دبي: نادية سلطان ناقش نحو 500 مشارك من الخبراء والمتخصصين في مجال علاج الإدمان يمثلون أكثر من 40 جهة من 10 دول على مدار يومين، خلال المؤتمر الأول العالمي لعلاج وتأهيل المدمنين، الذي نظمه مركز «إرادة» في دبي، بالتعاون مع منظمة كارون المختصة في علاج الإدمان تحت شعار: «الإدمان.. مرض يصيب المخ ويؤثر على المجتمع» الأسباب التي تؤدي إلى الإدمان، والأساليب الحديثة للعلاج، مع استعراض عدد من التجارب الناجحة في هذا الإطار محلياً وعالمياً.وأكد المشاركون أن الإدمان على المخدرات والمؤثرات العقلية والكحوليات، هو مرض مزمن لابد من علاجه وتأهيل المتورطين فيه، وإعادة دمجهم في المجتمع، وأكدوا أن الإدمان يصاحبه عدد من الأمراض التي لها تأثيرات خطيرة على المخ.واستعرضت ورشتا العمل اللتان أقيمتا على هامش المؤتمر موضوعين مهمين حول «الارتداد العصبي كعلاج مساعد للإدمان»، و«استخدام حركة العين في علاج الإدمان، إلى جانب استعراض برنامج 12 خطوة الإسلامي في شفاء العديد من المدمنين.وأكد الحضور أهمية برامج التوعية من كافة الجهات المعنية في الدولة، وخاصة الأسرة والمدارس والجامعات، ودور التربية الأخلاقية في الوقاية من الوقوع في براثن المخدرات. مبدأ «السرية» وقال الدكتور عبد القادر الخياط، رئيس مركز «إرادة» للعلاج والتأهيل في دبي، إن المركز تمكن منذ تأسيسه العام الماضي من مساعدة 353 مدمناً للتغلب على الإدمان، ينتمون إلى الفئة العمرية ما بين 17 - 24 عاماً، من بينهم 18عنصراً نسائياً بالقسم النسائي الذي افتتح منذ شهرين فقط، مشيراً إلى أن ذلك مؤشر واضح على خطورة الأمر، وأن هناك مشكلة حقيقية.وقال إن الربط الإلكتروني لا يكفي فيما يتعلق بصرف الأدوية النفسية، ولابد من وجود رقابة ومتابعة من خلال زيادة الكوادر البشرية المراقِبة في وزارة الصحة للصرف الإلكتروني، خاصة أن الأدوية النفسية تؤدي إلى الإدمان.وأضاف الخياط: «إن المركز يقدم خدمات علاجية وتأهيلية ونفسية للذين ينقلون أنفسهم طوعاً، أو بناء على طلب أفراد العائلة، أو بأمر من السلطة القضائية المختصة، حيث يتم إخضاعهم لخطة علاجية تمتد من شهرين إلى أربعة أشهر على خمس مراحل، لافتاً إلى أن هناك زيادة في فئة الشباب الذين يتعاطون المخدرات. ومن المهم معالجة هذه الفئة من المجتمع». وأشار إلى أن المخدرات الحديثة المصنعة من أشد الأنواع خطورة، مؤكداً أن هناك نحو 150 نوعاً مخدراً مصنّعاً دخلت أسواق المنطقة.وأفاد بأن نسبة المتعافين تتراوح ما بين 60 إلى 70% حالياً، ولكن سنة واحدة ليست كافية للحكم على العمل بالمركز، وقال إن هناك انتكاسات تحدث بسبب أصدقاء السوء، وهناك كثير ممن يتعاطون الكحوليات أو المواد المخدرة، تواصلوا مع المركز للحصول على استشارات للإقلاع عن التعاطي. وقال إن المؤتمر سيتم تنظيمه كل عامين، حتى يكون منبراً للتلاقي لتبادل المعرفة والتدريب.3200 مريض وكشف الدكتور حمد الغافري، مدير عام المركز الوطني للتأهيل في أبوظبي، ورئيس اللجنة الوطنية للتأهيل والدمج المجتمعي في مجلس مكافحة المخدرات، عن استقبال المركز لنحو 3200 مريض منذ عام 2002 وحتى الآن، فيما بلغ عدد المرضى الذين استقبلهم العام الماضي وحده 650 مريضاً، من بينهم 63 تم إخضاعهم للعلاج داخل المستشفى، مشيراً إلى أن المركز يتابع 600 مريض شهرياً في العيادات الخارجية.وأضاف: «إن أكبر تحد يواجه علاج الإدمان، هو نقص الكوادر في هذا المجال، مما يستدعي تدريب وتأهيل أكاديميين للتعامل مع فئة المدمنين، مؤكداً أن المركز في طور إنشاء أول معهد تعليمي متكامل لعلوم الإدمان على مستوى العالم، يشمل جميع التخصصات». وأوضح أن المركز يستقبل مرضى من عمر 11 إلى 70 عاماً، منوهاً بأن عدد المراهقين يشكل ما نسبته 8% من إجمالي المرضى، فيما الأقراص المركبة هي الأكثر تداولاً بين المتعاطين، إلا أنه بشكل عام، فإن المرضى يقعون ضمن الفئة العمرية 17-35 عاماً، موضحاً أن نسبة التعافي بالمركز تصل 26%، فيما الانتكاسة تشكل 49%.وبشأن النساء قال إن المركز الوطني للتأهيل، لديه قسم خاص لعلاج وتأهيل مرضى الإدمان من النساء، بسرية تامة، وقد تم وضع برامج علاجية خاصة لهذه الفئة، مع الأخذ بعين الاعتبار عادات وتقاليد مجتمع الإمارات، ومعظمهن ما بين 20 إلى 30 عاماً. الحماية الشخصية وأشار الدكتور حسين مسيح، خبير الرعاية الاجتماعية بهيئة تنمية المجتمع في دبي، إلى أن برنامج الحماية الشخصية بمركز «عونك»، ساعد في الفترة ما بين 2011-2017، 625 مدمناً، وذلك ضمن مجموعات كل مجموعة تتضمن 25 شخصاً، منوهاً بأن مركز «عونك» يستقبل جميع الحالات من جميع الفئات العمرية من الذكور والإناث، كما يوفر خدمة التشخيص للأفراد الذين يعانون الإدمان. ورش عملية وكشف الدكتور يونس محمد البلوشي، عن أن المؤتمر استضاف 100 طالب متخصص في مجالات طب النفس، من جامعات داخل الدولة، للاطلاع على أبرز المستجدات في علاج الإدمان، عبر ورش عملية، وذلك بالتعاون مع جامعة هارفارد، ومنظمة كارون الأمريكية، والجمعية العالمية للطب النفسي، جنباً إلى جنب مع جهات ومؤسسات وطنية ومحلية، مثل هيئة تنمية المجتمع، و«أقدر»، ودائرة الشؤون الاجتماعية وشرطة دبي.وقال البروفيسور حمدي مصلحي، رئيس المؤتمر، المدير الطبي بمركز إرادة للعلاج والتأهيل، إن المؤتمر يهدف إلى أن يكون منصة لعرض ومناقشة منهجيات العلاج في دول مختلفة، ويستخدم أحدث ما توصل إليه علاج الإدمان، وكذلك رفع مستوى الوعي حول مرض الإدمان في منطقة الخليج.واستضاف المؤتمر متحدثين من ذوي الخبرة العالمية في مجال الإدمان، منهم البروفيسور جون كيلي، أول أستاذ في طب الإدمان في جامعة هارفارد، والبروفيسور أحمد عكاشة، رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي، والرئيس الفخري للاتحاد العربي وغيرهم. 150 متعافياً يعرضون تجاربهم في المؤتمر شارك في المؤتمر عدد من المدمنين التائبين المتعافين، لعرض تجاربهم من خلال برنامج «زمالة الإمارات للمدمنين المتعافين»، الذي يضم نحو 150 متعافياً من جنسيات مختلفة. وأكدوا أنهم عقدوا اجتماعات مستمرة تصل لنحو 15 اجتماعاً أسبوعياً، بعدة لغات، وأن من بينهم نحو 10 نساء، وتتراوح أعمار المنضمين للمجموعة في الإمارات ما بين 21 إلى 60 عاماً. وأشاروا إلى أنهم يجتمعون في أماكن متفرقة في الإمارات، لأنهم لا يمتلكون مقراً ثابتاً، وهم بصدد تأثيث جمعية، لمتابعة من يرغب من المدمنين في التعافي والتواصل معهم، وصولاً للأهداف المنشودة.
مشاركة :