الجزائر- فتح وزير الشباب والرياضة الجزائري الهادي ولد علي، حلقة من مسلسل المتاعب التي تلاحق الكرة الجزائرية على مستوى الدوري والمنتخبات، بعدما وجه انتقادات للاتحاد العربي لكرة القدم، بعد توجيه الأخير دعوة المشاركة لناديي وفاق سطيف واتحاد الجزائر. وذكر ولد علي في ندوة حول تجهيز الملاعب، أن “قرار الاتحاد العربي هو تدخل في شؤون الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وأن الأخير هو المخول بتعيين النادي الذي يمثل الكرة الجزائرية في هذا المنافسة “، في إشارة تعكس العلاقة الفاترة بين الهيئتين، منذ مجيء المكتب الجديد إلى مبنى دالي إبراهيم“. وكان الاتحاد العربي لكرة القدم، قد راسل الاتحاد الجزائري لإبلاغه بدعوة وفاق سطيف واتحاد الجزائر للمشاركة في منافسة الدوري العربي خلال هذا الموسم، على أن تدخل نصوص ومواثيق المنافسة حيز التطبيق خلال الموسم القادم، بشكل يتيح للاتحاد المحلي تسمية النادي المشارك، وفق النتائج النهائية للمنافسة. وتذكر مصادر مطلعة، أن الاتحاد الجزائري يتجه إلى مقاطعة المنافسة العربية، بدعوى عدم استشارته بشأن النوادي المقترحة، بسبب الأجندة الداخلية وإمكانية مشاركة الوفاق في المنافسات القارية، ما سيعيق برمجة الدوري خلال الموسم القادم. وأضافت المصادر، أن “حالة من لي الذراع تسود بين مسؤولي الاتحاد المحلي، والمسؤول البارز في الاتحاد العربي محمد روراوة، على خلفية الصراعات الخفية بينهما، بسبب الظروف التي أحاطت برحيل المكتب الاتحادي السابق ومجيء المكتب الحالي بقيادة خير الدين زطشي”. وسبق لنائب رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم عمار بهلول، أنه قد كشف عن مشاركة نادي اتحاد بلعباس في المنافسة العربية، وتم إبلاغ إدارة النادي بالأمر، لكنه لم يقدم ما تم الاستناد إليه، إلا ما تم تأويله من نصوص الدوري العربي في طبعته المتوقفة. وأثار حينها القرار لغطا في الشارع الكروي الجزائري، بسبب الغموض الذي لف الأمر واعتبر أنصار وفاق سطيف، أن “ناديهم هو صاحب الأحقية في المشاركة وأن الاتحاد يصفي حساباته معه، بسبب الخلافات الشخصية بين مسؤولي النادي والاتحاد، الذي يكيل بمكيالين”. الغرامات المالية كان مسؤولو الاتحاد، قد قرروا دفع الغرامات المالية التي فرضها الفيفا على بعض النوادي الجزائري، وألزمها بتسوية ديون لاعبين أجانب في ظرف زمني محدود، قبل دخولها تحت طائلة العقوبات الدولية، لكنه مارس الانتقائية في مساعدة تلك النوادي على تجاوز أزماتها مع الاتحاد الدولي. وفيما تكفل بتسديد غرامات كل من اتحاد بلعباس وشباب بلوزداد، تم استثناء نادي وفاق سطيف، مما أثار استياء الشارع والمسؤولين في النادي، الذين وجهوا اتهامات المحاباة والانتقائية لهيئة خير الدين زطشي، والعمل على معاقبة الوفاق بمختلف الوسائل. خصومات الوزير مع الكثير من الفاعلين في الساحة الرياضية تعددت بشكل ينذر بدخول الرياضة في دوامة داخلية وامتدت حالة الغليان في الشارع الرياضي من مدينة سطيف إلى تيزي وزو، بسبب قرار الاتحاد القاضي بعدم تأهيل ملعب أول نوفمبر لاحتضان لقاء دور ربع النهائي بين الشبيبة واتحاد البليدة، بدعوى عدم توفره على الشروط اللازمة، وهو ما أثار غضب واستياء مسؤولي النادي. وصرح الرئيس السابق لشبيبة القبائل محمد شريف حناشي، بأن “سلطة خير الدين زطشي تعمل على استفزاز الشارع الكروي بقرارات غير مسؤولة وهي تكيل بمكيالين مع نوادي الدوري المحترف، وفق الحسابات والمصالح الضيقة للأشخاص، ومن غير المعقول أن يستثنى ملعب أول نوفمبر من هذه المنافسة، وهو الذي ظل يحتضنها طيلة العقود الماضية“. وفيما امتثلت لجنة تنظيم كأس الجمهورية لضغط الشارع القبائلي وأقرت بإجراء مقابلة الكأس الجمعة، بملعب أول نوفمبر، بعد إيفاد لجنة معينة، أعلن مسؤولي اتحاد البليدة عن رفضهم مواجهة الشبيبة في الملعب المذكور، واتهموا اللجنة بالإذعان للكواليس وضغط الشارع بدل مراعاة النصوص القانونية. ولم يعد وزير الشباب والرياضة يلتزم التحفظ المهني ولا يخفي تعاطفه مع القيادة الحالية للمكتب الاتحادي، حيث يدخل في أدق التفاصيل والمهام الواقعة في صلب صلاحياته، مما يؤكد وقوفه وراء التغييرات التي مست الهيئة الكروية، ويضع الكرة الجزائرية أمام تهديدات إدراجها تحت طائلة العقوبات الدولية، بسبب الرفض القطعي لتدخل الهيئات الحكومية في شؤون الكرة. وبات الهادي ولد علي، في حالة دفاع عن الاتحاد الحالي، رغم الأخطاء المتكررة له في تسيير شؤون اللعبة على مستوى الدوري والمنتخبات، وكان أول المتفاعلين مع دعوة الاتحاد العربي لناديي وفاق سطيف واتحاد الجزائر، فيما التزم الاتحاد المخول قانونيا ومهنيا بالخوض في المسألة. وتعددت خصومات الوزير مع الكثير من الفاعلين في الساحة الرياضية، بشكل ينذر بدخول الرياضة في دوامة داخلية وخارجية، فبسبب خلافاته مع رئيس اللجنة الأولمبية مصطفى بيراف، ورفضه الصريح للثقة المجددة فيه من طرف مختلف الاتحادات الرياضية، تم تأخير أشغال التحضير للألعاب الأولمبية المقرر أن تحتضنها مدينة وهران ( 450 كلم غربي العاصمة ) العام 2021. التركة البشرية على صعيد آخر، لم يجد مسؤولي الاتحاد من مسلسل التخلص من التركة البشرية للاتحاد السابق، غير اللجوء إلى تنصيب هيئات مؤقتة، لتسيير مصالح اللعبة، رغم مخاطر الانفجار التي تهدد الدوري المحلي، بسبب هيمنة الأساليب المشبوهة على الجولات الأخيرة من عمر الدوري. فبعد سحب البساط من تحت الرئيس المقال محفوظ قرباج، من رئاسة الرابطة الجزائرية لكرة القدم واستخلافه بهيئة مؤقتة، جرى دفع رئيس لجنة الانضباط حميد حداج لرمي المنشفة وتعويضه بمسؤول من رابطة الهواة، للإشراف على تسيير شؤون الهيئة. وصرح حميد حداج لوسائل الإعلام عقب تقديم استقالته أنه “يرفض العمل في جو موبوء ومتعفن، ولا يقبل بتدخل مسؤولي الاتحاد في مهامه وصلاحياته، من أجل ترتيب عمل اللجنة المتعلق بتطبيق القانون على الخروقات والتجاوزات على جميع الفاعلين؛ رؤساء نوادي، نوادي، لاعبين.. وغيرهم”. وكانت جهات محسوبة على المكتب الاتحادي الحالي، قد وجهت أصابع الاتهام للرئيس السابق محمد روراوة، بالعمل على إرباك وعدم استقرار الاتحاد، بالوقوف وراء ما أسمته بـ”ضغوطات” الاتحاد العربي لكرة القدم، على خلفية شغله لمنصب نائب الرئيس في الظرف الراهن. ويرى المدرب لخضر عجالي، في اتصال لـ”العرب”، أن “الكرة الجزائرية تمر بأزمة عميقة، والمرض استشرى في جميع المفاصل، ولا مخرج لها إلا في إصلاح جذري، أما الحلول الآنية ما هي إلا آليات مؤقتة لتسيير هذه المرحلة أو تلك”. وأضاف “سياسة الترقيع والمصالح وتصفية الحسابات تسير بالكرة المحلية إلى الانسداد، وإذا لم تتوفر الإرادة والجرأة لدى المسؤولين، فليس غريبا أن ينتهي هذا الموسم إلى ظواهر تسيء إلى سمعتها وصورتها في المحافل القارية والدولية”.
مشاركة :