«طيران الإمارات للآداب» يبدأ رحلة جديدة «في حب الكلمات»

  • 3/2/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

انطلقت أمس فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان طيران الإمارات للآداب، وجاء الحفل الافتتاحي للمهرجان ليحتفي بـ«الكلمات» بشكل عملي من خلال مجموعة من العروض الملهمة التي جمعت بين المؤدى ذي الرسالة والمتعة الفنية، وهي عروض شارك فيها كوكبة من الكتاب والأدباء والضيوف المشاركين بشكل رئيس في فعاليات المهرجان، جنباً إلى جنب مواهب ناشئة وطلابية وأطفال مدارس أيضاً. إيزابيل بلهول: مزيد من المحتفين بـ«حب الكلمات» اعتبرت مديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب إيزابيل بلهول، أن الطموح المشروع لإدارة المهرجان هذا العام هو الوصول إلى رقم قياسي في عدد زوار المهرجان، بالتزامن مع الاحتفال بتمام أول عقود المهرجان. وأضافت: «لدينا بالفعل أرقام غير مسبوقة، ففي أسبوع واحد فقط سيكون الحضور أمام خيارات تتسع لـ200 جلسة، تضم أدباء وكتاب من 65 دولة، وبالمحصلة نحن أمام دورة تليق بمناسبة عنوان في حب الكلمات». زكي نسيبة: احتفاء بالتنوع أشاد وزير الدولة زكي نسيبة بالحفل الافتتاحي للمهرجان، وعكسه بالفعل شعاره الرئيس «في حب الكلمات». وأضاف في تصريحات لـ«الإمارات اليوم»: «المهرجان في مضمونه رسالة حضارية تحتفي بالتنوع، ومدعاة لتجانس وتآلف هو في حقيقته أحد ملامح الخصوصية الحضارية للمجتمع الإماراتي». وأشار إلى أن التنوع المحتفى به يتجاوز أيضاً تنوع الثقافات، ليستوعب تنوع الفكر والاهتمامات، وكذلك الشرائح العمرية لرواد المهرجان. محمد المر: راسخ بـ«الأجندة الثقافية» اعتبر رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد، عضو مجلس أمناء مؤسسة طيران الإمارات للآداب، الأديب محمد المر، أن مهرجان طيران الامارات للآداب خلال فترة زمنية قصيرة تمكن من ترسيخ موقعه كإحدى أبرز الفعاليات الثقافية والأدبية بالدولة. وأضاف المر لـ«الإمارات اليوم»: «10 سنوات ليست بالمرحلة الكبيرة زمنياً في سياق المهرجانات العريقة، لكن ما تحقق على الأرض يؤكد أننا أمام نتاج وحصاد رؤية واستراتيجية واضحتين، انتظم في سياقهما المهرجان». هذه الثنائية الجامعة بين التثقيف والترفيه واكبها حضور طاغٍ، غابت معه فكرة المقاعد الخالية في فضاء الفعاليات الثقافية، حيث احتاجت الجهة المنظمة لفتح الدور العلوي لقاعة المسرح من أجل استيعاب مزيد من الأعداد، جاءت لتتابع احتفالية «العقد» لمهرجان طيران الإمارات للآداب. وضم حفل الافتتاح مبدعين وأدباء ومفكرين توافدوا من دول العالم للاحتفاء بالذكرى الـ10 للمهرجان، وشارك الأدباء بتقديم قراءات متنوعة، وقدم فنانو الأداء وراقصو الظل ومغنو التراث الإماراتي عرضاً رائعاً جسدوا من خلاله ملامح الثقافة الإماراتية والرسالة التي يتبناها المهرجان، وقد ألقى العرض الضوء على أبرز فعاليات برنامج المهرجان. وشهد الحفل الإطلاق الرسمي لكتاب «في حب الكلمات»، الكتاب التذكاري للدورة العاشرة للمهرجان. وألقى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، عضو مجلس الوزراء وزير التسامح، كلمة الافتتاح، ألقى فيها الضوء على ملامح تطور المشهد الثقافي الأدبي في دولة الإمارات، وتناول الدور المهم الذي يضطلع به المهرجان. وأعرب سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مؤسسة الإمارات للآداب، الجهة المنظمة للمهرجان، عن تقديره لحفل إطلاق المهرجان، مشيراً إلى أنه يليق بالمكانة والإنجازات التي حققها هذا الحدث الثقافي المميز على الساحة الثقافية العالمية. وقال سموه: «ننظر إلى أعوامنا السالفة ونستذكر الأعمال العظيمة التي قام بها الفريق المشرف على إدارة المهرجان بقيادة إيزابيل بلهول، لتعزيز ثقافة القراءة ونشر الوعي بأهميتها في بناء مجتمعات متنورة منفتحة على ثقافات العالم». وأضاف سموه: «خلال 10 سنوات واصل المهرجان تطوره وازدهاره إلى أن غدا حدثاً عالمياً بامتياز، وإنه لمن دواعي اعتزازي أن تصادف الذكرى العاشرة للمهرجان عام باني نهضة الإمارات الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان في طليعة رعاة الأدب والادباء والعلم والعلماء، والذي كان يؤمن بأن الانسان المتعلم والمثقف هو ثروة حقيقية لوطنه وأمته». واستقبل راقصو العيالة من مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث الضيوف أثناء دخولهم المسرح، وعقب الكلمات الرئيسة استمتع الحضور بمشاهدة العرض الفني المبدع «في حب الكلمات»، الذي أبرز جمال دولة الإمارات العربية المتحدة وثراء تراثها، مع الصوت والظل والصورة، واستحضر كلمات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وقد بث العرض في النفوس مشاعر الاعتزاز والفخر بالوطن ورموزه من خلال الأداء النابض بالحياة. وقد أخرجته وأنتجته المبدعة «شيلي فروست»، احتفالاً بالذكرى المئوية لميلاد الشيخ زايد، وبالذكرى السنوية العاشرة للمهرجان. ويشارك أكثر من 180 كاتباً من 50 دولة من جميع أنحاء العالم في المهرجان هذا العام. وذكرت الرئيسة التنفيذية وعضو مجلس أمناء مؤسسة الإمارات للآداب ومديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب إيزابيل بلهول، أن «دورة 2018 احتفال كبير برحلة رائعة امتدت 10 سنين، لنتوقف لحظة تأمل نتذكر فيها مع كل الامتنان جميع الكتّاب الملهمين الرائعين الذين شاركوا في المهرجان على مر السنين، وجعلوا منه حدثاً سنوياً خاصاً جداً. الكثير من الكتّاب المحبوبين الذين شاركونا في السنوات الماضية يعودون إلينا للاحتفال بهذه الذكرى السنوية، إضافة إلى مجموعة رائعة من الكتّاب العالميين الذين يشاركون لأول مرة». ويكرّم مجلس أمناء مؤسسة الإمارات للآداب كل عام شخصية مميزة تقديراً لدعمها الكبير للثقافة، وعملها الدؤوب لتعزيز التعليم، ونشر محبة الأدب بشتى صوره، وقد قدمت مؤسسة الإمارات للآداب في حفل الافتتاح جائزة شخصية 2018 إلى وزير الدولة زكي أنور نسيبة. ووقف الكتاب المشاركون في الحفل الافتتاحي ليقص كل منهم حكاية مختلفة عن الكتاب والأدب والقراءة والثقافة، عبر قص تفاعلي، تارة من خلال شاشة كبيرة ممتدة بعرض مسرح ندوة الثقافة والعلوم، الذي يعد أحد أكبر المسارح بالدولة، والتي شكلت خلفية لمختلف العروض، وتارة أخرى من خلال مجسمات ومؤثرات خارجية، لا تبدو بعيدة أو مفاجئة للمشاهد الذي يستطيع أن يلمح تحمس محركيها قبل خطوات تقودهم الى الخشبة الأمامية. ومع اختلاف ثقافات ولغات الأدباء المشاركين برزت لوحة الحديث عن جماليات «العربية»، وعلى الرغم من أن هذه اللوحة تحديداً صيغت بـ«الإنجليزية»، فإنها تناولت بعبارات سهلة رشيقة عذوبة العربية، وأهمية إتقانها، باعتبارها الأداة التي تنفتح على مدخل لا يمكن تجاوزه، للعبور الى أهم نتاجات الثقافات والحضارات البشرية، عبر مخزون معرفي وأدبي تراكم عبر العقود. وجاءت لوحة أدباء وعلماء الغد لتقدم مجموعة من طالبات الصفوف الأولى بمدرسة جميرا بدبي، لينشدن سوياً بانسجام رائع مع معلمتهن، التي بدت كقائد أوركسترا ينظم إيقاع اللحن والكلم، نشيداً في حب الكتاب والثقافة والأدب، وسط تشجيع وتحفيز لم يتوقفا من الحضور.

مشاركة :