عراقي فقد أسرته وذراعيه بغارة أميركية يحقق حلم الأبوة

  • 3/3/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

نال العراقي علي عباس شهرة سابقة في طفولته، ووصفه البعض بأيقونة الحرب على العراق في 2003، عقب نجاته من هجوم صاروخي أميركي، فقد خلاله جميع أفراد عائلته، وذراعيه كذلك. وبعد 15 عاما من الحادث، فقد حقق عباس حلمه بأن يصبح أباً بعدما رُزق بطفله الأول يوسف، حسبما ذكرت صحيفة «ديلي ميرور» البريطانية. وكانت فرص عباس في النجاة ضئيلة، عقب غارة بصاروخ أميركي على منزله في 2003، قتلت 16 فردا من عائلة عباس، غير أن عباس عانى من حروق بنسبة وصلت إلى 60 في المائة من جسده. وقد منحته الصحيفة البريطانية فرصة للعلاج في المملكة المتحدة حينما أطلقت حملة، بعدما طلب قراء توجيه المساعدة له في محنته وبعدما أرسلت إحدى الممرضات خطابا مفتوحا لرئيس الوزراء البريطاني آنذاك توني بلير لإنقاذ الطفل، ليتم جمع عشرات الآلاف من الجنيهات الإسترلينية لصالحه. ووصف عباس فرحته عقب ولادة طفله الأول قائلا: «في أسوأ اللحظات التي مررت بها في حياتي، لم أكن أتخيل أن أكون أبا يوما ما». وتابع: «يوسف هو كل مستقبلي، عائلتي، الآن ذراعاه هما ذراعاي، ومن الآن لباقي أيام حياتي سأستمتع بمشاهدته يفعل ما لم أستطع فعله». ويضيف الأب: «سأحول أن أكون خير قدوة له، ربما لا أستطيع أن أحمله، لكني سأتمدد بجانبه، وإن لم أستطع إطعامه بيدي، فبقدمي أهز علبة اللبن، وأحاول أن أكون أفضل أب له». وولد يوسف في أحد المستشفيات بوسط بغداد في 23 يناير (كانون الثاني)، عقب زواج بين عباس وفتاة عراقية تُدعى زينب تزوجا في فبراير (شباط) 2017. ونال عباس الجنسية البريطانية في 2010، ويعيش في لندن، ويزور العراق من فترة لأخرى، وفيها تعرف على زوجته زينب (21 عاما)، وعاد للعراق عقب أن علم أنها على موعد مع عملية الإنجاب للطفل الأول له. ويحكي عباس: «تلقيت مكالمة من والدة زينب أن موعد الولادة قد حان، فحجزت مقعدا على الطائرة الأقرب لي، لكني لم ألحق بالموعد أيضا، ولذلك انتظرت طوال الليل حتى تصلني أول صورة للطفل، بكيت كثيرا وصليت عندما رأيته، وشكرت الله على وصوله بأمان»... ويتابع: «لم أكن مخططا لزيارة العراق آنذاك، لكني لم أستطع الانتظار شوقا له». ويصف الأب اللقاء الأول مع طفله: «شعرت بقلبه ينبض... تلك لحظة خاصة لن أنساها». وقد أصبح عباس أيقونة للحرب في العراق عقب أن انتشرت صورته في الصحف والإعلام آنذاك. ونقل عقبها الطفل إلى مستشفى الملكة «كوين» في جنوب شرقي لندن، وحصل على ذراعين صناعيين، الآن لدى عباس طرفان صناعيان، ولكنه يستخدم قدميه في كثير من المهام.

مشاركة :