«دبي وتراثنا الحي»... إطلالة على الحِرف الإماراتية

  • 3/3/2018
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

في وسط الساحة المقابلة للمسرح الثقافي في القرية العالمية، نُصبت مجموعة من الخيام التي تستحضر تراث الإمارات، في النسخة الثامنة من مهرجان دبي وتراثنا الحي الذي تنظمه هيئة دبي للثقافة والفنون، والذي انطلق أول من أمس، ليكون برنامجه لهذه الدورة بمثابة إطلالة على الحرف الإماراتية، حيث يعمل على إعادة إحيائها والتعريف بها، وتقديمها للزوار باللغتين العربية والإنجليزية، فيما تتم الإضاءة على حرفة في كل أسبوع على امتداد الأسابيع الستة للمهرجان. ورش عمل وبرنامج حافل تشارك مراكز دبي للتنمية التراثية التابعة لدبي للثقافة ببرنامج حافل بالفعاليات طوال الأسابيع الستة الخاصة بالمهرجان، الذي تتخلله أيضاً فعاليات تحت شعار «عام زايد وحب الوطن»، وأنشطة أخرى، مثل إعادة تدوير المواد إلى منتجات لها طابع تراثي، والأهازيج الشعبية، وورش العمل المعنية بالحرف التقليدية، التي سيتولى تقديمها طلاب المراكز للجمهور. وسيسلّط المهرجان الضوء على عدد من الفنون الشعبية، منها فنون العيالة والحربية والأنديمة، مع تقديم عروض اليولة والرزفة. في كل يوم حرفة قديمة يتعرف إليها الزوار. مديرة إدارة البرامج التراثية والثقافية في هيئة دبي للثقافة والفنون، فاطمة لوتاه، قالت لـ«الإمارات اليوم» إن الدورة الحالية تحمل عنوان «عين على التراث الثقافي الإماراتي»، مضيفة أن «الهدف من المشاركة هنا هو التثقيف بالحرف الإماراتية، بحيث سيتم تناول حرفة في كل أسبوع، مع وجود مدربة تتكلم الإنجليزية، لتقدم المعلومات لكل الجنسيات والثقافات». ولفتت إلى أنهم اختاروا القرية العالمية، كون الدورة الحالية دورة تثقيفية بامتياز، ومن خلال القرية يمكنهم الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة، وتوصيل المعلومات حول كيفية الصناعة، والمواد الأولية التي تستخدم في الصناعة المحلية. إضافة إلى ذلك، أشارت لوتاه إلى مشاركة مراكز التنمية التراثية للطلبة، التي افتتحت منذ ثماني سنوات في المدارس الحكومية، بحيث تتم تنمية وإحياء وتطوير الحرف مع الطلبة الذين باتوا قادرين على استخدام المواد الأولية، وتطوير استخدامها بشكل معاصر. أما التجديد الخاص بالمهرجان، فلفتت لوتاه إلى أنه يتجسد في التقديم المختلف من خلال التركيز على أفكار جديدة، مشيرة إلى وجود ست حرف في هذه الدورة، وهي التلي، وسف الخوص، وصناعة الفضة والبخور والعطور، وصناعة القهوة، وصناعة البراقع. مضيفة أنه «في كل يوم ستكون هناك مرحلة جديدة يتعرف إليها الزوار، كما أن الهيئة تقدم للزوار هدايا تذكارية هدفها الحفاظ على التراث»، منوهة أيضاً إلى «التحديات التي تواجه المحافظة على التراث في هذا العصر، ولهذا سيكون التركيز على الطلبة الذين باتوا ينتجون مواد يبيعونها، فالطلبة أصبحوا تجاراً صغاراً، وستقدم أعمالهم في إكسبو 2020». وستقدم النساء في الأسبوع الأول حرفة سف الخوص، التي تحدثت عنها عائشة عيد، موضحة تفاصيل هذه الحرفة «يمكن من خلال هذه الحرفة صناعة الكثير من الأغراض، ومنها السرود، والشبة، والجفير، والمهفة، وغيرها الكثير من الأدوات التي تدخل حيز الاستخدام اليومي». ولفتت إلى أنها تقدم خلال المهرجان الأغراض الصغيرة، علماً بأنها تقدم بأحجام مختلفة، فالسرود يصنع للأكل، بينما المخرفة تستخدم لوضع الرطب. وأوضحت أنهم يصنعون كل هذه الأدوات من سعف النخيل، حيث يتم وضعه في الماء لإكسابه الليونة، على أن يوضع في الماء لمدة تقارب ربع ساعة. وأشارت إلى أن القطعة الواحدة قد تستغرق أياماً كي تنجز، مؤكدة أنها مازالت تحافظ على هذه الأدوات في منزلها، إلى جانب قيامها بالحرف الأخرى. ونوهت بأنها نقلت الحرف إلى بناتها، وكذلك حفيدتها التي تبلغ من العمر 10 سنوات. أما تلوين السعف، فأشارت عيد إلى أنه يتم تلوينه من خلال الصباغ الذي يوضع داخل الماء، ومن خلاله يمكن الحصول على ألوان عديدة، والتنويع بين الألوان للحصول على أشكال عديدة ومتنوعة. أما حصة بخيت، فقد عرضت مجموعة من الأشغال اليدوية، التي تقوم بتنفيذها بنفسها وتحمل روح التراث، ومنها سجادة الصلاة التي صممتها على شكل حقيبة يد أو حقيبة للبحر، إلى جانب الفوانيس والمباخر التي ألصق عليها الكريستال. ولفتت بخيت إلى أنها تعمل على إنجاز هذه الأشغال المعاصرة والمأخوذة من روح التراث بنفسها، موضحة أنها تحرص على جلب هذه الأدوات التي تمنحها روح العصر من الأسواق الشعبية والتراثية في دبي. وتسعى بخيت إلى تطوير عملها، فهي تبيع الأغراض من خلال منصات التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن هذه الأغراض لاقت النجاح والرواج، لأن الناس تبحث عن هدايا خاصة وغير مكررة أو موجودة في الأسواق. من جهته، كان محمد راشد الجنيبي يحضر القهوة الإماراتية، مستخدماً المعدات التقليدية النحاسية، وبالطريقة التقليدية، وأطلعنا من خلال الحديث على الطريقة التقليدية لإعداد القهوة الإماراتية، مشيراً إلى أن تحضير القهوة في الخليج يتشابه، لكنها تحمل مزايا خاصة في كل دولة، ففي السعودية تتميز القهوة بكونها تميل إلى اللون الأصفر، بينما في الإمارات وعُمان تتشابه كثيراً، وليست صفراء اللون. ولفت إلى أنه في البداية لابد من تحميص القهوة، فهي تحمص من خمس إلى 10 دقائق، إلى أن تصبح بنية اللون، ثم توضع القهوة في الدلة الكبيرة، التي تسمى المخمرة، وحين تغلي تنقل إلى الدلة المتوسطة وتسمى الملقمة، وبعدها تنقل القهوة إلى الدلة الصغيرة، وتسمى المذلة. ولفت الجنيبي إلى أن القهوة توضع في هذه الدلال بالتتابع، ويتم تحضيرها وغليها على نار هادئة. أما المنحاز فهو الوعاء الذي توضع فيه حبوب القهوة ليتم طحنها يدوياً مع الهيل، فالقهوة الإماراتية لابد من وضعها مع الهيل، والبعض يضيف إليها القرنفل أو ماء الورد. جمعة السعدي كان يشبك القرقور الذي يستخدم لصيد السمك، ولفت إلى أنه يصنع من السيم، أي من الحديد، إلى جانب الزور الذي يؤخذ من النخل، بينما الحبال التي تستخدم تؤخذ من ليف النخل. ونوه بأن هذا القرقور الضخم يوضع داخل الماء ما يقارب شهراً، فتركه مدة أطول يجعل السمك يتجمع فيه بشكل أكبر، وهو من أكثر الأدوات الشعبية المستخدمة في الصيد، كونه يجلب صيداً وفيراً، ولفت إلى وجود العديد من الأدوات التقليدية، ومنها الليخ.

مشاركة :