أحمد مراد (القاهرة) كشف خبراء اقتصاد ومحللون سياسيون في القاهرة، عن ملامح نجاح إجراءات المقاطعة المفروضة على قطر في تحقيق العديد من أهدافها طوال الأشهر الثمانية الماضية، ويأتي على رأسها عزل قطر عن محيطها الخليجي والعربي، الأمر الذي جعل النظام القطري يصاب بحالة مزمنة من الارتباك وعدم الاتزان وهي الحالة التي دفعت الدوحة إلى إقامة علاقات قوية مع اللوبي الصهيوني صاحب النفوذ الطاغي في الولايات المتحدة الأميركية، تزامنا مع سعيها الدؤوب إلى تعميق علاقاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية مع النظام الإيراني. وأوضح الخبراء والمحللون أن النظام القطري يحاول خداع شعبه عبر الترويج لأكاذيب عدم تأثر الاقتصاد القطري بإجراءات المقاطعة، وهو الأمر الذي فضحته العديد من المنظمات الاقتصادية الدولية، والتي كشفت عن أضرار بالغة لحقت بالاقتصاد القطري طوال الأشهر الثمانية الماضية، أبرزها قيام النظام الحاكم في الدوحة بالكثير من عمليات بيع الأرصدة القطرية في الخارج، وعمليات الاقتراض من أجل التغلب على تداعيات الأزمة المالية التي ترتبت على المقاطعة، فضلا عن تراجع حجم الودائع الأجنبية في البنوك القطرية، وسحب ما يقرب من 38 مليار دولار من الاحتياطي النقدي خلال شهرين فقط يونيو ويوليو الماضيين لمواجهة عملية الضغط التي تعرض لها الريال القطري. في البداية، شدد المحلل السياسي، د. سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، على نجاح إجراءات المقاطعة المفروضة على قطر في تحقيق العديد من أهدافها طوال الأشهر الثمانية الماضية، أبرزها عزل قطر عن محيطها الخليجي والعربي، الأمر الذي جعل النظام القطري يصاب بحالة مزمنة من الارتباك وعدم الاتزان، وهي الحالة التي ترتب عليها الكثير من السياسات الشاذة والمنحرفة، وهو الأمر الذي ظهر جليا في مساعي نظام تميم نحو إقامة علاقات مشبوهة مع اللوبي الصهيوني صاحب النفوذ الطاغي في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك تزامنا مع سعيه الدؤوب إلى تعميق علاقاته السياسية والاقتصادية والعسكرية مع النظام الإيراني. وقال د. اللاوندي: هذه التناقضات الفجة إن دلت على شيء إنما تدل على مدى الترنح والوضع المأساوي الذي يعيشه النظام القطري حاليا، حيث أوقع تميم بلاده في مأزق لا تحسد عليه، وكان أشبه بمن لف الحبل على عنقه لكي يشنق نفسه، والحقيقة أن العزلة التي أوجدت قطر نفسها فيها هي عزلة غير مسبوقة، فضلا عن الصعوبات والضغوط الاقتصادية والمالية التي تحاصر النظام القطري من جراء الخسائر الفادحة التي لحقت بالاقتصاد القطري بسبب إجراءات المقاطعة المفروضة عليه من قبل الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، الإمارات ومصر والسعودية والبحرين. وتوقع أن تستمر الأزمة القطرية لفترة طويلة، الأمر الذي يفاقم من عزلة الدوحة، خاصة أن محاولاتها للخروج من حالة العزلة التي فرضتها عليها الدول الأربع تعتمد في المقام الأول على البحث عن بدائل لدى إيران وإسرائيل اللتين فاخر أمير قطر بعلاقاته الجيدة معهما، ضاربا عرض الحائط بثوابت وقواعد السياسات العربية والخليجية التي تتفق على أن السيناريو الإيراني مكروه في المنطقة العربية. أما إسرائيل فهي العدو الكلاسيكي للأمة العربية، وبالتالي سوف تساهم مساعي قطر في تعميق علاقاتها بإسرائيل وإيران بإطالة أمد أزمتها السياسية والاقتصادية. الأمر نفسه يؤكد عليه د. معتز سلامة، رئيس وحدة دراسات الخليج بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، موضحاً أن إجراءات المقاطعة التي أعلنها الرباعي العربي، الإمارات ومصر والسعودية والبحرين، ضد النظام القطري أخرجت الدوحة من عباءة الدائرة الخليجية، وجعلتها أسيرة أكثر لمجموعات المصالح، والتي تسعى إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب السياسية والاقتصادية والعسكرية من خلال استغلال الأزمة القطرية الراهنة، والمؤسف أن قطر تعتبر هذا المركب الخاص بالمصالح هو الضامن الأكبر لأمنها القومي. وقال: يتوهم النظام القطري أن السبيل الأمثل والأوحد للخروج من حالة العزلة التي تعانيها قطر حاليا هو الاتجاه أكثر نحو إيران وتركيا وإسرائيل وأميركا، وهو بالتأكيد أمر لن يخرجها من عزلتها التي من المتوقع أن تستمر طويلا، وفي الحقيقة إذا كانت العزلة تدفع قطر أكثر نحو تركيا وإيران، وتربطها بمحاور ودوائر دولية أخرى، وإذا كان للعزلة خسائر بالنسبة للنظامين الخليجي والعربي، فإن الضرر القادم من قطر هو أفدح من أي أضرار يمكن أن تلحق بالنظام العربي والخليجي نتيجة ارتباط قطر بإيران وتركيا وإسرائيل.
مشاركة :