“وول ستريت جورنال” تروي قصص “مرتزقة روس” قتلوا في سوريا

  • 3/2/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كل الوطن- فريق التحرير: نشرت صحيفة ” وول ستريت جورنال” تقريراً يتناول السرية التي يتعامل بها الروس تجاه قتلاهم الذين سقطوا في معارك سوريا واللامبالاة التي تحيط بالمعلومات الخاصة بمقتلهم، الأمر الذي يراه أقارب المقتولين إساءة كبيرة للأرواح التي تقتل بدون أن تحصل على أي تقدير.” اورينت نت” (إيغور كوسوتوروف) قاتل وقتل في الظلام بلا خطاب رسمي، وبدون رسالة شكر تعبيراً عن امتنان من الأمة. رسالة فقط، من رفيق له في السلاح، مرت عبر مقاتلين في أوكرانيا، مفادها أن (كوسوتوروف) قتل في غارة جوية أمريكية. الصحيفة التقت صديقه المقاتل السابق في القوات الخاصة الروسية والذي قاتل في وقت لاحق في شرق أوكرانيا، حيث قال إن (كوسوتوروف) كان عضواً في شركة عسكرية خاصة تعرف باسم مجموعة “فاغنر”. وتضيف الصحيفة أنه ووفقاً لثنين من المسؤولين الروس وعضو سابق في الشركة، فإن “فاغنر” تم إرسالها إلى سوريا من خلال (يفغيني بريغوجين) الحليف الوثيق للرئيس (فلاديمير بوتين) والاسم الذي ورد في لائحة ضمت 13 شخصية متهمة بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وتشير الصحيفة أن القانون الروسي يحظر عمل المقاتلين الخاصين وتمويل أنشطتهم. حيث أكد متحدث باسم (بريغوجين) في وقت سابق إن (بريغوجين) ليس له علاقة بمجموعة “فاغنر”. مقاتلون روس سابقون نشطوا في كل من أوكرانيا وسوريا قالوا إنهم قاتلوا مع وحدات تابعة “لفاغنر” الأمر الذي يخدم مصالح الكرملين ولكن بدون زي رسمي. وبحسب الصحيفة إن وضع المقاتلين الغامض هذا، يعطي الحكومة الروسية قدرا معيناً من الإنكار على أساس أنها بمنأى عن التدخلات الأجنبية. بينما يرى منتقدو الكرملين أن استخدام مثل هذه الجماعات يهدف أيضا إلى تهدئة السخط العام الذي قد يولده ارتفاع عدد الجنود القتلى، وما في ذلك من خنق للروح المعنوية الوطنية على غرار ما حصل خلال حروب أفغانستان والشيشان. صديق (كوسوتوروف) والذي يسعى للحصول على رفاته وعلى رفات أشخاص آخرين لقوا حتفهم في وحدته العسكرية قال “لقد غسلت الحكومة يديها”. وتضيف الصحيفة، أن منحى حياة (كوسوتوروف)، والذي يظهر بناء على أربعة مقابلات أجرتها الصحيفة مع أشخاص مقربين منه، يبين كيف يستخدم الكرملين هؤلاء المقاتلين للقيام بمهام لصالحه. إلا أن وفاة (كوسوتوروف) تظهر أيضاً أن موسكو تبقي نفسها بعيدة عن النتائج. وقصة (كوسوتوروف)، تعود إلى الشيشان في أواخر التسعينات وبداية عام 2000 عندما قاتل كجندي في القوات الخاصة التابعة للجيش الروسي هناك قبل أن ينتقل من قاعدته الأخيرة إلى (أسبست) القريبة منه والتي تقع حوالي 900 ميل شرق موسكو. في قرية تضم حوالي 60 ألف نسمة على حافة منجم مفتوح مساحته 10 أميال مربعة، حيث يعد المنجم شريان الحياة الاقتصادي في القرية. وكما هو الحال في العديد من المدن الروسية الصعبة، ظهر لدى (أسبست) نوع جديد من الصادرات، في السنوات الأخيرة. رجال مثل (كوسوتوروف) ينطلقون إلى مناطق الصراع، مدفوعين بمزيج من الوطنية وصداقة السلاح والبحث عن مكافآت مالية. تقول (ناتاليا كريلوفا)، صديقة (كوسوتوروف) ومشرع في المجلس البلدي الذي يعارض (بوتين)، أن رجلا ثانيا من (أسبست) قتل أيضا في الغارة الجوية الأمريكية يوم 7 شباط، بينما قتل اثنان من القرية على الأقل في شرق أوكرانيا. وأضافت “الرجال في أسبست يدفعون تكلفة طموحات بوتين”. مرتب أعلى بثمانية أضعاف بعد استقراره في (أسبست)، بدأ (كوسوتوروف) يحصل على المال كما لم يفعل من قبل. باع سيارات مستعملة كان قد قادها من ساحل المحيط الهادئ، وأدار شركة لتجديد الشقق، كما افتتح مقهى ومتجرا صغيرا للأغذية. أعماله جلبت له مستوى جيد من الازدهار في البداية. إلا أن ذلك لم يستمر، حيث بدأت أعماله تعاني في الآونة الأخيرة. في عام 2015 توجه (كوسوتوروف) إلى شرق أوكرانيا لتقديم الغذاء والأدوية، وبقي هناك للقتال إلى جانب المتمردين المناهضين للحكومة المدعومة من الكرملين. يقول بعض أصدقاءه انه كان يسعى إلى كسب المال، من اجل تسجيل ابنته في الجامعة، بينما روى آخرون أن إحساسه بالواجب والزمالة التي عاشت معه أثناء خدمة الجيش، هي من دفعته للقتال. مستشهدين بالعديد من القصص التي كان يرويها لهم للتأكيد على التضامن الذي يعيشه بين زملائه المقاتلين. دمرت شظية من انفجار جزء من فخذ (كوسوتوروف) أثناء بعثة استطلاعية في أوكرانيا. لكنه استعاد عافيته ما يكفي ليكون مع وحدته العام الماضي عندما توجه إلى سوريا، حيث يكسب المرتزقة العسكريين في الشهر ما يكسبه الكثيرون في (أسبست)، خلال ثمانية أشهر. “كان دائماً يقول، عائلتي يجب ألا تحتاج شيء” روى (ناديزدا أوستافشوك) مستذكراً صديقه. قبل أن يذهب، أخبر أحد الأصدقاء، أن الأخبار التي تأتي من هناك، تشير للوقوع الكثير من الخسائر، رد عليه (كوسوتوروف) “ما الذي يجعلك تعتقد أنني سأكون واحد منهم؟”. كتل من اللحم تشير الصحيفة إلى وحدة (كوسوتوروف) والتي كانت مكلفة بحراسة مصفاة لتكرير النفط في محافظة دير الزور إلا أنها عينت بمهمة تهدف إلى السيطرة على مصفاة أخرى، وفقا لما ذكره شخص مطلع على العملية، حيث انتهى الأمر بواسطة ضربة جوية أمريكية. ومع توارد عدد مرتفع من الوفيات في الأيام التالية للضربة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قال الكرملين إنه لا يعرف شيئا عنهم. بينما اقترحت وزارة الخارجية في وقت لاحق أنه من الممكن أن يكون خمسة روس قد لقوا مصرعهم وأصيب آخرون دون تقديم أي تفاصيل عن ظروف مقتلهم. وتضيف الصحيفة، أن الأنباء وصلت إلى (أسبست) عبر مقاتلين في شرق أوكرانيا. تضمنت مقتل نحو 30 رجلا في غارة جوية في سوريا. وفي وقت لاحق، قام الشخص الذي ساعد بجمع المعلومات عن أبناء قريته المقتولين، بإبلاغ أحد أصدقاء (كوسوتوروف) أن صديقهم وجد على هيئة “كتل من اللحم” وفقا لشخص مطلع على المحادثة. ويمكن أن يكون عدد القتلى أكثر من المعلن عنه بكثير، وفقا للحساب الشخصي على مواقع التواصل للاجتماعي، لأحد أصدقاء (كوسوتوروف). السابقين. وكانت وزارة الخارجية الروسية ذكرت الأسبوع الماضي إن الاشتباك لم يشارك فيه الجيش الروسي. حيث اعتبر البيان أن “مواطنين روس في سوريا ذهبوا إلى هناك بإرادتهم ولأهداف مختلفة”. أما أصدقاؤه وأسرته فلم يسعفهم الحظ في العثور على جثة (كوسوتوروف)، حتى مع اتصالات أجروها شملت سوريا وشرق أوكرانيا وسانت بطرسبرغ. واختتمت الصحيفة بقول أحد الأصدقاء “إذا أرادوا إسكات الجميع، ريما يجب عليهم عدم إحضار الجثة”

مشاركة :