جددت المملكة دعمها لكافة الجهود الهادفة إلى مساعدة وحماية المهجرين واللاجئين السوريين، وتقديم كل ما يدعم جهود الدول المضيفة لهم. جاء ذلك في كلمة ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله نائب وزير الخارجية رئيس وفد المملكة في مؤتمر حالة اللاجئين السوريين، الذي افتتحه في مدينة برلين امس وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، بحضور مندوبين من أربعين دولة ومنظمة دولية. وفيما يلي نص الكلمة: بسم الله الرحمن الرحيم السيد الرئيس، أصحاب المعالي، السيدات والسادة: السلام عليكم: بداية، أعرب عن شكري لمعالي الدكتور فرانك فالتر شتاينماير وزير خارجية ألمانيا الاتحادية على دعوتنا لهذا المؤتمر المهم ولفريقه على حسن الاستقبال والتنظيم. نلتقي اليوم لبحث أزمة إنسانية قل مثيلها في التاريخ الإنساني. إنها نتيجة مباشرة للسياسات الوحشية التي لجأ إليها النظام السوري ضد شعبه منذ مارس 2011م، والتي نتج عنها أكثر من (200) ألف قتيل، ومئات الآلاف من الجرحى، وقرابة (9) ملايين سوري ما بين مشرد داخل سورية ولاجئ في الدول الأخرى. عبدالعزيز بن عبدالله: المملكة قدمت أكثر من (500) مليون دولار كمساعدات لإغاثة اللاجئين إن ما يبعث على الأسف أن هذه الأزمة بل المأساة الإنسانية التي يدفع اليوم ثمنها ليس الشعب السوري وحده بل شعوب ودول الجوار والتي نتدارس اليوم أفضل السبل للتعامل معها ما كانت لتحدث أو تستمر لو أن النظام في دمشق قد استمع لمطالب شعبه العادلة بدلًا من انتهاجه واستخدامه كل وسائل القمع والقوة العسكرية بل وحتى الأسلحة الكيمائية في مواجهة مواطنيه في ظل عجز دولي لفرض الحلول العادلة التي يتطلع إليها هذا الشعب العظيم في تاريخه وحضارته، وإن ما يؤسف له أنه وبعد مضي كل هذه الفترة لا تلوح في الأفق بارقة أمل توقف هذا النزف وتحفظ للشعب السوري أمنه واستقراره وتعيد المواطن السوري المهجر إلى بيته واللاجيء إلى وطنه ليشارك في صنع الحاضر العادل في بلاده ومستقبل مشرق لأولاده. منذ بداية هذه الأزمة، والجانب الإنساني فيها، وخصوصًا قضية اللاجئين، تحظى بأولويات المملكة؛ لقد قدمت المملكة على المستويين الرسمي والشعبي أكثر من (500) مليون دولار كمساعدات مباشرة لدعم جهود إغاثة الشعب السوري سواء داخل سورية، أم في دول الجوار. وتستضيف المملكة منذ بداية الازمة عدداً كبيراً من السوريين الزوار، ويحظى هؤلاء الزوار بالرعاية الصحية المجانية، ويلتحق أطفالهم في مراحل التعليم العام. كما أعلنت المملكة هذا العام تقديم ثلاثة آلاف منحة دراسية للطلاب السوريين في الجامعات الحكومية السعودية، كما دعّمت المملكة كافة قرارات الأمم المتحدة، ومنظماتها الإنسانية الهادفة لتقديم المساعدة والحماية للاجئين السوريين. وختاماً، لا يسعني إلا التأكيد على موقف المملكة الدائم والثابت والساعي لإيجاد حل عادل للأزمة السورية يحقق للشعب السوري الشقيق ما يصبو إليه وفي الوقت ذاته سنواصل دعم كافة الجهود الهادفة لمساعدة وحماية المهجرين واللاجئين السوريين، وتقديم كل ما في وسعنا لدعم جهود الدول المضيفة لهم، حتى يتحقق هدفنا جميعاً بعودتهم إلى وطنهم آمنين. شكرا معالي الرئيس والسلام عليكم ،،، وقد رأس صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية وفد المملكة لمؤتمر حول "وضع اللاجئين من سورية - تعزيز الاستقرار بالمنطقة", والذي دعا له وزير الخارجية الألماني وبدأ أعماله امس في مقر وزارة الخارجية الألمانية في برلين. وعلى هامش المؤتمر التقى سموه المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لسورية ستيفان ميسورا، كما التقى وزير خارجية النرويج بورج برندي. وكان سمو نائب وزير الخارجية قد وصل إلى برلين في وقت سابق وكان في استقبال سموه معالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى ألمانيا الاتحادية الدكتور أسامه شبكشي وعدد من أعضاء السفارة ومندوب من وزارة الخارجية الألمانية.
مشاركة :