{فيفا} يتجاهل الانتقادات ويبحث غداً اعتماد تقنية الفيديو في مونديال روسيا

  • 3/2/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

في الوقت الذي ما زالت فيه تجارب تقنية حكم الفيديو المساعد تتعرض للانتقادات، يواصل الاتحاد الدولي لكرة القدم التأكيد على اعتمادها خلال مونديال روسيا صيف العام الحالي بل وبمزيد من التوسع. ويجتمع المجلس الدولي «إيفاب»، الجهة المنوطة بتشريع قواعد كرة القدم، غدا في زيوريخ لتحديد مصير نظام حكم الفيديو المساعد واستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا. الجدير بالذكر أن (إيفاب) هيئة منفصلة عن الفيفا رغم أن الأخير يمتلك 50 في المائة من الأصوات (أربعة أعضاء) داخل مجلس (إيفاب) الذي يضم ثمانية أعضاء فيما تأتي الأصوات الأربعة الباقية من الاتحادات الوطنية لكرة القدم في إنجلترا واسكوتلندا وويلز وآيرلندا الشمالية. ومن المقرر أن ينضم رؤساء الاتحادات القارية إلى المناقشات في هذا الصدد، إن لم يكن في عملية التصويت. ويأتي اجتماع «إيفاب» في الوقت الذي تشير فيه كل الدلائل إلى أن الاستعانة بالمقاطع المصورة «فيديو» المساعدة للحكام سيتم إقرارها دون شك، بيد أن هذا لن يكون المفاجأة الوحيدة التي تنتظر الكرة العالمية في المونديال. واجتمع ممثلو المنتخبات الـ32 المشاركة في المونديال على مدار يومين (الأربعاء والخميس) في مدينة سوتشي الروسية من أجل التعرف على أحدث المستجدات التي ستشهدها النسخة 21 من المونديال، والتي يتعلق أغلبها بالتكنولوجيا الحديثة. وكانت آخر المشاهد المثيرة للجدل في تجارب حكم الفيديو المساعد في مباراة توتنهام وروتشديل المنتمي للدرجة الثالثة في كأس الاتحاد الإنجليزي مساء أول من أمس وانتهت بفوز الأول 6 / 1. وألغى حكم الفيديو هدفا مبكرا لتوتنهام ثم منحه ركلة جزاء في مباراة الإعادة بالدور الخامس وسط الثلوج باستاد ويمبلي اللندني الشهير. ونفذ سون هيونغ - مين الركلة بنجاح لكن الحكم بول تيرني ألغى الهدف وأشهر بطاقة صفراء للاعب بسبب الوقوف أثناء ركضه قبل تسديد الكرة لينتهي الشوط الأول بالتعادل 1 - 1 وسط إثارة كبيرة. وعلق الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنهام على الأحداث قائلا: «أخشى من احتمال أن يقتل حكم الفيديو المساعد العواطف في كرة القدم». وأضاف: «الأمر كان معقدا للغاية بسبب التقنية الجديدة. كان من الصعب الحفاظ على تركيزنا على المباراة... أبلغت اللاعبين بالحفاظ على الهدوء بعد نهاية الشوط الأول. الظروف كانت صعبة. أعتقد أننا نملك أفضل الحكام في أوروبا أو العالم لكني لا أعلم هل هذه التقنية تساعدهم أم تسبب المزيد من الارتباك». وواصل المدرب الأرجنتيني: «هذه لعبة ترتبط بالعواطف. لو كنا سنقتل هذه العواطف فأعتقد أننا سنغير اللعبة». وكأس الاتحاد الإنجليزي هي واحدة من عدة بطولات من بينها الدوري الإيطالي والألماني التي تقوم بتجربة تقنية حكم الفيديو المساعد هذا الموسم. ولكن مسيرة هذه التجارب لم تكن سلسة بشكل كامل مع وجود جدل بين الجماهير والنقاد والتركيز على الوقت الذي يتطلبه الأمر لاتخاذ القرارات وعدم معرفة الجماهير أسباب استخدام الإعادة التلفزيونية. ويتعاطف بوكيتينو مع الحكام الذين يتعين عليهم التعامل مع النظام الجديد والجماهير في المدرجات، وقال: «الوضع صعب للحكام. أشعر بالأسف من أجلهم وبأسف أكبر للجماهير لأنه من الصعب للغاية فهم الوضع». وعلى نفس النهج المتوجس من التأثير السلبي لتقنية الفيديو على اللعبة ناشد السويسري جوزيف بلاتر الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مجلس الاتحاد (إيفاب) بعدم السماح بتطبيق هذا النظام خلال مونديال روسيا. وغرد بلاتر، الذي تعرض لعقوبة الإيقاف لستة أعوام بسبب مخالفات مالية أثناء توليه رئاسة الفيفا، عبر حسابه على شبكة التواصل الاجتماعي أمس قائلا: «نداء شخصي لمجلس إيفاب، كأس العالم لا يمكن تستخدم كتجربة لتغير جوهري، نظام حكم الفيديو المساعد». ومن أمثلة المستجدات التي يتوقع أن يشهدها المونديال المقبل سماح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لطبيب واحد من كل فريق لمتابعة المباريات أمام إحدى الشاشات والتواصل مع الطبيب الموجود على مقاعد البدلاء داخل الملعب. ويهدف هذا الإجراء إلى أن يكون هناك خبير طبي يقوم بالتبليغ عن الإصابات الخطيرة التي لا تظهر للعيان من داخل الملعب. وسيتم اتخاذ هذا الإجراء استنادا على الإصابة الخطيرة التي تعرض لها اللاعب الألماني كريستوف كرامر إثر ارتطامه بشكل عنيف مع اللاعب الأرجنتيني ازيكيل غاراي في نهائي مونديال البرازيل 2014. وظل اللاعب الألماني يترنح داخل الملعب دون أن يلحظه أحد ولم يتم استبداله إلا بعد 14 دقيقة من الإصابة. وقال حكم اللقاء، الإيطالي نيكولا ريتزولي: «بعد الارتطام بقليل سألني كرامر: أيها الحكم هل هذا هو النهائي؟، اعتقدت أنه يمزح معي وطلبت منه أن يعيد علي السؤال». وكشف ريتزولي أن كرامر أعاد عليه السؤال ذاته: «يجب أن أعرف هل هذا هو النهائي حقيقة، وعندما قلت له نعم، أجاب: شكرا من المهم أن أعرف هذا». وفي المنطقة المخصصة لوسائل الإعلام داخل ملاعب مباريات المونديال المقابل، سيكون هناك منضدة للمحللين الطبيين، حيث سيتوفر لديهم حواسب آلية محمولة ويمكنهم التواصل مع الأجهزة الطبية للفرق الذين سيتلقون التعليمات عبر الأجهزة اللوحية. وقال إيريك سانشيز، المعد البدني لمنتخب كوستاريكا: «هذا أمر جيد للغاية، إنها أداة اختيارية للفرق ولكنني أعتقد أنها تكنولوجيا قادرة على المساعدة بشكل كبير على حل المواقف الخطيرة بسهولة». ولن تكون هذه المساعدة الطبية هي الوحيدة الموجودة بالمدرجات، ولكن مونديال روسيا 2018 سيشهد أيضا إمكانية وجود مساعد فني يقوم بالتقاط الصور وتسجيل الفيديوهات وإرسالها إلى الجهاز الفني على مقاعد البدلاء. وبذلك سيتوفر للمديرين الفنيين وسيلة للاطلاع على خطط الفرق الأخرى. وقال توماس شنايدر، مساعد يواخيم لوف، المدير الفني للمنتخب الألماني: «الابتكارات الفنية وصلت إلى مقاعد البدلاء، إنه ابتكار يمنح المدربين فرصا أكثر». وحتى الوقت الراهن، يقوم كثير من المساعدين بمشاهدة الشوط الأول من المباراة من المدرجات لكي يقوموا بعد ذلك بالتعليق بين شوطي اللقاء على الجوانب الفنية، ولكن في مونديال روسيا 2018 سيكون بإمكانهم نقل المعلومات على الفور. وسيقدم المونديال الذي سيقام في الفترة ما بين يومي 14 يونيو (حزيران) و15 يوليو (تموز)، للمرة الأولى للفرق بيانات إحصائية للجوانب الفنية والبدنية خلال أوقات المباراة الفعلية. وأضاف سانشيز قائلا: «في البرازيل 2014 كانوا يقدمون لك التقرير في نهاية المباراة فقط، الآن لن يكون الأمر على هذا النحو، يمكنك رؤية تقارير تضم جميع البيانات الخاصة بالاستحواذ والتمريرات الصحيحة والخاطئة، والمسافة التي ركضها كل لاعب». ولكن على أي حال، لن يتم إزالة النقاب عن المستجد الأهم والمنتظر في مونديال 2018 قبل يوم غد عندما يقرر «إيفاب»، الجهة المنوطة بتشريع قواعد كرة القدم، إذا ما كان سيدرج تقنية «الفيديو» أم لا. وينتظر جميع أعضاء الفيفا الضوء الأخضر لـ«إيفاب» من أجل تطبيق تقنية «الفيديو» الجديدة. وقال السويسري ماسيمو بوساكا، رئيس لجنة الحكام في الفيفا خلال اجتماعات سوتشي أمس: «إذا كان بإمكاننا تفادي قرار خاطئ، فلِم لا؟، رئيس الفيفا (جياني إنفانتينو) كان واضحا في موقفه في السنوات الأخيرة، سنرى ما سيحدث السبت إذا ما كانت (إيفاب) ستستمع لنصائحه». ويرى بوساكا، أن تقنية مقاطع الفيديو لا تزال تحتاج إلى المزيد من الوقت للتأقلم عليها ولا يمكن أن تكون كاملة من اليوم الأول، لا يوجد شيء كامل». وأضاف: «كرة القدم أصبحت عملا تجاريا اليوم، هناك أطراف كثيرة متداخلة، هناك أموال، إذا تحدثنا انطلاقا من وجهة النظر هذه وكان بإمكاننا أن نتفادى قرار غير واضح أو خطأ، فلم لا؟». ويأتي الجانب الأعظم من الانتقادات الموجهة لتقنية الفيديو استنادا على الوقت الطويل الذي يحتاجه حكم اللقاء في التشاور مع المساعد المسؤول عن هذه التقنية للوصول إلى القرار النهائي. ولكن بوساكا أكد أن هذا الأمر لا يستهلك وقتا كبيرا إذا ما قورن بأحداث أخرى خلال المباراة. وتابع الحكم السابق قائلا: «في الكرة الحديثة تلعب 58 دقيقة من أصل الدقائق الـ90 إذا صادفنا حظا طيبا، تضيع دقيقة مع إصابة أحد اللاعبين ودقيقة أخرى مع كل ركلة ركنية ودقيقة مع كل خطأ، لن ندخل في صراع من أجل 30 ثانية، المهم هو اتخاذ القرار الصحيح». وأكمل: «عالم كرة القدم يطالب منذ سنوات بوجود نظام يعمل على تفادي الأخطاء الواضحة، إذا كنا جميعا على اتفاق ونسير في هذا الاتجاه فعلينا أن نكون مدركين بأن هذا الأمر يحتاج إلى وقت». يذكر أن مونديال البرازيل 2014 استخدم للمرة الأولى في بطولات كأس العالم تقنية خط المرمى، وهي التقنية التي تحدد إذا ما كانت الكرة قد دخلت إلى المرمى أم لا. وقد يكون مونديال روسيا هو موعد ظهور الثورة الكبرى في تكنولوجيا كرة القدم مع دخول تقنية «الفيديو» إلى الخدمة، التي تمنح الحكام إمكانية تغيير قرار لهم في حال وجود خطأ مثير للجدل.

مشاركة :