غزة - قنا: افتتح برنامج «الفاخورة»، أحد برامج مؤسسة «التعليم فوق الجميع»، هنا أمس مدرسة جمال عبدالناصر، أول مدرسة صديقة للطفل في قطاع غزة، وذلك بعد أن تمت إعادة بنائها عقب تدميرها بالكامل خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع عام 2014. وقد أعيد بناء المدرسة بتمويل من صندوق قطر للتنمية، وتم تنفيذها بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصندوق الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، ويستفيد من خدماتها 800 طالب. وقد اعتمد جزء من تصميم المدرسة على آراء وأفكار الأطفال والمجتمع المحلي، حيث تتميز جميع مبانيها بأنها صديقة للبيئة، ويتم تزويدها بالطاقة المتجددة من خلال الألواح الشمسية، كما يشتمل التصميم على نظام جدران مزدوجة مغطاة بطبقتين عازلتين، ونوافذ مقاومة للتشظي، بالإضافة إلى العزل الحراري في السقف والأرضيات. وتضم المدرسة قاعات متعددة الاستخدامات، ومباني ذات مساحات مرنة للصفوف الدراسية، ومكتبة، ومرافق تكنولوجيا المعلومات، وساحات لقضاء وقت الفراغ، ومرفقاً رياضياً متعدد الاستخدامات، ومرفقاً صحياً لتوفير خدمات الدعم النفسي والاجتماعي وحماية الأطفال، كما تم تصميم القاعات بشكل خاص لتكون بمثابة ملاجئ طوارئ للنازحين خلال أوقات النزاع وانعدام الأمن، مع أماكن إيواء تراعي الفصل بين الجنسين، وشبكات طاقة ومياه لحالات الطوارئ، ومرافق صحية، ومياه وحمامات محسنة. حق أساسي وأعرب السيد فاروق بورني، المدير التنفيذي لبرنامج «الفاخورة» عن فخره بمساهمة البرنامج في بناء هذه المدرسة المبتكرة لمجتمع غزة الذي يستحق أفضل المرافق التعليمية عالية الجودة.. مؤكداً أن التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان، وفي غاية الأهمية لمستقبل الدولة الفلسطينية، وأن الشباب سيتمكنون، من خلال الاستثمار في مستقبلهم، من القيام بدور رئيسي في إعادة بناء مجتمعهم وإطلاق كامل إمكاناتهم. وأضاف، في كلمة له بالمناسبة، أنه إلى جانب الدعم الذي قدمته مؤسسة «التعليم فوق الجميع» لإعادة إعمار المدارس، فإن برنامجها «حماية التعليم في ظروف النزاع وانعدام الأمن»، يعزز ويحمي الحق في التعليم في المناطق المتضررة من النزاع، فضلا عن الدعوة إلى إطار قانوني دولي يحاسب كل من يعتدي على المدارس. بناء السلام من جانبها، قالت السيدة مليحة مالك المدير التنفيذي لبرنامج «حماية التعليم في ظروف النزاع وانعدام الأمن» التابع لمؤسسة «التعليم فوق الجميع»، إن هذه المدرسة تمثل تطوراً رائعاً لمستقبل أطفال وشباب غزة، وتوفر مكاناً آمناً للتعلم، واللعب والنمو، كما أنها تضع الأساس لبناء السلام لأطفال غزة. وأكدت أن المدارس تحتل منزلة القلب من أي مجتمع، كما أن التعليم جزء أصيل في بناء مستقبل أكثر سلاماً، وأن على المجتمع الدولي أن يقوم، على وجه السرعة، بإعادة بناء المدارس، وأن يبذل قصارى الجهد لضمان صمود هذه المدارس لسنوات عديدة مقبلة. التفكير النقدي بدوره، أوضح السيد روبرتو فالنت، الممثل الخاص للمدير العام لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن بيئة التعليم المناسبة تؤثر على قدرة الأطفال والمراهقين على التعلم من خلال التفكير النقدي، والاستكشاف والتجريب ضمن بيئة متكاملة ومحفزة.. لافتاً إلى أن عملية تعزيز مهارات التفكير لدى الطلاب من المجالات التي يجب أن تكون محل اهتمام وتقدير، خاصة في الأزمات وحالات الطوارئ. وعبر فالنت عن ترحيب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بافتتاح أول مدرسة صديقة للأطفال في غزة، معرباً عن ثقته التامة بأنها ستصبح مثالاً إيجابياً في ضمان الظروف الملائمة للتعليم. كما سيضمن هذا النموذج توفير التعليم الجيد والعادل ويعزز فرص التعلم مدى الحياة لجميع الأطفال والمراهقين، مع التركيز على الأطفال المهمشين. الدعم السخي وفي تعليقها على الافتتاح، قالت السيدة جينفيف بوتين، الممثلة الخاصة لليونيسيف إن استكمال العمل في مدرسة «جمال عبدالناصر» لا يدعو للتفكير في كيفية مساهمة هذا المشروع في إعادة بناء المدارس فحسب، بل أيضاً في تحفيزه لاستثمارات إضافية لدعم الأطفال والشباب في قطاع غزة، مؤكدة أن الفضل في ذلك يعود إلى الدعم السخي من قبل الفاخورة، أحد برامج مؤسسة التعليم فوق الجميع، وصندوق قطر للتنمية. وأضافت أن الطلاب شاركوا بفعالية في هذا الصرح العلمي من خلال تقديمهم المشورة والأفكار حول كيفية جعل بيئات التعلم الخاصة بهم أكثر تحفيزاً، حيث استعانت «اليونيسيف» باقتراحاتهم في عملية تصميم مدارس أكثر أماناً وملاءمة للأطفال. وأوضحت أن «اليونيسيف» دربت 400 مرشد تربوي و10 آلاف مدرس لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي وخدمات حماية للأطفال، وساعدت على تطوير مهاراتهم الحياتية وأساليب حل النزاعات بالطرق السلمية.. مشيرة إلى أن هذه الجهود ساهمت في توفير بيئة تعليمية أكثر إيجابية. فرص التعليم وتهدف مؤسسة «التعليم فوق الجميع» إلى تحقيق التنمية البشرية من خلال توفير التعليم الشامل والجيد.. وقد التزمت المؤسسة حتى الآن بتوفير فرص التعليم لـ 7.2 مليون طفل في جميع أنحاء العالم، وتسعى للوصول إلى 10 ملايين طفل، وتتمتع حالياً بعضوية اللجنة التوجيهية للتعليم 2030 المنبثقة عن «اليونيسكو» وأهداف التنمية المستدامة، والتي تعمل على تقديم توصيات بشأن كيفية تحقيق التعليم الجيد للجميع.
مشاركة :