رحل كعكي.. وبقي الأثر

  • 3/3/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

سعيد المعبدي - جدة A A بالأمس القريب ودعت الكرة السعودية أحد علامات رعيلها الأول ورياضييها المخضرمين، عبدالله كعكي، بعد مسيرة حافلة سواء في اللعب أو التحكيم أو العمل الرياضي عمومًا، تاركًا وراءه شواهد عدة تبرهن على تميزه وتأثيره منذ أن كان لاعبًا في نادي الوحدة الذي يعتبر أحد مؤسسيه، قبل أن يتحوّل إلى التحكيم بسبب إصابة في الغضروف حرمته من مواصلة مشواره الكروي، لينال شرف كونه أول حكم سعودي يحمل الشارة الدولية، ويرشحه الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» لقيادة مباراة دولية بين منتخبي السودان وإثيوبيا في تصفيات أولمبياد روما 1957، وتقديرًا لتميزه كرمه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل عام 1388هـ بجائزة أفضل حكم، وبعد إطلاق صافرته التحكيمية الأخيرة، انتقل إلى العمل الإداري وكان أول مدير لمكتب رعاية الشباب بجدة. «المدينة» قلبت أوراق الماضي وأبحرت في تاريخ الفقيد، مع بعض ممن عاصروه خلال مسيرته المهنية، من أجل إلقاء الضوء على مآثر الراحل وبعض الجوانب الإنسانية والمهنية في حياته، وكانت البداية مع المدير السابق لمكتب رعاية الشباب بجدة صالح الدعيجي، الذي قال: «هذا الرجل يستحق ذكره لأنه ترك أثرًا طيبًا، وأعتبره أستاذي، عاصرته منذ عام 1397 وكان أستاذًا في تعامله مع الجميع». وأضاف: «الفقيد خدم الرياضة منذ أن كانت تديرها وزارة الداخلية، ومن بعدها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وبدأ حياته محبًا لكرة القدم، من خلال ناشئي الوحدة، إلى أن وصل لأعلى المستويات، لينضم إلى صفوف المنتخب الوطني الأول، وبعد اعتزاله لاعبًا اتجه للتحكيم وبلغ القمة أيضًا، وله أولويات كثيرة في مجال الرياضة، حيث كان أول حكم سعودي ينال الشارة الدولية ويحكم مباراة دولية خارج المملكة بين السودان وإثيوبيا». وتابع: «عبدالله كعكي رحمه الله، رجل دمث الخلق، قريب من الجميع، وكان له العديد من المواقف النبيلة التي لا ينساها كل من تعامل معه». من جهته، عبَّر محمد المرزوق رئيس لجنة الحكام سابقًا، وواحد ممن عاصروا كعكي خلال مسيرته كحكم أو في رعاية الشباب، عن بالغ حزنه لرحيل أحد رفقاء دربه، واستهلّ حديثه لـ»المدينة» بالإشارة إلى معلومة أنه (كعكي) أول حكم سعودي يحصل على الشارة الدولية، وقال: «الرجل خدم الرياضة السعودية منذ نشأتها ويعتبر من المؤسسين لنادي الوحدة». وأضاف: «علاقته بنا كانت كعلاقة الأخ الأكبر بإخوته، وفرض احترامه على الجميع بطيب أخلاقه، رحمه الله، حتى إنَّه عندما كان نائبًا لرئيس لجنة الحكام عبدالرحمن الدهام آنذاك، كان يخاطب الحكام بأولادي، ويوجه النصح لهم، ولا يبخل عليهم بالتوجيهات والإرشادات التي تساعدهم على الظهور بصورة ترضي الجميع عنهم، وكذلك مراقبو المباريات، وكان بحق المحرك الرئيس والموجِّه الفني للتحكيم في ذلك الوقت».

مشاركة :