تيجاني بن محجوب الصويعي يكتب: كيفية التعامل مع المراهق

  • 3/3/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يبقى تطوّر المدرسة رهين تطوير النظام التربوي وضبط الأهداف المرسومة للرقي بمستوى المدرسة عموما كما أن تجدّد البرامج والمناهج التعليمية في كل مراحل التمدرس لا بدّ أن يتلاءم هذا التطوّر مع التغيّرات التي شهدها العالم عموما والمجتمع بما يتطلبه هذا الأخير من نواميس و قواعــد، وليكتمل هذا التطابق لا بدّ مــن وجود أدوات تنفيــذ تراكب التطويــر و التغييــر الحاصل وتطبيقه بمختلف جوانبه التشريعيـة، خصوصا وهي التي تنظم التصرّف اليومي في شؤون التلاميــذ (الطلاب) بكيفية معرفيــّة تضمن احترام القوانين والتراتيب المنظمة للحياة المدرسية حرمتها يصـون كرامــة المربي بمختلف رتبـة ووظائفه في المدرسة فضاء للتفاعل الاجتماعي الاجتماعية.يعرف الكلّ أن الطفل يبدأ التعلّم لبعض الأشياء الأوليّة في تعامله الاجتماعي (نظام الأكل، النوم، النظافة، ...) فإن ذلك يتمّ في فضاء يطغى عليه الجانب العاطفي مــن خــلال التصرف الودود مــن قبل الأب و الأم و غالبا ما يطغى على هذا التصرّف الحماية و التسامح.ولكنّ لتحوّل الطفل من الفضاء الأسري إلى الفضاء المدرسي، و هي المرحلة الابتدائية (من 6 إلى 11 سنة) في الطفــل التلاميــذ يكون ملزما ولأول مرّة ليتعلم الانضباط القوانيــن المنظمة للحياة المدرسية، وهي حياة جديدة عليــه وغريبـة تقيّد بعض تصرّفاتــه في هذا الفضاء الجديد.فالمدرسة يتعدّى دورها تلقين المعرفــة إلى التربيــة والإعداد الجيّد لطفل اليــوم ليكون فردا قادرا على الاندماج في حياة المجتمع الذي ينتمي إليـه وكيفيّة التواصل مــع الإطار التربوي بالمدرســة (مدرس، مرشد تربوي، إطار تأطير، مشرف إجتماعي، و بقيّة مكونات الإطار التربوي، ...) الذي مطالب على تعويد التلميذ على الاندماج و حســن التعامـل والتقيّد بالنظام واحترام القوانيــن وإدراك الواجب والحق المكفول بترتيب وقوانين.وإن كان التقيّد بالنظام والقوانيــن مطلوب فإنــه سوى وسيلــة مصطنعــة أو إلزاميــة تسلــط لفرض نوع مــن الســلام و الانضباط داخــل الفصــل لضمان استمرار الدرس و في مختلف الفضاءات (الساحــة، قاعــة المراجعــة، ...) لإيجاد جو ملائم للتعايش و ضمان التواصل المفيد... مع فرض نظام هادئ.أو فرض نظام هادئ بالساحات و في مختلف الفضاءات الأخرى بالمدرسة. و إنما هو سبيل من سبل أساس الأخلاق في النظام أخــلاق والقوانين أداة لفرض الانضباط الأخلاقي دون تسلــّط وكبت لتصرّفات الطفل العفويّة.والتعلــّم أيضا يأتي نتيجــة ملاحظة سلوك الآخريــن فالمدرســة تعيـد قيـــم المجتمــع و تختلف القواعد الموجودة فيه و كذلك التناقضات والفوارق الموجودة فيه فهي الأداة التي تقدّم إطار محكوم بقوانين تشريعية (قوانين، مناهــج)يرســم مستقبل المتتلمــذ و مــن خلالــه المجتمــع المستقبلي وذلك لما للمدرســة مــن علاقــة تفاعليــة مــع محيطها الخارجي بما يكفل ضخّ مبادئ يبدأ باحترام القوانين إلى المواطنة والانتماء.وعليه فإن الهدف التربوي يتطلب كثيــرا من الانضباط لتحقيقيه وتعويد التلميذ على جعل حدّ لحريته الفرديّة وامتثاله للقوانين.وسأحاول من خلال هذا البحث التعرّض إلى قضيّة القوانين التأديبيــة وأرصــد بعض الواقع السلوكي محاول تقويمه إلى جانب نظام المرافقة والمتابعة الإحتياطية لشؤون التلاميــذ (الطلبــة) إلى جانب رصــد بعض السلوكية وطرق التعامل معها.ومن المرافقــة ضرورة تربيــة الشباب التلمذي (الطلابي) على تلقائيــة الجمــع بين الشخصيــة الحرّة المسؤولــة والعمل المنظــّم النيّر الجاد والنافــع وهو ما يقتضي تعويــد هذه الفئــة من المجتمــع (التلاميذ) على تطعيــم الراية الوطنية و الولاء للوطن وتقديســه واحترام المربي لمختلف الأسلاك واحترام المدرســة والتحلي بروح المواطنــة والحسّ المدني وتعويده على ممارســة كل هذه المبادئ والقيم بشكل يومي داخل الوسط المدرسي.1) كيف نعالــج مخالفــة الطالب داخــل المدرســة.– مفهــوم المخالفـــــــــــــــــــــــةالمخالفــة هي الفعل الذي يتعارض مع القوانين والترتيب المنظمــة للحياة المدرسيــة وآداب التعايش داخــل الفضاء المدرسي و هي كذلك كلّ فعل يأتيه التلميذ (الطالب) يتضارب مــع المعايير العامــة التي وضعت للأشخاص. و المقصود من المعايير هو القواعد الضمنيّة أو المصرح بها والتي يتوجّب التقيّد بها و التي تفترض إسناد عقوبــة لمن يحي عنــها.- السلوك بالسوط المدرسي:في داخل المدرسة تتفاعــل مجموعات وجماعات مختلفــة بمرجعيات ثقافيــة وانتماء اجتماعي وكذلك مراحل عمريــة متفاوتــة مما ينتــج عن هــذا التفاعــل والاحتكاك توترات تؤدي في بعض الأحيان إلى تصرفات وسلــوك وردود أفعال غير محسوبــة تكــون متفاوتــة الخطــورة.وتختلف درجات خطــورة هذه المخالفات.فتكون تجاوزا للمعاييــر كالتشويش الظرفي والعفوي أثناء الدرس أو عدم إحضار بعض اللوازم المدرسيــة والتأخير غير المتعمّد... وهي مخالفــة بسيطــة يمكــن تجاوزها شرط أن لا تتكــرّر، لكن الحزم مطلــوب عند التجاوزات الخطيــرة كالجنوح الأخلاقي والتطاول على أحد الأطراف التربويــة وكذلك العصيان الجميع أو التشجيــع عليــه والعبث بالتجهيزات وغيره من السلوكيات التي مــن شأنــها شلّ السيــر العادي للحياة المدرسيــــة.كما تشمل هذه السلوكيات مخالفات تضرّ بالتلميذ وحده كالتقاعس عن العمل والتأخير المتعمــّد والتغيّب دون عذر شرعي وكل هــذه السلوكيات التي أتينا على ذكــر البعض منها يمكــن أن تأخذ شكلا تصاعديا في مستوى تواتراتــها و نوعيتها لفصل إلى حدّ التجاوزات و تحولها إلى ظاهــرة العنف بأنواعــه والذي قد يسلــط على الإطار البشري بل حتى الفضاء عموما كالعبث بالتجهيزات و الممتلكات و غير من السلوكيات التي تشكــل خطــرا على المدرســة وإطارها وباقي المتعلميـــن.ومن بين هذه المخالفات الخطيــرة و التي تطلب كما أسلفــنا تدخــلا حازما كالغشّ والذي يبلــغ في بعض الأحيان حدّ المجاهرة به من قبل بعض الأفراد الذين لم ينالوا عقوبــة تأديبيــة لثنيهــم على المخالفــة أو المجاهــرة بها.إن السكوت أو التغافل على هذه المخالفات يجعــل العلاقــة بين الطرفيــن التربوي، والتلمذي متشنجــة ومهتــزة و قد يبلــغ العدوانيــة السافــرة مما يؤثــر على المستوى العلائقي داخــل المدرســة و على صورتــها ومردوديتــها لتنشغــل المؤسســة متمثلــة في جهازها التأطير (أعوان التأطير، المشرف الاجتماعي، المشرف التربوي، "القيم العام"، وكذلك مدير المدرسة) لمعالجــة الظواهر السلوكيــة عوض تجويد الآداء وتوفير الجوّ الملائــم للتعلــّم في بيئــة سليمــة خاليــة من التوتّر العلائقي عموما.وتتشفى هذه الظواهر و السلوكيات بسبب شعور بالإحباط والعجز عن تطويق والتصدي لهذه الظواهــر السلوكيــة والشعــر بالظلم وعدم التفهـم لدى التلاميــذ من الأطراف المشرفــة والمؤطـّرة.

مشاركة :