أكدت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار أن استضافة مملكة البحرين لاجتماع لجنة التراث العالمي الثاني والأربعين، والمزمع عقده ما بين 24 يونيو و7 يوليو 2018، يعد فرصة استثنائية للترويج للمملكة كوجهة استثنائية للسياحة الثقافية في العالم، مشددة على السعي لاستقطاب سياحة نوعية من خلال البحث عن الخصوصية التي تميز البحرين عن بقية دول المنطقة، عبر ما تملكه من تراث إنساني حضاري.. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته هيئة البحرين للثقافة والآثار أمس لإعلان آخر مستجدات استضافة البحرين لاجتماع لجنة التراث العالمي بحضور الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة رئيسة لجنة التراث العالمي لعام 2018 وأمين الشرقاوي ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إضافة إلى حضور عدد من ممثلي الفنادق في البحرين، والمختصين في مجال التراث العالمي والمهتمين بالشأن الثقافي في مملكة البحرين. وأضافت في ردها على سؤال من «أخبار الخليج» أن إنجاح هذا الاجتماع هو مسؤولية وطنية تقع على مختلف الجهات المعنية، إذ أن هذه الاجتماع الأممي سوف يحضره ما يقرب من 2000 خبير دولي في مجال الحفاظ على التراث العالمي. وكانت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة قد قالت في كلمتها في بداية المؤتمر الصحفي: «مملكة البحرين استطاعت أن تنال عضوية لجنة التراث العالمي ورئاستها مرتين، وذلك لأن البحرين تبادر بمشاريع تسهم في حماية التراث، أهمها استضافة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي الذي يعمل على حماية جميع المواقع التراثية في البلدان العربية»، مشيرة إلى أن المركز يقوم بدور فعّال في صون الإرث الحضاري العربي، وخصوصًا في ظل ما تمر به المنطقة من أحداث. وأعربت عن سعادتها بترؤس الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة للجنة التراث العالمي لعام 2018، قائلة إنه يحق للجميع أن يفخر بتواجدها في هذا المنصب الذي يتطلب خبرة ومعرفة كبيرة في السياسة والقانون كونها شغلت منصب سفيرة المملكة في اليونسكو لعدة سنوات. كما توجهت بالشكر إلى أمين الشرقاوي لدعمه المستمر لجهود البحرين في حمايتها للتراث ورعايتها للثقافة. وفي حديثها حول التنمية المستدامة، أشارت إلى أن اجتماع لجنة التراث العالمي الثاني والأربعين سيشكل فرصة للترويج للبحرين وثقافتها وحضارتها ومواقعها العريقة، وخصوصا موقعيها المسجلين على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، موضحة أن هذه المواقع تسهم في صناعة سياحة ثقافية مستدامة ونوعية. بدورها شكرت الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة لجهودها التي أثمرت فوز البحرين لمرة ثانية برئاسة لجنة التراث العالمي، وقالت: «هذا إنجاز كبير للبحرين». وأوضحت أن مملكة البحرين ستلتزم بكافة اللوائح والقوانين والمعايير التي أقرتها منظمة اليونسكو خلال تنظيم الاجتماع، مشيرة إلى أن رئاسة اللجنة تتطلب حيادًا وموضوعية في مناقشة ملفات الترشيح لقائمة التراث العالمي، حيث ستعمل البحرين على الاستعانة بالهيئات الاستشارية لاتفاقية التراث العالمي وهي منظمات دولية حكومية وغير حكومية متخصصة في مجالات حماية وصون التراث الثقافي والطبيعي. أما أمين الشرقاوي، فهنأ مملكة البحرين على استضافتها للاجتماع القادم للجنة التراث العالمي. وأشار إلى أن اللجنة تعمل عبر اتفاقية التراث العالمي التي أقرتها 193 دولة، موضحًا أن هناك اتفاقًا عالميًا على حماية التراث الثقافي والطبيعي كونه من أهم الموارد التي تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لمنظمة الأمم المتحدة. وأكد أن الأمم المتحدة ستقوم بالتعاون مع هيئة البحرين للثقافة والآثار، ووزارة الخارجية والداخلية من أجل تقديم كافة التسهيلات لنجاح اجتماع اللجنة خلال يونيو-يوليو القادم. وقدّم الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة مدير إدارة المتاحف والآثار شرحًا حول الموقع الإلكتروني الخاص باجتماع لجنة التراث العالمي www.42whcbahrain2018.bh، والذي دشنته الهيئة مؤخرًا، حيث أشار إلى أن الموقع يخاطب العالم بثلاث لغات هي العربية، الإنجليزية والفرنسية. وأوضح أن الموقع الإلكتروني يتضمن معلومات تساعد الراغبين في المشاركة من الناحية اللوجستية وتوفير الوثائق والمعلومات الأساسية حول الاجتماع، مشيرًا إلى أن التسجيل سيفتح خلال شهر مارس الجاري. كما يمكن لزائر الموقع الإلكتروني الحصول على معلومات متنوعة عن مملكة البحرين وكيفية التنقل والإقامة فيها وطلب المساعدة في حال الحاجة. وعلى هامش أعمال اجتماع لجنة التراث العالمي، تستضيف البحرين منتديين عالميين هما منتدى الشباب المتخصص في التراث ما بين 17 و26 يونيو، ومنتدى مديري مواقع التراث العالمي ما بين 20 و28 يونيو. وسيشكل المنتديان فرصة عالمية لتبادل الخبرات ما بين جميع المتخصصين. وسيفتح باب التسجيل للمشاركة في هذين الحدثين الجانبيين خلال شهر مارس الجاري من خلال ذات الموقع الإلكتروني. وردا على سؤال من «أخبار الخليج» حول المدينة القديمة في القدس المحتلة، أوضحت الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة أن موضوع القدس هو بند مدرج بشكل دائم على اجتماعات لجنة التراث العالمي. وبشأن التسهيلات التي ستقدمها الأمم المتحدة لمملكة البحرين، أوضح أمين الشرقاوي أن هذا الاجتماع هو أكبر حدث ثقافي في العالم، وهو حدث أممي فريد سوف يشارك فيه خبراء من اليونسكو، وسوف تكون البحرين هي وجهة العالم في يونيو القادم، مشيدا باستضافة البحرين كخامس بلد عربي لهذا الاجتماع العالمي. وبعد نجاحها في نيل عضوية لجنة التراث العالمي خلال الاجتماع الواحد والعشرين للجمعية العامة للدول المشاركة في اتفاقية التراث العالمي لعام 1972م، فازت المملكة برئاسة اللجنة التي أقرت الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة رئيسة لها خلال السنة المقبلة. وكانت المملكة قد فازت برئاسة لجنة التراث العالمي عام 2011م، حيث ترأستها الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة آنذاك. ويأتي اجتماع لجنة التراث العالمي بتزامن مع برنامج حافل تعده هيئة الثقافة للاحتفاء بمدينة المحرّق عاصمة الثقافة الإسلامية 2018م، حيث تقدم خلاله نشاطًا متنوعًا ما بين عروض عالمية، مواسم ثقافية متجددة، معارض فنية وتشكيلية من حول العالم وغيرها الكثير. يذكر أن اتفاقية 1972 أخذت موافقة الجمعية العامة من اليونسكو في سنة 1972 وبدأ تطبيقها في سنة 1976م بإدراج مواقع مشهورة عالميًا على قائمة التراث العالمي، وكان هذا بداية مشوار طويل، حيث وافقت كل الدول في العالم وتمّ توقيع هذه الاتفاقية، ويبلغ عدد الدول حاليًا 193 دولة وهذا يعني معظم الدول في العالم. وتعتمد الاتفاقية في طبيعتها على لجنة التراث العالمي المكونة من 21 دولة منتخبة من طرف الجمعية العامة لدول أعضاء الاتفاقية، ومن خلال اجتماعات لجنة التراث العالمي، سُجل أكثر من 1000 موقع على لائحة التراث في 164 دولة في العالم. وتستشير اللجنة في موافقتها على دخول المواقع لقائمة التراث العالمي ثلاث منظمات دولية غير حكومية أو حكومية دولية: الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) وهو هيئة استشارية للجنة لاختيار الخصائص الطبيعية للتراث العالمي، وعلى حالة صون الممتلكات، المجلس الدولي للمعالم والمواقع، (ICOMOS) وهي منظمة غير حكومية تقدّم المشورة للجنة التراث العالمي بشأن تقييم الممتلكات الثقافية المقترح إدراجها على قائمة التراث العالمي والمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية (ICCROM) هي منظمة حكومية دولية لتقييم حالة صون التراث الثقافي المسجل وتقدم توصيات لإعادة ترميم محتمل الحدوث.
مشاركة :