تظهر تقديرات جديدة للبنك الدولي أن ما يقرب من ملياري شخص يعيشون في بلدان تعاني من الهشاشة ويتوزعون في البلدان منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل. وسيجتمع نحو 1000 شخص في الفترة من 5 إلى 7 مارس الجاري بواشنطن في منتدى البنك الدولي حول الهشاشة لعام 2018، لبحث مخاطر الهشاشة في العالم، وتجرب الدول في معالجة مختلف أنواع الهشاشة الإقتصادية، حيث سيجتمع في المنتدى واضعو السياسات من البلدان النامية والمتقدمة، وممارسون من وكالات الإغاثة الإنسانية ومؤسسات التنمية، والهيئات المعنية بالسلم والأمن، وأكاديميون وممثلون عن القطاع الخاص بهدف زيادة تأثيرنا الجماعي في البلدان التي تعاني من الهشاشة والصراع والعنف. وقال "فرانك بوسكيه" الخبير في البنك الدولي: يعكس المنتدى، الذي ينعقد تحت شعار "إدارة المخاطر من أجل السلام والاستقرار"، نقلة استراتيجية في كيفية تصدي المجتمع الدولي للهشاشة والصراع والعنف، وذلك ضمن سبل أخرى تضع الوقاية في المقام الأول. ونوه إلى الدراسة القادمة التي أجراها البنك الدولي بالاشتراك مع الأمم المتحدة بعنوان: مسارات للسلام: نُهج شاملة لمنع نشوب الصراع العنيف، والتي تؤكد على ضرورة أن يعيد العالم التركيز على الوقاية كوسيلة لتحقيق السلام، كما يرى مؤلفًا التقرير أن الهدف الرئيسي هو تحديد المخاطر مبكرا والعمل عن كثب مع الحكومات لتحسين سبل التصدي لهذه المخاطر وتعزيز احتواء كافة الفئات. وقال: في عام 2016، كان عدد البلدان التي شهدت صراعات عنيفة أكبر من أي وقت مضي خلال الثلاثين عاما الماضية،ونود منع نشوب الصراعات قبل أن تستعر للتأكد من أن البلدان أكثر قدرة على حماية مواطنيها والحفاظ على مكاسب التنمية التي أحرزتها خلال العقود الأخيرة. وقال فرانك: مع التقاء المشاركين من 90 بلدًا وأكثر من 400 منظمة، يؤكد منتدى البنك الدولي حول الهشاشة على أهمية الشراكة، فنحن نعلم أنه ما من بلد أو منظمة يستطيع وحده أن يكافح هذه الأوضاع عالميًا وينتصر؛ بل إن هذا يتطلب تعاونًا وثيقًا وتضافرًا لجهود العديد من المؤسسات العاملة مع الحكومات لإجراء المزيد من البحوث والبيانات، وتحسين السياسات، وزيادة الموارد لوضع حلول أفضل. وبين أن البنك الدولي يكثف جهوده لتعظيم تأثيرنا على الهشاشة والصراعات والعنف، ونعمل من خلال المؤسسة الدولية للتنمية على مضاعفة الموارد للبلدان التي تعاني من الهشاشة والصراعات والعنف لتبلغ أكثر من 14 مليار دولار. ولفت فرانك إلى انه تم وضع آليات جديدة للتمويل، تشمل ملياري دولار لدعم اللاجئين والمجتمعات المحلية المضيفة لهم، و2.5 مليار دولار لتحفيز مشاريع القطاع الخاص، بالإضافة إلى العمل مع الشركاء العالميين، فإننا نعمل أيضا مع كافة مؤسساتنا للاستفادة من مجموعة الأدوات والتمويل والمعارف المتاحة. وأضاف: تقع مكافحة الهشاشة والصراع والعنف في الصميم من رسالة البنك لإنهاء الفقر، وتظهر التوقعات أنه بحلول عام 2030 سيعيش ما بين 43 إلى 60% من فقراء العالم في البلدان التي تعاني من الهشاشة والصراعات والعنف، ومع اقتراب المنتدى، لدينا أمل في أن يتيح المجتمع الدولي لنفسه فرصة للتأمل في ملايين البشر الذين يعانون بالفعل من آثار الحرب وصراعات أخرى أولئك الذين قضوا في هذه الصراعات وهؤلاء الذين أجبروا على مغادرة منازلهم نتيجة لذلك، وخلال المنتدى، سنستمع مباشرة لواضعي السياسات من أفغانستان وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد والعراق والأردن والنيجر ونيجيريا والصومال وطاجيكستان عن أساليب مواجهة بلادهم للهشاشة والصراع والعنف، وأيضا من ممثلي المنظمات العالمية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ولجنة الإنقاذ الدولية، وفيلق الرحمة، وصندوق إنقاذ الطفولة، والمعهد الأمريكي للسلام، واليونيسف وغيرهم سيكشفون عما يفعلونه لدعم ومساعدة البلدان ومواطنيهم الأشد ضعفًا.
مشاركة :