شتَّان بين صناعة نجم وصناعة وطن!

  • 3/3/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

إلى الصديقة العزيزة النائبة صفاء، لقد قيل صديقك من صَدَقَكْ.. واسمحي لي أن أَصْدُقك القول ولك القبول من عدمه.. فهناك أسئلة تجول في خاطري وأرجو أن تكون إجابتك عليها صريحة، وأسئلتي على سبيل المثال فقط هي: من ملأ شوارعنا بالحصى والحفر عند أول قطرة مطر، وفاز بأرقام المناقصات المليونية.. هل هو وافد؟! من استباح أموال المتقاعدين وفر هارباً.. هل هو وافد؟! من ملأ بطوننا بأغذية فاسدة.. هل هو وافد؟! من عاث فساداً في أموال عدد من جمعياتنا التعاونية بعد أن وصل إلى مجالس إداراتها بصوت المواطنين.. هل هو وافد؟! من فتح المنافذ البرية والجوية نظير -المقسوم- ليفر بعض المطلوبين للعدالة.. هل هو وافد؟! من فتح أبواب الميناء ليلاً لتخرج الحاويات المُحَمَّلة بالممنوعات.. هل هو وافد؟! من حفر حفرةً في أراضي السجون ووارى فيها سوءةَ أعمالهِ وممنوعاته.. هل هو وافد؟! من سمح أو أجاز مخالفات وتجاوزات البناء في كل المناطق نظير رشى.. هل هو وافد؟! من قبض أموال المساكين المغتربين نظير كفالاتٍ آثمة وسرَّحهم في شوارع الكويت من دون عمل.. هل هو وافد؟! من هو البعض الذي دخل مجلس الأمة وخرج أو لا يزال وانتفخت جيوبه وأرصدته من الأموال الحكومية والعمولات.. هل هو وافد؟! من دفع ودبر بليل شهادة علمية مزورة أو وهمية ليفوز بمنصب حكومي من دون وجه حق.. هل هو وافد؟! عزيزتي.. الأمثلة أكثر من أن نُحصيها في مقالة لا تتعدى كلماتها 500 كلمة بعد أن اختلت الموازين وانحرفت الضمائر وغُلت يد القوانين فاستشرى الفساد الذي مارسه بعض المواطنين من تربتنا الكويتية الطيبة، وأنتِ وزملاؤك بالطبع أكثر علماً منا بمواطِن وأشكال الفساد بحكم موقعكم والمعلومات التي تحت أيديكم.. فأرجوك أيتها العزيزة أن تسلكي وكل من يريد الإصلاح سكة أخرى، دون أن ننسى أهمية إعادة التوازن للتركيبة السكانية، ولكن بالتأكيد ليس عَبْرَ ما تطرحينه من أساليب.. وما زلنا ننتظر ممن نتوَّسم فيهِم الخير من النواب المناقشة الصريحة لهذه القضايا وغيرها كبداية للإصلاح الحقيقي مع البعد عن استخدام المصطلحات الكويتية التراثية أو الخطب المُنَمَّقة.. وشتّان بين من يرغب في صناعة نجمه ومن يسعى جاداً لصناعة مستقبل الإصلاح في وطنه.. ولكَ اللهُ يا وطن. *** إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده إلى أجل مُسمى.. فاصبر واحتسب: أحرُّ التعازي للزميل الفاضل د. عبدالعزيز الغانم وآل الغانم الكرام، وللزميلة الفاضلة د. معصومة مبارك بفقيديهما فلذتي أكبادهم، للفقيدين الرحمة ولكم الصبر والسلوان… «إنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ». د. موضي عبدالعزيز الحمود

مشاركة :