اختبار للدم يساعد في تشخيص «ارتجاج المخ»

  • 3/2/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

لوس أنجليس – ميليسا هيلي** تسببت الضرورة العسكرية بجعل إدارة الغذاء والدواء تستعرض الاختبار الجديد وتوافق على إجرائه. * من المهم تحديد الحالات التي تحتاج إلى فحص التصوير المقطعي. وهنا يمكن أن يساعد مؤشر بانيان لإصابات الدماغ عبر فحص الدم. وافقت إدارة الغذاء والدواء، الأربعاء، على إجراء أول اختبار دم للكشف عن علامات إصابات الدماغ الخطيرة، الأمر الذي أدى إلى تحقيق مسعى طال انتظاره لجعل تشخيص ارتجاج المخ أكثر بساطة ودقة. وبعد المداولات التي استغرقت أقل من ستة أشهر، وافقت إدارة الغذاء والدواء على تسويق مؤشر بانيان لإصابات الدماغ للمساعدة في تقييم ارتجاج المخ عند البالغين. ومن المتوقع أن تؤدي الموافقة السريعة على مثل هذا الاختبار، بعدما قامت إدارة الغذاء والدواء بوضعه ضمن إطار برنامج الأجهزة المتقدمة، إلى خفض عدد الأشعة المقطعية التي يتم تعريض المرضى في غرفة الطوارئ إليها لتحديد ما إذا كانوا مصابين بارتجاج المخ بالإضافة إلى الحد من كل من التكاليف وتعرض المرضى للأشعة. ويعمل الاختبار من خلال قياس مستويات البروتينات المعروفة باسم «UCH – L1»، و«GFAP» التي تطلق من الدماغ إلى الدم وتقاس خلال 12 ساعة من إصابة الرأس. ويمكن أن تساعد مستويات الدم هذه في التنبؤ بالمرضى الذين قد تكون لديهم إصابات بالمخ يمكن رؤيتها من خلال الأشعة المقطعية. ويمكن الحصول على نتائج الاختبار حاليًا في غضون ثلاث إلى أربع ساعات. وقال هنري إل. نوردهوف، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «بانيان بيوماركرز» في سان دييغو لـ«لوس أنجليس تايمز»، يوم الأربعاء، إن شركته تعمل مع وزارة الدفاع لتقصير هذه الفترة إلى أقل من ساعة واحدة. وبينما تجمع الشركة شركتين لإنتاج جهاز اختبار دم أصغر في الحجم وأسرع في النتيجة، توقع نوردهوف أنه في غضون عامين، سيكون الفحص متاحًا للاستخدام السريع في سيارات الإسعاف والإدارات الطارئة وفي غرف التدريب الرياضي. وتسببت الضرورة العسكرية بجعل إدارة الغذاء والدواء تستعرض الاختبار الجديد وتوافق على إجرائه. فقد ازدادت أعداد الجنود الذين أصيبوا في دماغهم خلال صراعات الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، وأملت حينها القوات المسلحة وجود فحص دم قادر على التنبؤ بسرعة ما إذا كانت ضربة الرأس قد تسببت بنزيفٍ أو كدماتٍ في الدماغ. وقد كفلت الوحدة التابعة للبحوث الطبية في الجيش الأميركي وقيادة العتاد عملية تطوير اختبار الدم الجديد وكذلك التجارب السريرية التي استعرضتها إدارة الغذاء والدواء. ومن جهتها، قالت الملازم كارا شميد، مديرة مكتب إدارة المشاريع الصحية النفسية والمتعلقة بالصدمات العصبية لأنشطة تطوير العتاد الطبي في الجيش الأميركي إن الفحص الذي تمت الموافقة عليه حديثًا «سيوفر قدرة ملحوظة للطريقة التي نقوم فيها بتقييم ورعاية الجنود الذين يعانون من إصابات الدماغ الرضية». وسيكون تأثير الفحص أكبر بكثير على ضحايا إصابات الدماغ الرضية من المدنيين. وقدر مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة وجود أكثر من 2.8 مليون زيارة لحجرات الطوارئ لحالات إصابات الدماغ الرضية في 2013. ومن بين هذه الحالات توفي نحو 50 ألف حالة. ويكمن التحدي في معرفة متى تتطلب إصابات الدماغ الرضية رعاية ومتابعة مكثفة. ويتم تقييم معظم حالات إصابات الدماغ الرضية التي تحدث كل عام على أنها حالة ارتجاج مخ أو إصابات دماغ رضية خفيفة. ولكن من المحتمل أن يعاني المرضى الآخرون من كدمات أو نزيف أو تورم في المخ، ويحتاجون إلى إجراء أشعة مقطعية لتحديد مكان الإصابة ومراقبتها وربما علاجها. وحاليًا، يجري الكثير ممن يعانون ارتجاجًا في المخ فحص الأشعة المقطعية لاستبعاد احتمال إصابتهم بشيءٍ أخطر. وبالإضافة إلى المصروفات، بلغ متوسط التصوير المقطعي للدماغ نحو 1.200 دولار في 2015، متوسط التصوير المقطعي للرأس يعرض المريض إلى نحو 2 ميلليزيفرت من الإشعاع، أي ما يعادل 100 إلى 200 أشعة سينية للصدر. وبالنسبة للبالغين، يمكن أن تكون النتيجة زيادة طفيفة في خطر الإصابة بمرض السرطان. أما بالنسبة للأطفال، الذين تكون أدمغتهم طور النمو فقد أثار التوسع في استخدام الأشعة المقطعية إطلاق إنذارات معينة. وبالتالي، من المهم تحديد الحالات التي تحتاج إلى فحص التصوير المقطعي. وهنا يمكن أن يساعد مؤشر بانيان لإصابات الدماغ عبر فحص الدم. وفي دراسة سريرية أجريت في عدة مواقع في أوروبا وأميركا الشمالية، جمع الباحثون 1.947 عينة دم من أشخاص بالغين يشتبه بإصابتهم بارتجاج في المخ أو بإصابات الدماغ الرضية الخفيفة. وقارنوا أداء اختبار الدم في التنبؤ بالحاجة إلى إجراء التصوير المقطعي مع نتائج فحص التصوير المقطعي الفعلية. وتمكن مؤشر بانيان لإصابات الدماغ من التنبؤ بوجود إصابات داخل الجمجمة من خلال الأشعة المقطعية 97.5 في المائة من الوقت، وأولئك الذين لم يكن لديهم إصابات داخل الجمجمة 99.6 في المائة من الوقت. وخلصت إدارة الغذاء والدواء إلى أن الاختبار يمكن أن يتنبأ بشكل موثوق بعدم وجود إصابات داخل الجمجمة، وتوقعت أنها ستستبعد الحاجة إلى الأشعة المقطعية فيما لا يقل عن ثلث المرضى المشتبه في إصابتهم بإصابات دماغ رضية خفيفة. وبسبب دور الجيش الأميركي في تطوير الاختبار الجديد، أشار نوردهوف إلى أن التجارب السريرية تضمنت البالغين فقط. وأجبر هذا الحد في بيانات البحوث إدارة الغذاء والدواء على الموافقة على تسويق فحص الدم للبالغين فقط. وقال نوردهوف: «أعتقد أنه يتم إجراء هذا الفحص للأطفال الذين يعانون من إصابات دماغ رضية خفيفة دون التصريح عنها، مشيرًا إلى قدرة الأطباء على استخدام المنتجات بشكل قانوني وبطرق مختلفة أو على مجموعات مختلفة من تلك التي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء. وأضاف: «لكننا نخطط للقيام بدراسة أخرى على المراهقين». * ميليسا هيلي: مراسلة صحيفة «لوس أنجليس تايمز»، قسم الصحة والعلوم.

مشاركة :