دأبت العناصر الإرهابية في سيناء خلال السنوات الماضية، على توزيع منشورات يدعو بعضها الأهالي إلى الرضوخ للتنظيم، وآخر يحذّر من خروج النساء من دون محرم، أو بيع السجائر التي كان يحرّمها. لكن مع انطلاق العملية العسكرية الشاملة «سيناء 2018» لتطهير المحافظة من العناصر الإرهابية، باتت تلك العناصر المختبئة في أوكار ومخابئ بعضها تحت الأرض، المتلقي لرسائل قوات الجيش التي فرضت سيطرة كاملة على المدينة، مفادها: «الاستسلام أو القتل». وتعد مروحيات القوات المسلحة عنصراً أساسياً وحيوياً في العملية العسكرية الشاملة، إذ قضت خلال 3 أسابيع من انطلاق العملية العسكرية في 9 شباط (فبراير) الماضي على 187 هدفاً من الأوكار الإرهابية، عدا عن القضاء على خلايا مسلّحة وعربات دفع رباعي. وتوكل إلى تلك المروحيات مهمات استطلاعية للكشف عن البؤر الإرهابية في الظهيرين الصحراوي والجبلي، وهي تمطر في الوقت نفسه صحراء شبه جزيرة سيناء ومدنها بوابل من المنشورات الموجهة إلى العناصر الإرهابية، تدعوهم إلى الاستسلام مقابل خضوعهم للمحاكمة، وإما القضاء عليهم جميعاً. وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أكد خلال افتتاحه مقر قيادة شرق القناة لمكافحة الإرهاب الأسبوع الماضي، على «إبادة الإرهابيين عن وجه الأرض (في سيناء)»، وقال: «لن يحدث غير ذلك، ومن يسلم منهم نفسه سيحاكم وفق القانون». وشدد الخبير العسكري اللواء جمال مظلوم في حديث إلى «الحياة» على أهمية تلك المنشورات وضرورة توظيفها في جميع العمليات العسكرية سواء لمخاطبة المدنيين في نطاق العملية أو العدو. وقال إن «ما يتبعه الجيش في سيناء، متبع لدى كل جيوش العالم في العمليات العسكرية الكبرى، فالجيش الأميركي خلال غزوه العراق ألقى منشورات على المدنيين فيها يحضهم على التعاون معه وعدم التعاون مع الرئيس السابق صدام حسين والجيش العراقي ويحذرهم من نتائج ذلك». وأضاف أن العملية العسكرية في سيناء حريصة على عدم المس بالمدنيين، وتمتنع عن ضرب أي هدف بينهم، لذلك تلجأ إلى المنشورات لدعوة العناصر المختبئة إلى تسليم أنفسهم ووعدهم بتخفيف العقاب، بدلاً من أن يُقتلوا، إذ لا مصير أمامهم سوى الاستسلام أو الموت». ولفت إلى أن «ذلك يندرج تحت بند الحرص على المدنيين، ويعد كذلك من قبيل الحرب النفسية لمواجهة العناصر الإرهابية». وأشار مظلوم إلى أن المنشورات تدفع البعض بالفعل إلى تسليم نفسه، خصوصاً في ظل اتساع العملية العسكرية في سيناء، وتمشيطها الدقيق لها، ما يؤكد عزم القوات القضاء على تلك العناصر فيها.
مشاركة :