قافلة مساعدات تدخل عفرين للمرة الأولى منذ بدء الهجوم التركي

  • 3/2/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

دخلت أمس قافلة مساعدات إنسانية تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر إلى منطقة عفرين شمال سورية، هي الأولى منذ بدء القوات التركية هجوماً ضد المقاتلين الأكراد فيها قبل أكثر من شهر. وأشارت الناطقة باسم اللجنة يولاندا جاكمت، إلى أن القافلة وصلت إلى عفرين، نافيةً صحة تقارير تحدثت عن تعرضها لهجوم. وأعربت في المقابل، عن قلقها من اقتراب الاشتباكات بين القوات التركية و"وحدات حماية الشعب الكردية" من سد ومنشأة لمعالجة المياه لهما أهمية قصوى في توفير المياه للناس في المنطقة. وكشفت تقديرات عن نزوح 30 في المئة من سكان منطقة عفرين عن ديارهم، لافتةً إلى أنهم في غالبيتهم يعيشون في أوضاع مزرية. وأضافت أن "هناك أربعة مستشفيات فقط يعتقد أنها لا تزال تعمل"، موضحةً أن الناس الذين يحتاجون بشدة الى الرعاية الطبية في بعض مناطق عفرين لا يستطيعون الوصول إلى أقرب مركز طبي. كما أكدت اللجنة على حسابها في "تويتر"، أن فريقها تمكّن بالتعاون مع "الهلال الأحمر السوري" من الدخول إلى عفرين وتل رفعت بعد محاولات استمرت أسابيع عدة "لإيصال المساعدات التي يحتاجها المدنيون بشدة". وأوضحت الناطقة باسم اللجنة في دمشق إنجي صدقي، إن القافلة التي تضمّ 29 شاحنة محملة بـ7450 سلة غذائية، إضافة إلى مستلزمات صحية وفرش وأغطية وثياب وغيرها، وهي الأولى التي تدخل عفرين منذ بدء الهجوم على المنطقة في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي. ويفترض أن تكفي المساعدات لـ50 ألف شخص في عفرين، وفق صدقي التي أوضحت أنه ستفرَّغ حمولتها في مدينتي عفرين وتل رفعت، على أن يتولى "الهلال الأحمر السوري" توزيعها في مناطق عدة. ودفع الهجوم التركي المستمر آلاف الأشخاص الى النزوح، خصوصاً من المنطقة القريبة من الحدود، وتوجه جزء كبير منهم إلى مدينة عفرين، وآخرون لجأوا إلى مناطق محاذية تحت سيطرة قوات النظام. ووثق "المرصد السوري لحقوق الإنسان" مقتل أكثر من 140 مدنياً نتيجة القصف التركي على عفرين، فيما تنفي أنقرة استهداف المدنيين وتقول إن عمليتها موجهة ضد المواقع العسكرية للمقاتلين الأكراد. وحذرت "منظمة العفو الدولية" في بيان الأربعاء، من أن "تصعيد الهجوم على عفرين يعرض حياة مئات المدنيين للخطر". ونقلت عن أهالي في مناطق حدودية تعرّضهم لساعات من القصف العشوائي، "حتى بعدما وعدت القوات التركية بضمان الحماية للمدنيين"، فيما "فرّ البعض من بيوتهم بعدما رأوا جيرانهم يقتلون". إلى ذلك، أشار الناطق باسم في عفرين بروسك حسكة، إلى أن تركيا "لن تتمكن من الوصول إلى هدفها ولن تتمكن من الاستقرار في أي منطقة من مناطقنا". ومنذ بدء الهجوم حققت القوات التركية تقدماً عند المنطقة الحدودية بين عفرين وتركيا وتمكنت من ربط مناطق نفوذها الممتدة من جرابلس في شمال شرقي حلب وصولاً إلى الشريط الحدودي مع عفرين. وسيطرت القوات التركية حتى الآن على 75 قرية وبلدة، وفق المرصد. ميدانياً، أعلنت رئاسة الأركان التركية أمس، تحييد 2222 "إرهابياً" منذ انطلاق العملية، فيما أفادت مصادر أمنية بأن وحدات من القوات الخاصة من الدرك والشرطة التركية التي وصلت إلى منطقة عفرين، تقدم الدعم للجيش التركي. وذكرت المصادر أن وحدات الدرك "تقوم بمهامها على مدار 24 ساعة، وهي مزودة أسلحة ومناظير ليلية، كما أنها ستبطل مفعول المتفجرات والألغام المزروعة داخل المناطق السكنية عند الحاجة، وستنفذ عمليات تفتيش للبحث عن الإرهابيين المختبئين". وذكرت أن قسماً من القوات الخاصة نشر قرب بلدتي جنديرس وراجو اللتين تحتفظ القوات الكردية بالسيطرة عليهما، موضحةً أن القوات الخاصة "ستتولى مسؤوليات مهمة خلال العمليات التي ستبدأ داخل مدينة عفرين". وأكدت أن وتيرة عملية "غصن الزيتون ستتسارع مع مشاركة الوحدات الخاصة التركية فيها. وفي الإطار ذاته، أكد الناطق باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ أمس، أنّ قرار مجلس الأمن بوقف النار في سورية لمدة شهر، لن يؤثّر على العملية التركية، "لأنها غير مشمولة فيه" وفق تقديرات أنقرة. وعلّق بوزداغ في تصريح للصحافيين في أنقرة، على التصريحات الصادرة عن وزارة الخارجية الأميركية حول ضرورة قراءة تركيا نص القرار 2401 في شكل جيد، مشيراً إلى أن "قراءتنا واضحة للقرار، ويبدو أن الناطقين الأميركيين هم الذين لا يقرأون جيداً، وسيكون مفيداً لو أعادوا قراءته".

مشاركة :