاع 40 متراً ويموت، كنت أتحدث إليه قبل دقائق من موته بل حاولت الإمساك بالحبل عندما فلت. يداي تقطعتا في محاولة إنقاذه لكن الشرطة لم تهتم، كانوا يريدون إلقاء اللوم على أحد». إيللا جوزيف زوجة شقيق كوكس خاطبت وزير الخارجية البريطاني أليستير بيرت وطلبت منه التحقيق.وتتولى ثلاث شركات العمل في بناء استاد خليفة في الدوحة، هي مدماك سكس كونستركت، وبفايفر، وإيفرسنداي، وهناك خلاف بخصوص الجهة التي تتحمل مسؤولية أمان المعدات. وأشار التقرير إلى أن رخصة الرافعة الموقعة من قبل الشركات الثلاث انتهت قبل أشهر من الحادث. التقرير أشار إلى وجود أخطاء جسيمة في التقدير بالحوادث التي أفضت لمقتل كوكس، وأن نظام الإدارة في الموقع لم يكن يطبق في بعض الحالات بل لم يكن مفهوماً في بعض الحالات لدى المسؤولين في شركة بفايفر.كما ألقى التقرير باللائمة على خطأ بشري من قبل عمال البناء من ضمنها عدم ارتداء كوكس حبلاً إضافياً على خصره، لكنّ زملاءه قالوا إنه لم يكن هناك داع لارتداء حبل ثاني. وبعث حسان الذاودي السكرتير العام للجنة المنظمة لمونديال 2022 برسالة إلى عائلة كوكس في 21 فبراير/شباط كتب فيها: «شجعنا دوماً شركة المقاولات لتزودكم بمعلومات عن الحادث والتحقيقات المختلفة في القضية» رغم أنه ليس من الصائب الاتصال بالعائلة قبل أن تنهي المحكمة إجراءاتها القانونية. شركة بفايفر قالت من جهتها في بيان: «جميع المعلومات الرسمية في القضية تم تسلميها فوراً لعائلة كوكس. تقرير التحقيق الداخلي لا يتضمن تحقيقاً رسمياً من قبل السلطات القطرية، لذا ليس للسلطات علاقة به. جميع المعلومات شاركناها مع السلطات القطرية». وأكدت الشركة تعاطفها مع عائلة كوكس وأنها توفر دعماً وسكناً لصديقه فانس في قطر، وغطت أتعاب المحكمة تعبيراً عن الدعم الشخصي، وأنه لم يخضع أي موظف لديها للتحقيق لدى السلطات القطرية أثناء القضية، وختمت بالتعبير عن ندمها على عدم الاتصال بعائلة كوكس مباشرة بعد الحادث.
مشاركة :