طلبت الولايات المتحدة من مجلس الأمن الدولي تشكيل لجنة جديدة للتحقيق في استخدام أسلحة كيماوية في سوريا بعد تقارير عن تعرض منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق لهجمات بغاز الكلور، بحسب مشروع قرار قدمته واشنطن الخميس، فيما أكدت باريس وواشنطن أنهما «لن تتسامحا مع الإفلات من العقاب» حول استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، كما دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى وجوب «محاسبة» النظام السوري على الهجمات وعمليات القصف على المدنيين في الغوطة الشرقية، وطالبت الدول الثلاث أمريكا وألمانيا وفرنسا بالتطبيق الفوري لقرار مجلس الأمن رقم 2401.واجتمع دبلوماسيون في الأمم المتحدة الخميس للتباحث في مشروع القرار الأمريكي الذي قدمته البعثة الأمريكية الأربعاء بعيد أيام على إعلان المرصد السوري وطبيب أن طفلاً توفي و13 شخصا على الأقل واجهوا صعوبات في التنفس في بلدة في الغوطة الشرقية بعدما تعرضت لقصف من قوات النظام السوري.ويدعو مشروع القرار الأمريكي إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية تحت اسم «آلية التحقيق الأممية المستقلة» (يونيمي) تكون مدة تفويضها سنة واحدة ومهمتها «تحديد المسؤولين عن شن هجمات بالسلاح الكيماوي في سوريا». ولكن دبلوماسياً في المنظمة الدولية أكد أنه من المستبعد كثيرا أن توافق روسيا على مشروع القرار الأمريكي أو تسمح بتمريره.من جهة أخرى، أعلنت الرئاسة الفرنسية أمس في بيان أنها وواشنطن «لن تتسامحا مع الإفلات من العقاب» في حال «استخدام موثق» لأسلحة كيماوية في سوريا، وذلك إثر اتصال هاتفي بين الرئيس ايمانويل ماكرون ونظيره الأمريكي دونالد ترامب. وجاء في البيان أن الرئيسين «اشترطا التطبيق الفوري للقرار 2401 الذي أقر بالإجماع في مجلس الأمن الدولي»، مضيفا أن ماكرون «ذكر بأنه سيكون هناك رد حازم في حال استخدام موثق لوسائل كيماوية أدى إلى مقتل مدنيين، وذلك بالتنسيق مع حلفائنا الأمريكيين». وتابع بيان الرئاسة الفرنسية إنه و«إزاء مواصلة القصف دون تمييز بحق مدنيين وخصوصا في الغوطة الشرقية وتدهور الوضع الإنساني بشكل متواصل فإن رئيس الجمهورية ونظيره الأمريكي شددا على ضرورة أن تمارس روسيا ضغوطا قصوى دون التباس على النظام السوري حتى يعلن بوضوح التزامه احترام قرار مجلس الأمن الدولي. ومن جانبها، أعلنت المستشارية الألمانية في بيان أن ميركل وترامب اعتبرا خلال مكالمة هاتفية جرت الخميس أن النظام السوري يجب أن يحاسب على التدهور المتواصل للوضع الإنساني في الغوطة الشرقية، وهذا ينطبق على استخدام نظام (الرئيس بشار) أسلحة كيماوية كما على الهجمات على المدنيين وتجميد المساعدة الإنسانية.ودعت ميركل وترامب موسكو من جهة أخرى إلى «وقف مشاركتها في عمليات القصف على الغوطة الشرقية وحض نظام بشار الأسد على وقف العمليات العسكرية ضد مناطق المدنيين». كما حض المسؤولان موسكو وطهران ودمشق على تطبيق «فوري» لقرار مجلس الأمن الذي نص على وقف إطلاق نار «من دون تأخير» في سوريا. وكانت المتحدثة باسم «البنتاجون» دانا وايت دعت الخميس روسيا إلى الضغط على رئيس النظام السوري بشار الأسد لاحترام الهدنة في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، معتبرة أن فشل الهدنة «مقلق». وقالت إن «فشل وقف إطلاق النار يطرح تساؤلات حول الالتزام الروسي بوقف تصعيد العنف وبالتفاوض من أجل حل سياسي». (وكالات)
مشاركة :