مريم الهاشمي: «ثلاثية الدال» سرد يفوح برائحة الإمارات

  • 3/2/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: محمدو لحبيب أقيمت مساء أمس الأول في مقر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في القصباء في الشارقة، أمسية نقدية في إطار فعاليات منتدى السرد، وقد تضمنت الأمسية قراءة نقدية للدكتورة مريم الهاشمي في رواية «ثلاثية الدال» للروائية الإماراتية نادية النجار، وأدار النقاش وقدم له الكاتب محسن سليمان عضو مجلس إدارة الاتحاد، وحضره جمهور من المهتمين بالسرد الروائي والأدب بشكل عام.بدأت الدكتورة مريم ورقتها النقدية عن الرواية بتمهيد مختصر عن الواقع الأدبي في الإمارات، وقالت إنه صورة مصغرة للواقع الأدبي في الوطن العربي، وأبرزت أن نشأة الحركة الأدبية في الدولة مرتبطة بظهور عوامل النهضة الشاملة في البلاد العربية، وما تبع ذلك من أثر وتغيير في جميع النواحي الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية وهو ما كان له تأثيره الأكيد في نشأة وتطور الحركة الأدبية الحديثة في الدولة، وأشارت إلى أن من نتائج ذلك هو ظهور الرواية كجنس أدبي يفرض حضوره وبقوة في الساحة الأدبية في الإمارات.ثم استعرضت الدكتورة الهاشمي في قراءتها لرواية «ثلاثية الدال» بنية الرواية السردية، وظروفها الاجتماعية وزمنها السردي، والمكان داخلها، فبينت أن ثمة تفاوتاً في الوجود المكاني داخل الرواية ما بين الشندغة وسفينة دارا، والبحر، وحددت زمان الرواية بفترة الستينات من القرن الماضي أثناء الاستعمار البريطاني.وأكدت الدكتورة مريم أن القارئ لرواية «ثلاثية الدال» سيجد أنها إماراتية النكهة والرائحة، لما يجد فيها من تأريخ لحقبة من الحقب التي مرت على المنطقة، خصوصاً في مرحلة الاستعمار البريطاني.وأضافت الدكتورة مريم في قراءتها النقدية للرواية إن اختيار سفينة دارا المنكوبة كمكان للرواية، هو تعبير عن التقاء ثقافات كانت، وما زالت متعايشة في المنطقة.وأشادت الدكتورة مريم بقدرة الروائية على تقديم تشخيص ناجح للمواقف الأخلاقية والنفسية التي تعرضت لها شخصياتها الرئيسة، ما جعل تلك الشخصيات تبدو داخل السرد زاخرة بالحياة، وتكاد في مواقفها وتصرفاتها تصبح مطابقة لواقع الشخصيات الحية.وأبرزت الدكتورة مريم إن الرواية تعطي لقارئها مباشرة إحساساً واضح الحدة بالزمن وتحولاته، وكيف تنشأ العلاقات الإنسانية، وكيف تنتهي، وتقود الروائية قارئها عبر قرية ومجتمع وأمة كاملة لرصد كل ذلك.بدورها تحدثت نادية النجار عن روايتها، وردت على بعض التساؤلات التي أثارها الحضور للأمسية النقدية، فقالت إنها اهتمت كثيراً بالتفاصيل، وبحثت جيداً في كل الأشياء الواردة في الرواية، وعن خلفياتها الزمانية والمكانية، وتحدثت مع بعض من عاصروا أحداث غرق السفينة دارا، ومن شهدوا بدايات ظهور النمط المجتمعي والتعليمي والسلوكي في تلك الفترة.وذكرت نادية النجار أنها اهتمت كثيراً بالسؤال والاستفسار عن نمط تعليم البنات في تلك الفترة، وعن مدارسهن لتكمل رسم شخصياتها بدقة، وأضافت النجار أن ما دفعها لكتابة الرواية هو مقال صحفي قرأته عن غرق السفينة دارا، بمناسبة مرور خمسين عاماً على الحادثة، ومن هناك بدأت البحث عن معلومات حول الموضوع، وعن الحقبة التي حدث فيها، وعن نوعية الناس إذ ذاك وحياتهم، ثم بدأت بعد ذلك نسج خيوط روايتها التي تحكي عن دالات ثلاثة هي «السفينة دارا، ودبي، ودانة إحدى شخصيات الرواية».الكاتب محسن سليمان أشاد بتجربة نادية النجار، وأبرز مكانة السرد حالياً في الإمارات، وفي ختام الأمسية تم تكريم الناقدة الدكتورة مريم الهاشمي والروائية نادية النجار من طرف اتحاد الكتاب والأدباء، وسلم محسن سليمان شهادات التكريم لهما.

مشاركة :