حرب دروب وأحياء ودهم بيوت في سيناء

  • 3/1/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تخوض قوات الجيش والشرطة في مصر معركة عسكرية هدفها التكتيكي «مسح المحيط الجغرافي» لشمال سيناء ووسطها بدقة. المعارك في سيناء لها طبيعة خاصة، وفق مسؤول مطلع تحدث إلى «الحياة»، فهي ليست «حرب شوارع» ولا معركة في الصحارى. وأوضح أن المنطقة الملتهبة في سيناء المحددة بنطاق جغرافي في شمال سيناء ووسطها، تمتد من شمال شرقي مدينة «بئر العبد» في اتجاه العريش وحتى ساحل المتوسط، ومنها إلى الحدود الشرقية لرفح. وأضاف أن المنطقة «مُقسمة إلى قطاعات بهدف مسحها وتمشيطها عبر دهم كل منازل شمال سيناء ووسطها، وتفتيشها تفتيشاً دقيقاً وتوقيف أي مشتبه به». وروى سكان في العريش أن حملات أمنية من الجيش والشرطة تقوم بتطويق المناطق في شكل مفاجئ، قبل أن تبدأ الحملات المُعززة بأعداد كبيرة من الجنود المدججين بالأسحة في دهم كل منازل المنطقة التي تطوق، وتنتقل قوات الدهم من بيت إلى بيت، وأثناء عمليات التفتيش لا يُسمح بتحركات في محيط المنطقة، خشية استهداف القوات، فما على السكان إلا أن يلزموا بيوتهم أثناء انتشار القوات لتطويق المربع الذي سيخضع للتفتيش. ويتم توقيف أي مشتبهين أو غرباء أو حتى أي من السكان الذين لا يحملون بطاقات هوية. قوات الدهم لا تدخل المناطق السكنية بناء على معلومات استخبارتية كما جرت العادة، فهذا الأمر مستمر، ولكن في هذه الأيام كل المناطق مستهدفة في كل الحملات، وتتخذ إجراءات لضمان عدم انتقال أي مشبوهين من منطقة إلى أخرى، عبر المكامن والأطواق الأمنية. وفي التخوم الجبلية الجنوبية لمدن شمال سيناء، خصوصاً مدينتي الشيخ زويد ورفح، تجري معارك بين القوات المسلحة والشرطة ومسلحين اتخذوا من الدروب الجبلية لتلك الصحارى الشاسعة الوعرة ملاذات آمنة للاختباء. وقبل الشروع في المواجهات مع هؤلاء المتطرفين، تُستخدم القوة النيرانية الرادعة التي تضمن القضاء على ملاذات المتطرفين وتجمعاتهم، سواء من خلال القصف المدفعي الثقيل أو القصف الجوي المركز لتلك البؤر المُحددة مسبقاً وفقاً للمعلومات الاستخباراتية، وبعد القصف تقوم القوات البرية بالتأكد من خلو البؤر من أي إرهابيين، وخوض مواجهات في دروب الصحارى مع المتطرفين، مع وضع تمركزات تضمن عدم عودة المتطرفين إلى تلك البؤر مرة أخرى. أما على صعيد الأحوال المعيشية لسكان شمال سيناء، فيعاني الأهالي شحاً في السلع الغذائية الطازجة، خصوصاً الخضر والفاكهة بسبب صعوبة وصول شاحنات البضائع إلى المدينة، وسط ركود لافت للمتاجر خصوصاً مع تفضيل الأهالي التزام بيوتهم خشية الاستهداف. ودفعت وزارة التموين أمس بقافلة ضخمة من السلع الغذائية الأساسية والخضراوات الطازجة لعرضها في أسواق شمال سيناء، تضمنت وفق بيان للوزارة كميات كبيرة من الرز والزيت والصلصة والجبن والبقوليات والمعكرونة واللحوم والدواجن والألبان والزبادي والخضراوات الطازجة. في غضون ذلك، قال قائد قوات «الدفاع الشعبي» اللواء خالد توفيق، في ندوة عقدت لطلاب جامعة القاهرة أمس، إنه دمرت 97 في المئة من الأنفاق (مع قطاع غزة) التي يستخدمها الإرهابيون في نقل المؤن والأسلحة إلى الأراضي المصرية. وأشار توفيق إلى اتساع رقعة تلك الأنفاق ووجودها في مناطق غير متوقعة. ولفت إلى ضبط كميات ضخمة من المواد الناسفة والمتفجرات، مشيراً إلى ضبط منزل ضم كميات كبيرة من المتفجرات، استغرق التعامل معها نحو 4 ساعات حتى تفجيره باستخدام قذائف الدبابات. وعرض توفيق خلال الندوة لقطات عن تدريبات للإرهابيين عثرت عليها القوات المسلحة على ذاكرة هاتف محمول مع أحد العناصر الإرهابية.

مشاركة :