أكد وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني صالح الخرابشة، أن الأردن بلد غني بمصادر الطاقة المتجددة بخاصة الطاقة الشمسية، بسبب موقعه الجغرافي اذ يقع بين ما يسمى دول الحزام الشمسي. وأضاف خلال جولة قام بها الى موقع مشروع الترابط بين المياه والطاقة والغذاء(صحارى)، الخاص بزرع نحو ألفي دونم في محافظة العقبة، أن مشاريع الطاقة المتجددة رفدت النظام الكهربائي في المملكة العام الماضي بنحو 402 ميغاواط وستصل الى نحو 1700 ميغاواط بحلول عام 2019. وكان الملك عبدالله الثاني افتتح في أيلول (سبتمبر) الماضي المرحلة الأولى من المشروع بحضور ولي عهد النروج الأمير هاكون. وأضاف أن الأردن ثري بمصادر الطاقات المتجددة، بخاصة الطاقة الشمسية، وأن الشمس تشرق على المملكة 316 يوماً في السنة وبمعدل 8 ساعات يومياً. أما بالنسبة الى طاقة الرياح فإن الكثير من المناطق في المملكة يمتاز بسرعة رياح تتراوح بين 7 و5.8 متر في الثانية، وهي سرعة ملائمة لبناء المحطات التي تستغل طاقة الرياح لتوليد الكهرباء. وأشار الى أن السنوات الأخيرة شهدت نمواً ملحوظاً في زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة في الأردن من خلال إنجاز الكثير من المشاريع، إضافة الى توقيع عدد من الاتفاقات التي تمهد لمشاريع مستقبلية في مجال الطاقة المتجددة بما في ذلك استخدام أنظمة التخزين للمساعدة في ضمان استقرارية النظام الكهربائي. وتابع أن الأردن شهد نمواً ملحوظاً في استخدام الطاقة الشمسية لتغطية الاستهلاك الخاص للمنازل ودور العبادة، إضافة الى دخول هذه الأنظمة على القطاع التجاري والفندقي والصناعي. وأكد أهمية مشروع «صحارى» في تعزيز مساهمة المصادر المحلية في خليط الطاقة الكلي من خلال طاقة نظيفة مستدامة، مشيداً بدور الاتحاد الأوروبي في دعم قطاع الطاقة في المملكة. ويستهدف المشروع زراعة الأراضي بأشجار الفواكه والمحاصيل المختلفة، ويعتمد المشروع في كل مراحله الإنتاجية على الطاقة النظيفة (الطاقة الشمسية)، اذ سيقام الكثير من محطات توليد الطاقة الشمسية في المنطقة ومحطات لتحلية مياه البحر، وسيتم مد أنابيب مياه من البحر الأحمر مباشرة الى منطقة المشروع، واستغلال المياه الناتجة من التحلية في عمليات الري زراعياً والتوسع في «تخضير» المنطقة المعرضة لمزيد من التصحر. ويعتبر المشروع، الممول من الحكومة النروجية والاتحاد الأوروبي، مشروعاً استثمارياً زراعياً بيئياً متكاملاً، من خلال الاعتماد الكلي على الموارد الطبيعية المحلية المتاحة وبشكل أساسي مياه البحر، باستخدام التكنولوجيا الحديثة في عملية التبخر لإنتاج مياه صالحة للشرب وتوليد الكهرباء والإنتاج الغذائي. وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة «صحارى» النروجية، جوكاموا هاوجي، أن المشروع قد بدأ بالفعل بإنتاج طاقة شمسية نظيفة للشبكة الأردنية كما بدأ ببيع خضار طازجة للمستهلك المحلي داخل مدينة العقبة. ويقسم المشروع إلى 4 مراحل، الأولى بناء مركز بحث وعرض في جنوب وادي عربة، ومن ثم التوسع في وادي عــــربة من خلال زيادة المساحة الخضراء حول الـــمركز، فــــي حــين تشمل المرحلة الثالثة استعمال المياه الجوفية في المنطقة. والمرحلة الأخيرة هي التوسع في المنطقة الخضراء بين وادي عربة والبحر الميت. ورافق الوزير في زيارته سفير الاتحاد الأوروبي في الأردن اندريا فونتانا والسفيرة النروجية تونة إليزابيت باكفولد اليش، إضافة الى سفراء يمثلون عشر دول معتمدة لدى المملكة.