دبي: محمدو لحبيب احتضنت قاعة «الراس2» بفندق دبي انتركونتيننتال ندوة نقاشية تحت عنوان «تحدي القراءة العربي»، وذلك في إطار فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان طيران الإمارات للآداب، وقد أدارت الندوة الإعلامية الإماراتية صفية الشحي، وتحدث فيها: عبد الله النعيمي منسق مشروع تحدي القراءة العربي، والخبيرة التربوية الدكتورة لطيفة النجار الفلاسي، والكاتبة الشابة دبي أبو الهول.ناقشت الندوة محاور عديدة تمثلت في متعة القراءة، وعلاقة الأجيال الجديدة بها، وكيف يمكن تحفيزهم من أجل تعلم القراءة واستحداث برنامج ثابت لها، كما ناقشت الندوة المحتوى القرائي العربي وكيف يتأخر حاليا عن نظيره الغربي الإنجليزي، ومدى علاقة ذلك بعزوف بعض الأجيال الجديدة من الأطفال واليافعين عن قراءة المحتوى العربي، وتفضيل الغربي عليه، ودور مشروع تحدي القراءة العربي الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، ليكون أكبر مشروع عربي في مجال القراءة وتحفيز طلاب المدارس عليها. عبد الله النعيمي قال: إن مشروع تحدي القراءة العربي يهدف إلى تشجيع العرب على القراءة بشكل عام، وذلك انطلاقاً من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للقراءة باعتبارها تنمية للعقل، وناشرة لقيم التسامح والانفتاح، وأبرز النعيمي أن تحدي القراءة العربي هو بمثابة صناعة للأمل في الوطن العربي كله، وقال إنهم في المشروع كانوا يستهدفون في البداية أن يصلوا لمليون طالب عربي، لكنهم وصلوا إلى ثلاثة ملايين طالب، وفي الدورة الثانية تزايد الرقم إلى ما يزيد على سبعة ملايين طالب إضافة لمدارس غير عربية، وأضاف النعيمي أنهم وبفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد باتوا كفريق يستهدفون اليوم كل العرب في كل دول العالم وحتى غير العرب من المتعلمين باللغة العربية.الكاتبة دبي أبو الهول تناولت في محور من محاور الندوة علاقة المحتوى العربي بعزوف الأجيال الحالية عن القراءة، واتجاهها نحو قراءة المحتوى الإنجليزي، وقالت في بداية مداخلتها إنهم كجيل شاب دائما ما يكونون عرضة للصور النمطية السلبية تجاههم بسبب ذلك، وأرجعت ذلك إلى عدة عوامل من بينها اختلاف الوسط الذي ينشؤون فيه حيث التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي وشبكات الإنترنت التي باتت توفر إمكانات مختلفة للقراءة، وبطريقة عرض سريعة ومختصرة تجتذب الجيل الحالي أكثر، وتجعله في بعضه على الأقل عازفا عن قراءة الكتب العادية الورقية.وأشارت أبو الهول إلى أن المحتوى العربي المقدم للأطفال واليافعين في المدارس مثلا هو محتوى يغلب عليه الوعظ ولا يتسق مع الواقع، وبالتالي لا يكون مقنعا وجذابا للطفل، وطالبت بضرورة تغيير ذلك.وأكدت أبو الهول أن قراءاتها الشخصية في بداياتها كانت من المحتوى الغربي الإنجليزي، لكنها في كتاباتها حاولت العودة إلى المحتوى المحلي الإماراتي والبحث عن سماته الخاصة وتقديمها في كتبها.الدكتورة لطيفة النجار الفلاسي أكدت أن المعلم هو مفتاح أساسي في تعظيم القراءة في نفوس النشء، واتفقت مع دبي أبو الهول حول نقد المحتوى العربي الموجه للطفل من حيث عدم اتساقه وتطابقه مع الواقع، وطالبت الفلاسي بأن ينتهج المعلمون نهجا خاصا في تحفيز الطلاب على القراءة، من خلال النقاش معهم حول ما يقرؤه المعلمون أنفسهم من كتب حتى ولو كانت موجهة للكبار، وعدم الاكتفاء بحدود المنهج التربوي فقط.وشدد عبد الله النعيمي في نهاية الجلسة على أن ثمة دورا مهما في مشروع تحدي القراءة العربي للمشرفين على الطلاب والذين توكل إليهم مهمة مراجعة الكتب مع الطلاب في المدارس وتحفيزهم لتقديم اختصارات لها بعد قراءتها.حضر الندوة جمهور متنوع وشهدت نقاشات جدية حول موضوعها والآفاق التي يفتحها تحدي القراءة العربي كأكبر مشروع للقراءة بات يغير خريطة القراءة ومستوياتها في الوطن العربي نحو الوصول لأرقام مذهلة وكبيرة.
مشاركة :