أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لووكوك اليوم (الأربعاء) أن حوالى 40 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية مستعدة للتوجه إلى الغوطة الشرقية قرب دمشق. وقال لووكوك إن لا شيء تغير منذ تبني قرار دولي السبت يطالب بوقف لاطلاق النار في سورية. واضاف ان الامم المتحدة مستعدة للتوجه إلى عشر مناطق محاصرة. وتابع المسؤول خلال جلسة لمجلس الأمن: «متى يبدأ تطبيق قراركم؟» وأوضح لووكوك أنه منذ السبت لم تنقل مساعدات إنسانية ولم يسمح النظام السوري بالتوجه إلى مناطق محاصرة أو القيام بعمليات إجلاء لأسباب طبية، مشيراً إلى ان القصف مستمر موقعاً المزيد من القتلى والجرحى. وقبل الاجتماع طالب معاون السفير السويدي لدى الامم المتحدة كارل سكاو بـ«فتح فوراً ممر لنقل المساعدات الانسانية»، مشدداً على أن «الوقت يدهمنا ولم يعد أمامنا متسع منه». وذكر نظيره الفرنسي فرنسوا دولاتر في رسالة إلى الأمم المتحدة ان مقاتلي المعارضة في الغوطة اعربوا عن «استعدادهم لتطبيق» الهدنة. وأوضح أن «لا مؤشرات من النظام تفيد بأنه مستعد للقيام بالمثل». وأشار إلى أنه «علينا ايجاد آلية مراقبة» للتحقق من صمود وقف اطلاق النار وخروقاته، لافتاً إلى أنه «لم يعد في إمكاننا تضييع الوقت وعلى النظام أن يضطلع بدوره». وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال أمس إن مقترح وقف إطلاق النار سيسمح بتوصيل المساعدات إلى الغوطة الشرقية. لكن الأمم المتحدة قالت إن استحالة تقديم المساعدات للمدنيين أو إجلاء الجرحى باتت مؤكدة. وأضافت أن على جميع الأطراف أن تلتزم الهدنة التي طالب بها مجلس الأمن لمدة 30 يوماً. وكانت روسيا قالت اليوم إن المسلحين في الغوطة الشرقية المحاصرة في سورية، يمنعون وصول المساعدات وإجلاء الراغبين في الرحيل. وقال لافروف أمام مجلس حقوق الإنسان التابع إلى الأمم المتحدة في جنيف إن «موسكو ستستمر في دعم الجيش السوري إلى أن يقضي تماماً على خطر الإرهاب». وأضاف: «الآن حان دور المسلحين المتحصنين هناك، الذين لا يزالون يقصفون دمشق بالقذائف ويمنعون وصول المساعدات وإجلاء من يرغبون في المغادرة، وأيضاً دور داعميهم للتحرك». وأوضح لافروف أنه «لا يعتقد أن الحرب تزداد سوءاً»، مشيراً إلى أنها «تزداد سوءاً بالنسبة للإرهابيين من جبهة النصرة الذين كان التحالف الأميركي، سواء عن قصد أو من دون قصد، يجنبهم ضرباته في شكل منتظم. أثرنا هذا الأمر مع واشنطن مراراً ولم نتلق رداً يعتد به». وقال: «لن ننتظر إلى أن تصبح شروط الإعلان عن وقف إطلاق النار في عموم سورية جاهزة». واقترحت روسيا وقفاً لإطلاق نار يستمر خمس ساعات يومياً في الغوطة الشرقية للسماح للسكان بالمغادرة وبدخول المساعدات من خلال ما تصفه بـ«الممر الإنساني». وانهار وقف إطلاق النار أمس مع استئناف القصف وإطلاق القذائف بعد هدوء وجيز. وتلقي موسكو ودمشق باللوم على مقاتلي المعارضة لمهاجمتهم الممر، وهو ما تنفيه المعارضة. ولفت لافروف إلى أنه «بالتوازي مع ذلك، بالطبع، نعتقد أن الشروط جاهزة لاستئناف العملية السياسية»، مشيراً إلى أنه اجتمع مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية ستيفان دي ميستورا وبحثا في بدء «العمل الحقيقي» لصياغة دستور جديد. وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن «روسيا تقوم بدورها في وقف إطلاق النار، ولكن على دول أخرى أن تتحرك أيضاً». وأضافت أن موسكو «لا تزال تساعد في عملية مكافحة الإرهاب» لأن خطة وقف إطلاق النار المدعومة من مجلس الأمن تستثني الإرهابيين. وأوضحت زاخاروفا، رداً على سؤال في شأن مقتل أطفال في القصف، إن «أطفالاً من أسر تدعم الرئيس بشار الأسد قتلوا أيضاً وإن موسكو تدخلت في الحرب في 2015 لحمايتهم ومنع امتداد العنف إلى روسيا». وتابعت: «ماذا عن دعم الغرب قبل سبع سنوات تقريباً لذلك الشيء المسمى بالربيع العربي وكان الجميع حينها متحمسين جداً في شأنه، هل فكرتم في ذلك الوقت في الأطفال؟ لا لم يفعل أحد. كان الجميع يفكر في الديموقراطية. والآن تفكرون في الأطفال. ألا تعتقدون أن الوقت تأخر كثيراً كي يبدأ الغرب في التفكير في الأطفال؟» ونفت المعارضة قيامها بالقصف الذي تحدثت عنه روسيا وسورية، واتهم جنرال أميركي كبير موسكو بأنها تقوم بدور كل من «مشعل الحريق ورجل الإطفاء» بتقاعسها عن كبح جماح الأسد. وقال مصدر في الجيش السوري إن الممر مفتوح لليوم الثاني اليوم للسماح للمدنيين والمرضى والمصابين بمغادرة الغوطة الشرقية. لكن التلفزيون الرسمي ذكر أن المنطقة لم يغادرها أي مدني أمس أو اليوم. ويقول مقاتلو المعارضة إن الناس لن يغادروا الغوطة لخوفهم من الحكومة السورية. وتمثل الغوطة الشرقية آخر معقل كبير للمعارضة قرب دمشق. وكثّف مقاتلو المعارضة في الغوطة قصف دمشق. من جهته ثانية قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها كسبت أرضاً اليوم في اشتباكات مع مقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية على رغم الخطة الروسية لوقف إطلاق النار. وقتل أكثر من 600 مدني بينهم 147 طفلاً في هجوم النظام السوري على الغوطة الشرقية، منذ 18 شباط (فبراير)، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم. وأوضح المرصد أن قوات الحكومة تقدمت في منطقة حوش الضواهرة على الطرف الشرقي من معقل المعارضة المحاصر. وأضاف أن ورجال إنقاذ محليون أفادوا بأن المئات قتلوا في الغوطة في ضربات جوية وقصف بالمدفعية.
مشاركة :