أ ف ب: يحرص القس الكويتي عمانوئيل غريب على إبراز هويته الخليجية أثناء أدائه الشعائر الدينية في الكنيسة الإنجيلية وسط عاصمة دولة الكويت. يعتمر القس، البالغ من العمر 68 عامًا، “الغترة والعقال” التقليديين مع الثوب الكهنوتي، وخارج الكنيسة، يحرص أيضًا على ارتداء “الدشداشة”، وهي اللباس التقليدي الكويتي، شأنه في ذلك شأن غالبية المواطنين. ويقول، قبل أشهر من احتفاله بالذكرى العشرين لسيامته، إنه لم يشعر “بتاتًا بأي تمييز”، سواء في بلاده أو في دول الخليج الأخرى بسبب لباسه الكهنوتي، ويضيف: “على العكس تمامًا، الجميع يرحبون بي أينما حللت”. الـ BBC تبث تقريراً عن «المسيحيين الكويتيين»: عددهم 246 مواطناً. pic.twitter.com/Tz5ieDsR2j — المجلس 🇰🇼 (@Almajlliss) ٣ مارس، ٢٠١٨ ولد القس الكويتي في منطقة القبلة في العاصمة الكويت، لأب مسيحي يدعى بنيامين، ومثل العديد من المسيحيين في المنطقة، تعود جذور عائلته إلى بلد آخر، وتحديدًا إلى قرية كربوران في جنوب شرق تركيا حيث ولد ونشأ والده. أما أمه، فتنتمي إلى طائفة السريان الأرثوذكس، وتعود أصولها إلى مدينة الموصل في شمال العراق. ويقول القس عمانوئيل، إن والده قدم إلى الكويت للمرة الأولى في العام 1928، وذلك بعد هروبه من جنوب شرق تركيا أثناء الحملات ضد الأرمن. لكنه سرعان ما غادر إلى البحرين، حيثُ استقر 12 عامًا، ثم انتقل إلى الموصل، وفي عام 1945، تزوج وعاد إلى الكويت ليستقر فيها وينجب 7 أبناء، أكبرهم عمانوئيل. وحرص بنيامين وزوجته على منح أطفالهما “تنشئة دينية، (…) كان يحثنا على التعايش مع الجميع، وخصوصًا جيراننا المسلمين”، يتذكر القس. نقطة تحول لم يختر عمانوئيل في بداية حياته أن يصبح قسًا رغم الجو الديني الذي نشأ فيه، حيث أنه تخرج من الجامعة مهندسًا في الجيولوجيا في العام 1971، ثم التحق بوزارة النفط. لكنه يقول، إن حضوره مؤتمرًا دينيًا في سويسرا العام 1981 غيّر مجرى حياته بالكامل.
مشاركة :