لبوة ألمانية تكافح لإطلاق سراح ابنها المسجون في الإمارات

  • 3/2/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حكمت الإمارات على مدرّس ألماني بالسجن ستة أشهر وبدفع غرامة بتهمة "الإهانة الإلكترونية". والدته تكافح على عدة جبهات لتستعيد فلذة كبدها إلى حضنها. ما ملابسات القضية وظروف الاعتقال؟ وكيف يرى الرأي العام الألماني الأمر؟ "ظروف الاعتقال فظيعة. يُقدم له القليل من الطعام؛ مما تسبب بفقدانه 18 كيلوغراماً من وزنه. الجرذان تحوم في المكان. وفوق ذلك يعاني من التهاب في الرئة. وتم رفض تقديم العلاج الطبي المناسب (...) لم يتم تبديل غطاء السرير منذ أربعة أشهر". الكلام السابق جاء في سياق التماس من كريستن فيلكي- برايتساميتر موجه للحكومة الألمانية تطلب منها بذل كل ما بوسعها لإطلاق سراح فلذة كبدها، كريستيان فيلكي، من سجنه في مدينة العين بالإمارات العربية المتحدة. وحتى ساعة إعداد هذا التقرير بلغ عدد الموقعين على ذلك الالتماس الإلكتروني حوالي 100000 شخص. أمّ مكلومة ويقبع كريستيان، البالغ من العمر 39 عاماً، منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي في سجنه. وفي حديث حصري لـ DW عربية قالت الأمّ إنه يتملكها شعور بالفزع ولم تسمع صوته للمرة الأولى إلا في عيد الميلاد المجيد. "لم يُسمح له بالحديث إلا ثلاث دقائق. وقد بكى خلال المكالمة القصيرة"، حسب ما نقلت عنها صحيفة "لينداور نوي برسه" في 22 شباط/فبراير 2018. وقالت كريستن فيلكي-برايتساميتر في حديثها مع DW عربية نقلاً عن ابنها أنه يريد العودة بأسرع وقت إلى ألمانيا وأنه لن يستطيع التحمل ظروف السجن أكثر. وأكدت نقلاً عن ابنها أنه تم "تعذيبه وإجباره على البصم على أقوال باللغة العربية لا يفهم محتواها". ويعاني ابنها من الربو ومشاكل في القلب حسب ما أخبرت به والدته DW عربية. وأطلق مغردون ألمان هاشتاغ #FreeChristian تضامنا مع كريستيان وداعين إلى إطلاق سراحه على الفور. رد سفارة الإمارات على إتهامات بـ"تعذيب وإجبار على الاعتراف" وحسب ما كتبت والدته في الالتماس فإنه "وحتّى اليوم سبب الاعتقال مجهول وليس هناك أدلة"، إلا أنها أردفت أن ابنها ذكر لها أن الأمر يوصف حسب السلطات الإماراتية بـ"إهانة إلكترونية"، مضيفة أنه قد يتعلق الأمر بمنشور على فيسبوك أو "إعجاب" بمنشور. وكشفت في حديثها مع DW عربية أنه تم الحكم عليه في المحكمة الابتدائية بالسجن سنة واحدة ودفع غرامة مالية وقدرها 12500 يورو، مضيفة "تمت إعادة المحاكمة مرة ثانية وتم تخفيض الحكم إلى ستة أشهر، غير أن الغرامة المالية بقيت على حالها. ويتوجب عليه، حسب الأم، تحمل التكاليف المادية للقضية وللاستئناف وأتعاب المحامين". وحسب ما جاء في حديث الأم لمجلة شتيرن الألمانية فإن ابنها لم يتمكن من الاتصال بمحام إلا بعد ستة أسابيع من اعتقاله وأن المحامي لم يكن ألمانياً. وفي اتصال هاتفي مع سفارة الإمارات العربية المتحدة في برلين، أوضحت دانا شاكر من القسم السياسي في السفارة لـDW عربية أنهم تلقوا سيلاً من الطلبات من الصحافة الألمانية للتعليق على الأمر وأنهم خاطبوا الجهات المختصة في الإمارات وهم بانتظار الرد منهم ليتسنى لهم التعليق. وفيما يخص ظروف الاعتقال "اللاإنسانية" التي تحدثت عنها الأم، أجابت شاكر أن السفارة "لا نستطيع تأكيد تصريحات الوالدة، غير أنها تتفهم أنها أمّ وتخاف على ابنها"، مضيفة أن المطلع على سجون الإمارات يعرف أنه يتم فيها تقديم "أفضل" الظروف. أم كريستيان مصممة على كسب معركتها ويعمل كريستيان، المنحدر من مدينة قرب ميونيخ جنوب غرب ألمانيا، منذ سنة ونصف مدرس معلوماتية في الإمارات وإلى جانب ذلك يُعد أطروحة دكتوراة، حسب ما جاء في تقرير لمجلة "شتيرن" الألمانية على موقعها الإلكتروني بتاريخ 28 شباط/فبراير 2018. وعلقت إحداهن قائلة: "لقد أحب كريستيان عمله مع الأطفال إلى حد أنه ترك خطيبته من أجله. وكشكر على عمله يقبع الآن في سجن ويتعرض للتعذيب. لماذا؟". وقد أدلت الخارجية الألمانية للمجلة الألمانية بمعلومات فحواها أنها تتابع قضية كريستيان وأن موظف من القنصلية في الإمارات تمكن منذ أسبوع-وللمرة الأولى- من زيارة كريستيان. وفي ختام مقابلتها مع المجلة تقول الأم إنها "لبوة" وستكافح لإطلاق سراح ابنها، مستمدة القوة من عائلتها: "وسأنجح في ذلك". وقد كشفت الأمّ، في حديثها مع DW عربية أنها وجهت نداء لحكام الإمارات، الشيخ خليفة بن زايد والشيخ محمد بن زايد والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، للعفو عن ابنها. خالد سلامة

مشاركة :