(مكة) – المدينة المنورة أكد فضيلة الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبة الجمعة: أن الشريعة جاءت بالوسطية والتيسير والتخفيف والتسهيل والتوسيع والسماحة ورفع الحرج على المكلفين. وأوضح فضيلته أنه ليس المقصود بالتيسير تتبع رخص المذاهب الفقهية وأقوال العلماء، واختيار الأسهل منها بل المراد الرخص الشرعية التي جاء الدليل الشرعي بالترخيص فيها لأهل الأعذار كالمريض والمسافر والصغير إلى غير ذلك من الرخص والتخفيفات في سائر الفرائض والواجبات. وأكد فضيلته أن الفتاوى الشاذة والأقوال الساقطة التي تصدر من غير المؤهلين تهدم الإسلام والدين، وتثير البلبله والفتنة، وتفتن ضعاف العقول والعلم والدين، وتظهر الحق في صورة الباطل، والباطل في صورة الحق. ومن الافتراء على الله تعالى والكذب على شريعته وعباده ما يفعله بعض من رغبوا في الأغراض الدنيوية العاجلة والأعراض الدنيئة الزائلة من التسرع إلى الفتيا بغير علم، والقول على الله تعالى بلا حجة، والإفتاء بالتشهيق والتلفيق، والأخذ بالرخص المخالفة للدليل الصحيح، وتتبع الأقوال الشاذة المستندة إلى أدلة منسوخة أو ضعيفة، والتي لا يخفى على من له أدنى بصيرة مفاسدها الكثيرة وآثارها السيئة العظيمة على الإسلام وأهله، والتي لا يقول بها إلا من فرغ قلبه من تعظيم الله وإجلاله وتقواه، وعمر بحب الدنيا والتقرب إلى الخلق دون الخالق. قال بعض السلف: أشقى الناس من باع آخرته بدنياه، وأشقى منه من باع آخرته بدنيا غيره. وفي الخطبة الثانية أكد فضيلته أن دين الله وسط بين الغالي فيه والجافي عنه والغلو والجفاء والإفراط والتفريط آفتان قبيحتان ومسلكان منحرفان وسبيلان معوجان وخروج عن الدين القويم والهدي العظيم والصراط المستقيم فاحذروا الغلو والجفاء واحذروا اتباع السبل والأهواء. واختتم فضيلته الخطبة بالدعاء: اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل اللهم هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان ، اللهم أجعل ديارهم ديار أمن وأمان يا ذا الجلال والإكرام اللهم وفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لما تحب وترضى، وأجعل عمله في رضاك ووفق جميع أمور ولاة المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم شرعك يا ذا الجلال والإكرام، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم أن الله لا إله إلا أنت، أنت الغفور الغني ونحن الفقراء، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين .
مشاركة :