لاشك أن الرياضة في البحرين مدينة وممتنة لسمو الشيخين ناصر بن حمد وخالد بن حمد «شيوخ الشباب والرياضة» على إبداع سموهما ومبادراتهما الرائعة للشباب والرياضة، وفتح آفاق جديدة ومدهشة في فضاء الرياضة البحرينية والإقليمية، بما دفع بمجموعات شابة بحرينية فتياناً وفتيات شباباً وشابات إلى ميدان الرياضة والتنافس فيها وإبراز مواهب جديدة في ألعابٍ رياضية جديدة لم تعرفها البحرين قبل هذه المبادرات الناجزة. من القلب شكراً ناصر بن حمد، وشكراً خالد بن حمد لهذه الأفكار الخلاقة والجهود الكبيرة والمشاركة الشخصية المشجعة منكما في كل لعبة جديدة حتى تترسخ وتنتشر، ويعشقها شباب البحرين، ويمارسها بكل حماسة واندفاع رياضي جميل ومفيد على كل المستويات. ومسابقة أقوى رجلٍ بحريني وألعابها الحماسية المحفزة للقوة الشابة البحرينية لجميع الأوزان، وما شاهدناه فيها وتابعناه أعاد بنا الذاكرة نحن الجيل المخضرم «الشياب» وليس الشباب إلى زمن بحريني مضى وانقضى كنا فيه أطفالاً صغاراً، نترقب بشوق ولهفة شديدة عروض البهلوان الشهير خليل عقاب الذي يُطلق عليه «أقوى رجل في العالم». في بداية الخمسينات جاء إلى البحرين وعاد لزيارتها في بداية الستينات من القرن الفائت، وفي هذه الزيارة رأيته وحضرت شخصياً عروضه في استعراض القوة الخارقة التي يتمتع بها والتي أدهشتنا إلى حدٍ بعيد. سحب شاحنة بشعر رأسه الطويل وبكفيه، ووقف وسط سيارتين مربوطتين بحبل وتتجه كل سيارة إلى جهة مغايرة وخليل عقاب في الوسط يشدهما بحبل متين فلا تتحركان خطوة، ونحن نصفق ونصفر ونصرخ إعجاباً لتأخذنا بعدها دهشة أخرى والشاحنات تمر على جسده أمامنا أو وهو يكسِّر صخرة ضخمة فوق صدره يضربها رجال أشداء بالمطارق والفؤوس والشواكيش. وكانت تلك العروض لاستعراض القوة ناجحةً على مستوى الجمهور البحريني في كل مدينة قدَّم فيها خليل عقاب عروضه، فمن المنامة إلى المحرق كان البهلوان القوي يُقدم استعراضاتٍ يزداد جمهورها كل ليلة. هذا النجاح دفع الأندية العديد من الأسماء مثل «جلال» واسمه الكامل جلال محمد علي، بل إن الدول الشقيقة المجاورة وبعد اشتهار العروض في البحرين «لأقوى رجلٍ في العالم» خليل عقاب بادرت هي الأخرى لاستضافته لتقديم عروضه، واستعراض قوته الخارقة، ونجحت تلك العروض بين جماهير البلدان الشقيقة المجاورة تماماً، كما نجحت في البحرين التي بدأت أولاً وقبل غيرها في استضافة أقوى رجلٍ في العالم. ومن شدة إعجاب الجمهور البحريني بقوة وبعروض خليل عقاب «أقوى رجلٍ في العالم» كما قالت الدعاية وقتها رأينا شباباً بحرينيين يذهبون إلى إيران والعراق للتدريب على هذه الألعاب القوية. وأذكر منهم البهلوان البحريني «خليفة» ولا أعرف بقية اسمه للأسف الذي قدَّم في المحرق وفي ساحة عمارة فخرو في فريجنا عروضاً أدهشتنا نحن الصغار، استعرض فيها قوته الجسدية وقتها فمزق صينية من الحديد بيديه ونام على المسامير وهو يضرب بالمطارق والفؤوس وسحب سيارة. ذلك البحريني الذي أتمنى بشكل شخصي على شيوخ الشباب والرياضة، الشيخين ناصر وخالد بن حمد تكريمه إن كان ما زال على القيد الحياة، ففي التكريم المأمول من كريمين مثلهما فيه لفتة إنسانية يستحقها جيل بحريني رياضي أبدع ذاتياً وبــدون إمكانيات في ألعاب القوة الجسدية التــي أعــادها لنا الشيخ خالد بن حمد في المسابقــة الأجمل أقوى رجل بحريني.
مشاركة :