الجمال والجدران الصامتة

  • 3/1/2018
  • 00:00
  • 23
  • 0
  • 0
news-picture

من خلال كتابتي اليومية، تصلني العديد من الرسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو من خلال المكالمات الهاتفية الشخصية، حاملة آراء المتابعين لما أكتبه كل يوم. ومن الطبيعي أن تتباين تلك الآراء، بين مؤيد أو معترض أو صاحب اقتراح. ورغم تباين هذه الآراء، إلا أنها تثري الكاتب وتساعده على طرح القضايا، باستثناء آراء مَن لا يعجبهم إلا ما هو سلبي. الأسبوع الماضي كانت هناك مبادرة جميلة قامت بها جمعية «نقوش الشرقية»، والتي نظمها مجلس المسؤولية الاجتماعية، بالتعاون مع بلدية الخُبر، ورعاها سمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، الذي يحرص على دعم كل ما يصب في صالح المنطقة ومدنها وأهلها. مبادرة نقوش الشرقية، حملت معها رسالة حضارية، تمثلت في قيام بعض فناني المملكة للرسم، بتزيين عدد من جدران بعض المنازل القديمة في الخُبر الجنوبية. وإذا كانت تلك المبادرة ستساهم في تجميل تلك الأحياء، فإنها أيضًا ستعيد الروح لشوارعنا وحوائطها «الصامتة»، كما ستمنع استغلال تلك الحوائط، من قِبَل بعض الجهلة ممن يكتبون عبارات خادشة للحياء، أو من بعض المعلنين الذين يشوهون جدراننا بملصقات إعلانية سيئة الشكل والمضمون. الفنون الجميلة بشكل عام، والرسم بشكل خاص، علامة من علامات الثقافة المجتمعية، وتأصيل للحس والذوق العام، ولهذا فإن هذه المبادرة تعتبر وبلا شك، واحدة من أهم المبادرات ذات البُعد الحضاري للمجتمع. أعود لأقول إن مَن خلط الحابل بالنابل، وانتقد المبادرة لاعتقاده بأن معالجة سلبيات البلدية أهم من الرسم على الجدران، هو شخص لا يريد رؤية الجمال، أو يستمتع بما ستضيفه تلك اللوحات الفنية. وهذه النوعية من الناس يحبطون أنفسهم، قبل أن يحبطوا غيرهم، وكأن الرسم هو السبب في وجود تلك السلبيات. شكرًا لمن بادر، ولمن شارك، ولمن دعم وبارك ورعى.. ولكم تحياتي.

مشاركة :