الرئيس الأفغاني يعرض على «طالبان» محادثات سلام «من دون شروط مسبقة»

  • 3/1/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

عرض الرئيس الأفغاني أشرف غني، أمس الأربعاء، الاعتراف بحركة «طالبان» حزبا سياسيا وإعلان وقف للنار يسبق محادثات سلام بهدف إنهاء حرب مستمرة منذ 17 عاماً في البلاد. وقال غني لدى افتتاح المؤتمر الدولي الثاني لما يُعرف بـ«عملية كابل» في مقر وزارة الخارجية في العاصمة الأفغانية: «نقدم هذا العرض دون شروط مسبقة من أجل أن يقود إلى اتفاق سلام». وأضاف: «المتوقع من طالبان تقديم مساهمة لعملية السلام التي تهدف إلى جذب طالبان، كمنظمة، إلى محادثات سلام». وأضاف أنه لن يصدر «أحكاماً سابقة» على أي جماعة تسعى إلى السلام. ولاحظت وكالة «رويترز» أن تصريحاته تمثّل تحولاً كبيراً في موقف الرئيس الأفغاني الذي دأب على وصف مقاتلي «طالبان» بـ«الإرهابيين» و«المتمردين» وإن كان قد عرض أيضاً إجراء محادثات مع أطراف في الحركة تقبل السلام. وقال غني في كلمته: «يجب أن يكون هناك إطار سياسي للسلام. ولا بد من إعلان وقف لإطلاق النار. علينا الاعتراف بطالبان حزباً سياسيا، وأن تنطلق عملية تعزيز الثقة»، بحسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير من كابل. وتضم «مبادرة كابل» ممثلي أكثر من عشرين بلداً في المنطقة، وكذلك الولايات المتحدة والأمم المتحدة، لكن ليس هناك تمثيل لحركة «طالبان». وعقد الاجتماع الأول لـ«عملية كابل» في يونيو (حزيران) الماضي. وذكرت الوكالة الفرنسية أن الرئيس الأفغاني اشترط على «طالبان» قبل انطلاق المحادثات الاعتراف بالدستور الذي أبدى استعداداً لـ«تعديله» وكذلك الاعتراف بحكومته. وأضاف: «الآن، القرار بين أيديكم. اقبلوا بالسلام... ولنحقق الاستقرار لهذا البلد». ويأتي هذا الاقتراح غداة نداء وجهته «طالبان» إلى الولايات المتحدة دعتها فيه إلى إجراء «محادثات» مع مندوبيها في الدوحة، من دون أي إشارة إلى السلطات الأفغانية. كذلك وضع الرئيس الأفغاني شرطاً يقضي «باحترام حقوق المواطنين، ولا سيما منهم النساء، طبقاً لأحكام الدستور» و«احترام قوى الأمن». وقال إن السلطات الأفغانية تتعهد، في المقابل، بتوفير الأمن لعناصر «طالبان» الذين يقبلون عرضها، وبأن «تأخذ في الاعتبار» مقترحاتهم، وبرفع قيود منع السفر المفروضة على بعض مسؤوليهم وبالحصول على دعم دولي للمحادثات. لكن غني شدد، بحسب الوكالة الفرنسية، على أن السلطات «لن تسمح لأي مجموعة مسلحة على صلة بمنظمات إرهابية أجنبية، سواء أكانت حكومية أم لا، على الأراضي الأفغانية»، في إشارة إلى تنظيمي القاعدة وداعش، أو مجموعات إقليمية أخرى، باكستانية أو أوزبكية. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المبعوث الألماني الخاص لأفغانستان وباكستان، ماركوس بوتسل، اقتراحه عقد مؤتمر ثالث في مدينة بون الألمانية لدعم عملية السلام في أفغانستان. وكتب نائب السفير الألماني في أفغانستان، أندرياس فون برانت، على موقع «تويتر»: «ماركوس بوتسل عرض إقامة مؤتمر بون ثالث في إطار عملية كابل 2. لدعم عملية السلام الأفغانية». يذكر أنه تم عقد المؤتمر الأول نهاية 2001 في مدينة كونيجسفينتر الألمانية، وعقد الثاني نهاية عام 2011 في مدينة بون الألمانية. وذكرت الوكالة الألمانية أن بوتسل قبل تعيينه مبعوثاً خاصاً وعمله في غرفة إدارة الأزمات في وزارة الخارجية الألمانية حتى أغسطس (آب) 2016 كان سفيراً نشطاً في كابل على مدار عامين ويحظى بشعبية بين الأفغان. ولفتت الوكالة الألمانية إلى أنه لم يتم دعوة «طالبان» إلى حضور المؤتمر الذي يستمر لمدة يوم واحد في كابل. لكنها نقلت عن مصادر لم تسمها أن أغا خان معتصم، الوزير السابق في حكومة «طالبان» عندما كانت تتولى السلطة عام 2001، يُفترض أنه يحضر فعاليات المؤتمر. ولفتت وكالة الصحافة الفرنسية، من جهتها، إلى أن «طالبان» رفضت دائماً الاعتراف بالدستور الأفغاني الذي صدر في 2004. وعندما كانت في السلطة، لم يكن لديها دستور. أما وكالة «رويترز» فأوردت أن مسؤولين من «طالبان» اعترفوا بأنهم تعرضوا لضغوط من «دول صديقة» لقبول المحادثات وقالوا إن جهودهم في الفترة الأخيرة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة تعكس القلق من أن ينظر إليهم باعتبارهم عقبة في طريق السلام. وكثّفت الولايات المتحدة العام الماضي مساعدتها العسكرية لأفغانستان وبخاصة من خلال تصعيد شديد للضربات الجوية بهدف كسر حالة الجمود مع المقاتلين وإجبارهم على الجلوس إلى طاولة التفاوض. وفي حين يقول الجيش الأميركي إن هذه الاستراتيجية أضرت بـ«طالبان» بقوة، فلا تزال الحركة تسيطر على أجزاء كبيرة من البلاد أو تسعى إلى السيطرة عليها وتواصل إلحاق خسائر كبيرة بالقوات الأفغانية. وأعلنت الحركة مسؤوليتها عن هجومين كبيرين في كابل الشهر قبل الماضي أسفرا عن سقوط مئات المدنيين بين قتيل وجريح. أمنياً، نقلت الوكالة الألمانية عن مسؤول أفغاني أن مسلحي «طالبان» قتلوا خمسة من رجال الشرطة خلال هجوم على نقطة تفتيش على حدود إقليمي قندهار وأوروزغان بجنوب أفغانستان. وقال المتحدث باسم شرطة قندهار أحمد ضيا دوراني إن 19 شخصاً، بينهم مدنيان ورجال شرطة، خطفوا في الهجوم الذي وقع الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي (12.30 بتوقيت غرينتش) يوم الثلاثاء. وقد شن المسلحون هجوماً على نقطة تفتيش للشرطة عند نقطة عبور بين قندهار وأوروزغان، بحسب دوراني. وفي الوقت نفسه، أقامت وحدة أخرى تابعة لـ«طالبان» نقطة تفتيش جديدة على بعد كيلومترين من طريق قندهار - أورزغان، وخطفوا 19 راكباً. في غضون ذلك، ألقت قوات الأمن الأفغانية القبض على شخص تردد أنه ألماني من مسلحي «طالبان»، وذلك في إقليم هلمند المضطرب بجنوب أفغانستان، وفق ما نقلت الوكالة الألمانية عن متحدث باسم الشرطة أمس الأربعاء. وأفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية دولت وزيري بأنه تم القبض على الرجل الذي «تردد أنه ألماني» مع ثلاثة آخرين من مسلحي «طالبان» في منطقة غريشك بهلمند، وذلك خلال عملية لقوات الأمن مساء الثلاثاء.

مشاركة :